شكري عبدالغني الزعيتري
قال الله تعالى : (وفي الأرض آيات للموقنين) وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (إن تأمل ساعة خير من عبادة سنة ). وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله : (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) (رواه البيهقي) وقال بشر الحاقى : ( لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ). وفي هذه الليلة المباركة وهي احد ليال شهر رمضان الكريم دعنا وإياك عزيزي القاري نكسب الأجر إن شاء الله تعالي بان نقف لحظات وفي عبادة تأملية في خلق الكون. قال الله تعالي ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ) (سورة النمل آية 93) فاليوم تأملنا سيكون في معجزة مبهرة من معجزات الخالق سبحانه وتعالي ولحقائق توصل إليها العلم الحديث ويقينية مع أن الله سبحانه وتعالي تحدث عنها في كتابه المنزل القران الكريم وقبل ألف وأربعمائة قرنا. فعبادتنا التأملية اليوم ستكون في معجزة خلق الكون والبناء الهندسي له. . وابدءا بالكتابة بالقول : أن العلماء عرفوا الكون بأنه هو كل ما خلقه الله تعالي مرئيا كان أم غير مرئي ويتألف الكون من المجموعات ألنجميه والتي تسمي (المجرات) والمجرة هي نظام يتكون من آلاف ملايين النجوم والتي تمثل سديما ومن أشهر المجرات (مجرة درب التبانة ) ومجموعتنا الشمسية تعتبر جزء صغير منها. والنجوم هي أجسام غازية ملتهبة تشع ضوءا وحرارة. والسديم هو جسم كوني يظهر علي شكل سحب ضخمه من الغازات الملتهبه. والمجموعة الشمسية تتكون من نجم واحد ضخم يشغل مركزها وهو الشمس وتسعة كواكب سيارة بالإضافة إلي الكويكبات وهي ثمانية من الكواكب تدور حول الشمس في مدارات بيضاوية وفي اتجاه واحد من الغرب إلي الشرق وفي مستوى واحد هو مستوى الكسوف والخسوف عدا كوكب بلوتو فانه يدور بشكل مختلف. والكويكبات هي عبارة عن كتل صخرية متفاوتة الحجم تدور حول الشمس مابين كوكب المريخ وكوكب المشتري وتتبع بعض كواكب المجموعة الشمسية عددا من الأقمار التي تدور حولها وتعتبر الأرض التي نعيش عليها احد الكواكب. والكواكب هي أجسام معتمه تستمد الحرارة والضوء من الشمس والكواكب التي تتبعها أقمار سبعه كواكب هي (الأرض والمريخ والمشتري وزحل واورانوس ونبتون وبلوتو ) والأقمار هي أجسام كروية معتمه انفصلت عن كواكب المجموعة الشمسية وتدور حولها بنفس اتجاه دورانها. وكما يتواجد ضمن الكون الشهب والنيازك والمذنبات ومذنب هالي وكان علماء الفلك قديما يعتقدون حين درسوا الكون حول الأرض بأنه فضاء فأطلقوا علي الكون من حول الكرة الأرضية كلمة (فضاء) ظنهم بان الكون ملي بالفراغ. . ولكن بعد ما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقه مذهلة ورأوا نسيجا كونيا محكما ومترابطا بدوا بإطلاق مصطلح جديد هو ( بناء ) إذ أنهم رأوا بناء هندسي محكم فقد وجدوا أن المجرات وتجمعاتها تشكل لبنات بناء كما بدؤوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة تعطي مفهوم بان الكون تربطه الجسور الكونية والجدران الكونية وان هناك مادة غير مرئية سموها بالمادة المظلمة وهذه المادة تملا الكون وتسيطر علي توزيع المجرات فيه وتشكل جسورا تربط بين هذه المجرات بعضها ببعض وبظهور وسائل العلم الحديثة وتقدمها بظهور السوبر كمبيوتر والتلسكوب الفضائي وغيرها والتي استخدمت لدراسة الكون أظهرت بان الكون فيه الكثير من المجرات المترابطة بخيوط وكأنها (عقد لآلئ ) تزين السماء واكتشفوا أشياء كثيرة وكل يوما تزداد اكتشافاتهم حول الكون قال تعالي ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أو لم يكف بربك انه علي كل شئ شهيد ) (سورة فصلت آية 53 ) ففي احد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي صرح مجموعة علماء مؤكدين أن الكون مزين بالأبنية تماما كالخرز المصفوفة علي العقد أو الخيط فمثلا يقول العالم (بول ميلر وزملاؤه )(أن المجرات الأولي أو بالأحرى لبنات البناء الأولي من المجرات تتشكل وكأنها في خيوط نسيج وعندما تبدءا بالتشكل تبدءا ببث الضوء. . وتري بان المجرات تحدد مختلف الخيوط غير المرئية وتشبه إلي حد كبير الخرز علي العقد ). قال الله تعالي ( وهو الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء. . . الخ )( سورة غافر آية 64) إذن توصل العلماء بان السماء في حالة بناء وليس فراغ اي (فضاء ) كما كان يعتقد العلماء (قديما ). وقد عبرت أقوال علماء الفلك عندما تحدثوا عن البناء الكوني قولهم أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظرا رائعا بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز علي العقد أو مثل اللآلئ المصفوفة علي خيط وهي في حالة تزين ) ويقولون بان الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تري أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه وقد وصف علماء الفلك الكثير من الأوصاف التي اتفقت مع بعضها وتعبر عن زينه هذا البناء الرباني للكون إذ قال الله تعالي ( أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) (سورة ق آية 6 ) فسبحان الله العظيم علي ما خلق. . اتبع غدا إن شاء الله تعالي مقال بعنوان (عبادة تأمل في خلق السماء). المصادر : بحوث علميه متنوعة صادره عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة
مكة المكرمة
s_hz208@hotmail. com
