صحيفة أخبار اليوم- رمضانيات ..العاصي لربه

رمضانيات ..العاصي لربه

2009-08-27 03:36:55

شكري عبدالغني الزعيتري

لابن ادم العاصي ونسأله تعالي سبحانه الهداية لنا وأمة الإسلام جميعا في هذا شهر رمضان المبارك الذي انزل في أوله الرحمة وأوسطه المغفرة وآخرة العتق من النار لمن أراد لعباده سبحانه. نقول : أين سيذهب من اعرض وتولى عن توحيد ربه وطاعته ولم يرفع رأسا بأمره ودعوته وكذب رسوله وأمتنع عن متابعته وحاد عن شريعته وابتعد عن ملته واتبع غير سنته ولم يستمسك بعهده ومكن الجهل من نفسه والهوى والعناد من قلبه والجحود والكفر من صدره والعصيان والمخالفة من جوارحه وقابل خبر الله بالتكذيب وأمره بالعصيان ونهيه بالارتكاب لما يغضب الرب فيحب ما يبغض الله ويبغض ما يحبه الله ويوالي من يعاديه ويعادي من يواليه يدعو إلى خلاف ما يرضى وينهى عبدا إذا صلى قد اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم فأصمه وأبكمه وأعماه فهو ميت الدارين( دنيا وآخرة ) فاقد السعادتين قد رضي بخزي الدنيا وعذاب الآخرة وباع التجارة الرابحة بالصفقة الخاسرة فقلبه عن ربه مصدود وسبيل الوصول إلى جنته ورضاه وقربه عنه مسدود فهو ولي الشيطان وعدو الرحمن وحليف الكفر والفسوق والعصيان رضي المسلمون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ورضي المخذول بكفر وجحود لله خالقة وارتضي لنفسه المعصية وبسبيل الضلال والغضب سبيلا وارتضي لنفسه بان يكون أعصى الناس للخالق الذي لا سعادة له إلا في طاعته فان مات علي معصيته جاء سؤاله فإذا سئل في قبره من ربك وما دينك ومن نبيك قال (ه. . ه. . ه ) لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت وعلى ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يضرم على قبره نارا ويضيق عليه كالزج في الرمح فيكون قبره علية أضيق من خرم الإبرة إلى قيام الساعة. وحين تحين الساعة يوم يبعث اهل الأجداث بان يبعثر ما في القبور وإذا حصل ما في الصدور وقام الناس لرب العالمين ونادي المنادي وامتازوا اليوم أيها المجرمون ثم رفع لكل عابد معبوده الذي كان يعبده ويهواه في الدنيا وحين يقول الرب تعالى وقد أنصت له الخلائق أليس عدلا مني أن أولي كل إنسان منكم ما كان في الدنيا يتولاه فهناك سيعلم الملحد والمشرك والكافر والعاصي حقيقة ما كانوا عليه من ضلال وظلم لأنفسهم إذ سيتبين لهم سوء منقلبهم وما يصيرون إليه وسيعلمون أن لم يكون أولياءه سبحانه إلا المؤمنون المتقون الذين عملوا لأنفسهم الخير وأطاعوا خالقهم الله وعبدوه واستجابوا لقوله تعالي (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ). . وأمام هذا نورد ما قاله العلماء من أهل الطاعة انه إذا قسي القلب وأظلم فسد حال صاحبه وخلت عبادته من الخشوع وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن وصار بعيداً عن الله وأحس بالضيق والشدّة وفقر ولو ملك الدنيا وان من الأمور التي تقسي القلب وتفسد صاحبه (1) ترك الذكر قال الله تعالي ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي ) (2) التفريط في الفرائض (3) آكل مال الحرام (4) المجاهرة بالمعاصي (5) الرضا بالجهل وترك التفقه (6) إتباع الهوى وعدم قبول الحق والعمل الصالح (7) النظر في الصغائر والسير بين الناس بالفتن والقتل (8) الاغترار بالدنيا والعمل لها (9) الانشغال باللهو (10) ارتكاب الأعمال من المحظورات التي حرمها الله في كتابه وفي سنة نبيه محمد (صلي الله علية وسلم ). . وأخيرا ادعوا الله ربنا الخالق في هذا الشهر الكريم رمضان الذي اصطفاه عن سائر شهور العام بقبول الدعاء والعمل ومباركة الحسنات والثواب بان يهدينا إلي صراطه المستقيم والي دينه القويم السوي وان يهدي كل عاصي من البشر ونرجوه سبحانه أن يرحمنا ويغفر لنا جميعا وأمة الإيمان والإسلام والسابقين ن وان يجعل مثوانا في البرزخ روضه من رياض الجنان وبان مستقرنا في الآخرة فردوس جنانه سبحانه تعالي نسأله رحمته وغفرانه