;

سلامات علـى دولة الإسلام 753

2009-08-26 03:14:07

عصام المطري

تمكن الدين الإسلامي الحنيف من إقامة أعظم دولة أرأرست فيها مداميك العدالة والمساواة الاجتماعية والحق مناهضة الباطل وأرتوت فيها شجرة السعادة ، يسعد المواطن أيما سعادة وكانت الأقليات غير المسلمة تعيش في بحبوحة من العيش ، فهذا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه - يمثل أمام القاضي مع غريم يهودي ، فأي تواضع هذا وأي إذعان للقضاء الشريف النزيه وكانت الدولة الإسلامية تفرض مبالغاً مجزية للعجزة من أهل الكتاب.

إن الدولة الإسلامية الغراء ناطحت السحاب بعد لها وروت شجرة الحرية ، فكان الناس احراراً لا يخشون أحداً من الناس ، فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - يأمر القبطي بإن يقتص من ابن الأكرمين ، ويقول كلمته الشهيرة لعمرو بن العاص :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" ، وقد تفانت دولة الإسلام بالزهد والتقشف فعمر بن الخطاب بن نقيل كان طعامه خبزاً وزيت ، فذات مرة جاءه رسول عامله على أذربيجان وأهدى له بعض الحلوى فاستذاقه عمر ووجد أن طعمه لذيذ فقال للرسول :" هل الناس كلهم في أذربيجان يأكلون هذه الحلوى " فرد عليه الرسول : لا إن هذه هي أكلة خاصة ، فنهره عمر وأمره بإرجاع الحلوى وقال له :"قل للأمير لا يشبع حتى تشبع الرعية" .. إنه خلق جميل في الزهد والتقشف من قبل قيادات الدولة الفتية وإنه لطبع ممتاز للغاية.

لقد عجزنا في العصر الحديث عن إقامة دولة إسلامية فتية تحق الحق وتبطل الباطل ، فالزعامات والقيادات الإسلامية والعربية مشغولون بالخلافات البينية ، فسلاماً على دولة الإسلام التي انتصرت للمظلومين وأرست مداميك العدالة والحرية والمساواة الاجتماعية ، وروت شجرة الحرية والكرامة فهذا عمر بن الخطاب بن نقيل - رضي الله عنه - يتأخر عن خطبة الجمعة حتى يصل إلى الصلاة، ويصعد على المنبر ويقول :"تأخرت بسبب ثوبي هذا كنت انتظره حتى يجف وليس لي ثوباً غيره"، وجاء ببردة مبللة ، والثوب عليه إحدى وعشرون رقعة ، أما الآن فالرؤساء يلبسون كل يوم جديد ويستغنون عن ملابسهم القديمة ذلك لأنهم يعيشون في بذخ وينهبون ممتلكات الشعوب ، ويسخرون الثروة لخدمة طموحاتهم غير المشروعة في الإنفاق على ذويهم وأهلهم وأبنائهم ، فهذا الفاروق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخرج يوماً ويرى إبلاً ممتلئة ، فيقول : لمن هذه الإبل؟ فيقولون له : إنها إبل عبدالله بن عمر، فيسقط غضباً ويطلب إبنه ليمثل أمامه وجلس يفرك شاربه حتى وصل إبنه عبدالله بن عمر رضي الله عنه ، فقال له: من أين لك تلك الإبل ؟ فيرد عليه أنه أشتراها بحر ماله ، ويدعها تعتلف من خشاش الأرض حتى إذا أصبحت قابلة للبيع باعها ، وكسب من أرباحها ، فقال له والده : إن الناس سيقولون هذه إبل ابن الخليفة ، دعوا إبل ابن الخليفة تشرب.. دعوا إبل ابن الخليفة تأكل وأمره أن يبيعها وأن يأخذ رأس مالها ويدفع الأرباح إلى بيت مال المسلمين فسلاماً على دولة الإسلام وإلى لقاء يتجدد والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد