محمد أمين الداهية
أصبحت أزمة الضمائر هي السائدة على تجار المواد الغذائية الاستهلاكية الذين ترفض بطونهم الانفجار وتقبل بالتوسع اللا متناهي ،ومهما حاول بعض التجار إخفاء رغبتهم الوحشية في تكبيد المواطن جرعهم القاتلة إلا أن المواسم المختلفة تكشف لنا تلك الرغبة وأبرز هذه المواسم موسم رمضان الكريم، ورغم قوة العرض والإقبال الشديد على الطلب إلا أن هذه القاعدة تستغل بالطريقة العكسية وتوجه ضد المواطن الغلبان دون أي مراعاة لكثافة الطلب وقوة العرض وأمانة التعامل التجاري، المهم أنه ما دام الإقبال سيكون قوياً فيجب استغلال هذه الفرصة وفرض أسعار مزاجية شاء المواطن ذلك أم أبى ومن مزاجية الأسعار والتي سببها انعدام الرقابة من قبل السلطات المحلية لا ندري لماذا ، وهل يعقل أن يكون دور السلطة المحلية مجرد حبر على ورق ، بعض التجار يفرض أسعاراً مزاجية دون أدنى خوف لا من الله ولا من القانون الذي نعرف أنه في وادٍ آخر، سلع منتهية أو مقاربة على الانتهاء لا تصلح للاستعمال تباع جهاراً نهاراً في مختلف الأماكن والأسواق ، والمصيبة أن البلدية لا تلاحق هؤلاء البائعين بسبب بيعهم لسلع منتهية تحمل تواريخ مزورة وإنما تلاحقهم لمضايقتهم للشوارع الرئيسية والغير مسموح لهم عرض بضائعهم عليها.
مشكلة الغاز والتي أضنت الكثير وشكلت لهم كابوساً لا يعرفون كيف يمكنهم التخلص منه ومهما تحدثنا عن هذه المشكلة فالمعنيون غارقون في ملذاتهم . ولا يريدون سماع ما يعكر صفو حياتهم في هذا الشهر الكريم والذي بسببهم يذوق فيه البسطاء المر المرير من خلال هذه الأزمات التي ذكرناها، هل بإمكاننا معرفة أسباب ابتعاد الحكم المحلي عن مثل هذه الأزمات ، وغياب دور السلطة المحلية؟ هناك قرارات اتخذت لحل بعض المشاكل بواسطة السلطة المحلية ومنها مشكلة الغاز ولكن متى ستخرج هذه القرارات إلى حيز الوجود؟ ، نحن لا نريد وعوداً كوعود وزارة الكهرباء والتي لا تعبر إلا عن التملص والهروب من المسؤولية. نريد أن نلمس على هذا الواقع نوعاً من الاهتمام بالمواطن وبالبسطاء من الناس، لا نريد من مفتعلي الأزمات أن يتقوا الله في هذا الوطن لأن الوطن لا يعني لهم شيئاً ولكن نقول لهم اتقوا الله في أنفسكم فهي أغلى ما تسعون لأجلها.