كروان الشرجبي
إن الأعمال التي تحقق لنا فرصة الفوز بمغفرة الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان هي بفضل الله تعالى كثيرة جداً وما علينا إلا أن نتذكر بعضها ليتجلى لنا من خلالها الكثير مما تهفوا إليه القلوب وتسعد به الأرواح من أعمال وطاعات يحس المسلم بلذة ممارساتها خاصة في شهر رمضان فقبل حلول هلال رمضان المبارك ينبغي أن نشعر أنفسنا بأنها مقبلة على شهر كريم يختص بأداء طاعة ينبغي أن تتمتع النوايا فيها بالإخلاص لله تعالى أي أن نهيئ أنفسنا لاحتساب الأجر من الخالق سبحانه وتعالى فقط لا من غيره وذلك ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومن الجميل أن نشعر أنفسنا ونحن في نهار رمضان بأن ما منعنا عن طعام وشراب إنما هو لمعرفة قدر نعمة الطعام والشراب التي يتفضل ربنا جل وعلا وينعم علينا بها وحينها ينبغي أن نتوجه إلى خالقنا سبحانه وتعالى بالشكر والعرفان وبذلك نكون قد حققنا أمرين الأول: أننا استفدنا من درس الصوم في معرفة الحكم منه والتالي أننا أطعنا ربنا في أمره لنا بالشكر في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 185 "ولعلكم تشكرون".
ثم إننا حين نجوع ونحرم أنفسنا من تلبية حاجات البطن إلى الطعام والشراب ينبغي أن نعرف حينها أننا نملك قوة وهبها رب العالمين جل وعلا لنستفيد منها في تحدي كل ما ينهي عنه خالقنا سواء في ذلك الطعام والشراب وغيرهما وهنا نكتسب الثقة التامة في قدرتنا وإمكاناتنا الكبيرة في الانتهاء عن كل ما نهى ديننا الحنيف عنه وفي الوقت نفسه نصبح قادرين على الإحساس بمعاناة الفقير وحاجاته إلى الطعام والشراب وحينها لا نتردد في تخصيص جزء من طعامنا وشرابنا لأولئك الذين شاءت حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن يمدوا يد الحاجة إلينا ليكون بيننا وبينهم معروف يربط بين قلوبنا وقلوبهم على المحبة في الله تعالى.
وهذا الشهر المبارك هو شهر الطهر والتطهر لأننا في غير هذا الشهر نكتسب آثاماً تغضب ربنا ومادام الأمر كذلك فلنعلم أن شهر رمضان الكريم هو الفرصة لغسل هذه الآثام والتطهر منها.