حمد بن جاسم الحربي
لو اطلعنا إلى اقتصاديات العالم سنلاحظ منها القوي والضعيف وذلك لسبب واحد رئيسي وهو سلبية أو ايجابية استخدام الثروة التي بين أيدي القيادات ، ولهذا حينما نريد أن نصنع اقتصادا متينا علينا دراسة جدوى المشاريع ومراقبتها لتحقيق الجودة المنشودة ، حيث لا يمكن أن نأتي بمزارع ونجعله يرسم خطة صناعية ونأتي بعسكري لبناء قاعدة تحتية وهما لم يمارسا أصول الصنعة وقد جاء في المثل المعروف ( اعطي الخباز خبزه ولو أكل نصفه ) ، لنجاح أي مشروع يجب أن يكون فيه رجل قانون و أقتصادي وأصاحب الحرفة لكي نصنع اقتصادا متينا بسياسة وهيكل تنظيمي معتبر ، علينا أن لا نستعجل النتيجة ، ونأخذ على سبيل المثال الجمهورية اليمنية كبلد لديه المقومات الطبيعية والقوى البشرية وكما تناولت في مقال سابق الاقتصاد والسياسة في هذه الصحيفة الغراء ، بأن اليمن تتمتع بأربعة فصول وتمتاز بمواد طبيعية كثيرة وقوى بشرية عالية الجودة تحتاج من يستغلها استغلالاً جيداً من المسئولين هناك فعندما نقسم اليمن إلى خمسة أقسام ونضع على كل قسم فريقاً متكاملاً ونوفر له الميزانية والأفراد المؤهلين من أبناء الوطن ونضع لهم خطة عشرية ، لاشك سنخرج بنتيجة ممتازة تخدم الجميع ، في النظر ما بيد هذا البلد من مواطن فريدة ،من خيرات كثيرة بها جعلتني اقترح لأبناء هذا البلد الشقيق هذه الصور ، فعندما نحدد الموارد الطبيعية والكفاءات والنوعية والصناعات الحرفية وموقع السياحة والآثار القيمة واستغلال الواجهات الحضارية من مداخل ومخارج البلد سنحصل بالفعل على النتيجة المرجوة ، فاليمن تمتلك القوى الضاربة في الاقتصاد لو أرادت ، باليمن محاصيل زراعية عالية الجودة منها الأعسال الطبيعية والبن اليمني الشهير والمنقة والحبوب وغيرها واستقلال نوادر الأسماك المتنوعة و الأحجار والتربة بأنواعها وألوانها الطبيعية المختلفة ، إن طبيعة اليمن لا تختلف عن طبيعة الشام والعراق ومصر وغيرها ، بل تتمتع بواجهات بحرية وأجواء طبيعية لا توجد في أي دولة من الدول فقط تحتاج إلى تفعيل تلك المكتسبات بأيدي حريصة متفاءلة بالحياة فاليد الواحدة لا تصفق ولكن اليدان تصنعان المستحيل ، لكل ذلك لا يمكن لشعب يعمل بلا قيادة رشيدة تدفعه إلى التطور والإقدام به إلى بر الأمان ، فالاقتصاد المتين يحتاج إلى عدة إدارات تتكاتف معه على رأسهما قائد اقتصادي متمكن ومتمرس ليحدد الخطة العشرية التي ستدفع اليمن إلى الأمام نحو العالم المرتقب لكل ما هو جديد وفريد ، وبعد تلك العجالة على اليمن أن تهتم بواجهاتها ومنافذها الرئيسية وتكون من ضمن الاهتمامات الأولية لتقول للعالم هذه اليمن الجديدة بلباسها العربي العريق قد أعادات مجدها بيد راعي نهضتها الرجل الصالح ليسطر التاريخ ذلك الأمر بصحائف من نور..
alomdah7@gmail.com
محامي وكاتب بحريني