;

أغربوا عنا أيها الفاسدون الأّفاقون ..!! 1079

2009-08-31 23:16:25

عبدالكريم المدي


إن الحديث عن مآسي وعذابات ومكابدات المواطن
اليمني التي أخذت في الآونة الأخيرة تفاصيلاً أشد قساوة وأيلاماً ، هو حديث عن نوع
مختلف من تلك العذابات التي عنوان ضفحتها الأولى هو انعدام أساسيات الحياة من مياه
وكهرباء وصحة وتعليم وغاز منزلي أصبح يُتاجر به بشكل متعمد وفي وضح النهار والجو
صافي والسماء بكامل زرقتها!
إن
الحديث عن واقعنا اليمني اليوم هو حديث عن مجاعة صامتة وراتب تافه يتقاضاه الموظف
ولا يستطيع من خلاله الاحتفاظ بكرامته أو تنفس الأمان ليومين متتالية في الشهر أو
حتى دفع إيجار بيته أو فاتورة الكهرباء وإن كانت منقطعة "18" ساعة في اليوم وفي
عاصمة الحضارة والتاريخ صنعاء!. إن الحديث عن الحياة في اليمن هو حديث عن فساد قضى
على الأخضر واليابس، عن حراك فوضوي رجعي مجنون تسير رموزه لعنة العمالة في بعض
محافظات الوطن الغالي ، وعن حرب طاحنة وتمرد شيطاني ملعون أيضاً وقبيح في بعض مناطق
محافظة صعدة!. إن الحديث عن اليمن اليوم هو حديث عن معارضة تائهة لا تمتلك رؤيا أو
مشروعاً وطنياً وسلطة تثير من أقطابها وأمرائها وبطاناتها لا يفقهون أكثر من
مصالحهم حيث يعيشون في بذخ من البرجوازية جعلهم مفلسين سياسياً واجتماعياً وتنموياً
وأخلاقياً ووطنياً ، حتى أن فسادهم المؤكد يفوق فساد فاسدي العالم أجمع منذ العصر
العباسي الأول وحتى اليوم!. إذا ما الذي يمكن أن نتحدث عنه وماذا تبقى أيضاً في هذا
البلد من أحلام آمال وطموحات وتطلعات لأهله ؟؟!. وماذا تبقّى في مختبرات ومعامل
وطاولات السلطة وبطاناتها من أشياء وتجارب وخطط يمكن أن تجربها على فقراء اليمن
الذين تجاوز موضوع فقرهم مسألة الجوع إلى الكرامة والعرض؟!. ماذا تبقى يا قوم
للفاسدين في السلطة من رهانات ووعود "عرقوبية" يخدعون بها بسطاء اليمن الذين يعيشون
واحدة من أسوأ مراحل التاريخ وفصوله ، تُوِّجتْ مؤخراً بالظلام الدامس والعطش
الشديد والتجهيل المتعمد في المدارس والجامعات إلى جانب المتاجرة باقوات الناس
وقيمة المشاريع التنموية التي هي أصلاً قروض وصدقات ومنح ومكرمات من بعض دول الخليج
والغرب؟!. ماذا تبقى للبطانات "المتواضعة" التي تُسيّر معظم شؤون البلد ، ما هي
وعودها وبياناتها وخططها التي ستطفئ بها لهيب هذا الوضع الذي جعل الموظف والمُدرس
يذهب إلى مقر عمله حافياً وأشبه ب"المخبول" أو المريض النفساني ؟؟!. ماذا تبقى
لتلك البطانات ورفاقهم النافذين وكل شيء قد علمناه ابتداءً من تعينات ومبادلات
مدراء عموم ووكلاء ووزراء ورؤساء مؤسسات وزارات في الأماكن التي لها علاقات
بالعملية الصعبة وانتهاء بالنفط والتربية والقنصليات والسفارات وصولاً إلى الضرائب
والجمارك والواجبات الزكوية وانتهاء بالمناقصات والتمثيل الخارجي والمشتروات
وغيره؟!. ماذا تبقى في جعبة المزايدين والفاسدين والأّفاقين من حيل لم يجربوها فينا
، نحن موظفي ومواطني هذا البلد الذين تطحن وتسحق فيه كرامتنا وآدميتنا ومشاعرنا
ومواطنتنا في كل ثانية تحت أقدامهم وتحت أقدام المؤجرين والفاسدين مصاصي دمائنا
الذين يمتلك كل واحد منهم من القصور والفلل والعقارات والاستثمارات والمزارع
والجواري ما يمكن أن يعيش 30% منه فقط محافظتين أو ثلاث من محافظات يمننا الفقيرة
والجائعة؟!. ماذا تبقى لأولئك المسؤولين من كذب ودجل وكثيراً من الشباب الأميين
والجائعيين في محافظة صعدة وما جاورها قد انخرطوا في فكر الأثنى عشرية الإيرانية
الصفوية الجعفرية التي اتخذت من جبال مران وحيدان وساقين في محافظة صعدة منطلقاً
لها للقضاء التام على تاريخ اليمن وحضارته وفكره ووحدة ابنائه وعقديته واستقراره؟!.
وماذا تبقى لمسؤولي هذا البلد "المهنجمين" الذين يتبجحون بالمرافقين ويعتنون
ب"الكرفتات" التي يساوي السعر المتوسط للواحدة منها ثمن خمسة طن من القمح الأميركي
الأبيض الفاخر، ماذا تبقى لأولئك المسؤولين وهناك من يريد تمزيق وحدة اليمن مستغلاً
فسادهم المفضوح وثراءهم المهول في تمرير مشاريع وقحة ومميتة لليمنيين ؟؟!!. ماذا
تبقى لمسؤولي هذا البلد من قيم وهناك من يريد أن يرفع منسوب فقرنا وحاجتنا وزيادة
قوافل نسائنا وأطفالنا المتجهة نحو أسواق الجنس والرقيق في الخليج؟!. ماذا تبقى لكم
أيها الفاسدون والنفط قد شارف على النضوب والغاز تعثر مشروع تصديره والعالم حفظ
استراتيجياتكم وتلقينكم الشعب اليمني وهماً وسراباً بدلاً من التنمية والمعرفة
والوعي والخبز؟!. فاصلة أخيرة. ماذا تبقى لكم أيها الفاسدون والخونة ؟ هيا أغربوا
عن وجوهنا ، نريد أن نسمع استقالاتكم أو انتحاركم الجماعي ، لكي يهد أهذا الشعب
قليلاً ويستعيد عافيته وينام قرير العين، وقد تخلص من ويلاتكم ورحلتم عن مؤسساته
ووزاراته وشركاته وبنوكه ومصالحه وسفاراته ومصادر دخله!. أرحلوا فاليمن يريد وحدته
وأمنه وثقافته وتاريخه وكرامته وصيانة كرامة ألمه والحفاظ على أسمه وهويته ولن يكون
له هذا إلا برحيلكم الأبدي عن كاهله. . !.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد