كروان الشرجبي
نجلس نتحسر ونتألم ونحتار ماذا نفعل تجاه معاناتنا وتغلي الدماء في عروقنا ونتساءل لماذا وكيف وصلنا إلى درجة أن نشعر بكل هذا الألم والمهانة والذل؟
متى وكيف نسترد ما بقي لنا من كرامة؟ نسينا أو تناسينا لا فرق، إن ما حدث لنا يدخل ضمن دائرة مشيئة الله والإيمان بالقدر خيره وشره فالابتلاء من الله ولا ابتلاء من دون ذنب ولن يرفع عنا ما نحن فيه إلا بالاعتراف والتوبة فهل نعرف ما اقترفنا؟
إني أجزم بأننا نعلم ذنوبنا لكن كل منا يلقيها على الآخر ويبرء نفسه فالكذاب يتكلم على الكذابين وكأنه هو الصادق،والمتآمر يتكلم عن الخيانة وكأنه هو الطاهر،واللص يتهم الشرفاء وكأنه هو العادل ونتعمد إخفاء الحقيقة حتى عن أنفسنا!!
وأصبح كل منا يخفي وراء ظهره سكيناً ليطعن بها أقرب الناس إليه عندما تأتيه الفرصة المناسبة.
أصبحنا نتكلم أكثر مما نعمل، ونكره أكثر مما نحب، ونخون أكثر مما نخلص حتى ضاعت قيمنا مع سبق الإصرار والترصد، وفقدنا المعاني الجميلة فضاعت معها أمور كثيرة وأصبحت بلا لون وطعم ولا رائحة.
لا البكاء ولا الصراخ والشكوى أصبح لها معنى لهذا لم يصبح أحد يتألم لأحد ولا يسمع أنينه أو تحركه مأساته رغم أن الله في جميع الديانات السماوية ألزمنا بالأخلاق وأن يكفل بعضنا بعضا.
ما الذي حصل حتى باتت لغة المصالح هي السائدة في التعامل فاختفت العلاقات الحميمة وتوارت الصداقة وتراجعت علاقات القرابة والرحم والحقوق والواجبات.
نعم لقد امتلأت حياتنا بالذنوب حتى أصبحنا أكثر كماً، نعم ذنوبنا كثيرة ورغم ذلك تحول كل منا إما إلى واعظ أو ناصح،ولم يعد منا من يرى عيوبه وإن رآها غفرها لنفسه والتمس لها ألف عذر.. فعجباً لزمن يتحدثون فيه عن الطهارة والشرف والأمانة والنقاء، والأساليب الملتوية تتعمق وتنتشر فيه.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM