;

ثلاثة عوامل يمكن أن تساعد الفلسطينيين 649

2009-09-01 03:43:55

خيرالله خيرالله

هناك للمرة الأولى منذ فترة طويلة خطة فلسطينية للتصدي للإحتلال الإسرائيلي والتخلص منه. هناك ثلاثة عوامل يمكن أن تساعد في انجاح هذه الخطة في وقت يدعو المجتمع الدولي بصوت واحد موّحد إلى وقف الإستيطان في الضفة الغربية، نظرا إلى إن الإستيطان عقبة في طريق التسوية وفي طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

يتمثّل العامل الأول الذي يدعم الخطة الفلسطينية الهادفة إلى تجسيد حلم الدولة في وجود سلطة وطنية برئاسة السيد محمود عبّاس (أبو مازن) تؤكد ان مرجعيتها هي منظمة التحرير الفلسطينية والبرنامج السياسي الذي تعتمده المنظمة. يقوم هذا البرنامج على حل الدولتين وعلى أعتماد الواقعية السياسية بديلا من الشعارات الطنانة من نوع "الممانعة" وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر أو من النهر إلى البحر، لا فارق. . . من أجل تأكيد أن الفلسطينيين لا يريدون دولة وأنهم لا يصلحون سوى وقود لمعارك ذات طابع إقليمي. تصب هذه المعارك في خدمة هذا الطرف أو ذاك المرتبط مباشرة بالمحور الإيراني- السوري الذي يسعى إلى إدامة حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة إلى ما لا نهاية. كل ما يستطيع هذا المحور عمله هو ممارسة سياسة الإبتزاز من أجل عقد صفقة مع الأميركي أو الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين وفلسطين والفلسطينيين وكل ما وقعت عليه يده في العراق أو في أي بقعة عربية وصولا إلى اليمن!

أما العامل الثاني الذي يدعم المشروع الوطني الفلسطيني، فيمكن إختصاره بوجود حكومة فلسطينية تعمل فعلا من أجل فلسطين. هذه الحكومة هي برئاسة الدكتور سلام فيّاض. تمتلك الحكومة الشرعية الفلسطينية برنامج عمل واضحا يصب في خدمة فلسطين والفلسطينيين يقوم على تحسين الوضع المعيشي للمواطن في الضفة الغربية من جهة وضمان الأمن والإستقرار له. من دون الأمن والأستقرار لا مستقبل لفلسطين والفلسطينيين. من دون مجتمع فلسطيني مسالم يعرف ما يريد لا أمل في بلوغ الهدف المتمثل بالدولة الفلسطينية المستقلة التي تضمن لكل فلسطيني حقّ العودة إليها والحصول على جواز سفر يستطيع من خلاله إثبات أنه يواجه بالفعل وليس بالكلام والشعارات مشروع التوطين. هذا أذا كان هناك من مشروع توطين للفلسطينيين، كما يدعي المتاجرون بهم.

يبقى عامل ثالث في غاية الإيجابية فلسطينيا. أنه نتائج مؤتمر "فتح" الذي انعقد في رام الله، أي على أرض فلسطين للمرة الأولى منذ نشوء "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" وهي الأسم الكامل ل"فتح". انبثقت عن المؤتمر السادس للحركة قيادة جديدة تعرف جيدا كيف تكون مقاومة الإحتلال الإسرائيلي. هناك عدد لا بأس به من أفراد اللجنة المركزية الجديدة ل"فتح" إحتكوا بالإسرائيليين وأمضوا سنوات في السجون الإسرائيلية. هؤلاء القياديون الجدد في "فتح" يعرفون جيدا من هم الإسرائيليون. أنهم يعرفون عن قرب المجتمع الإسرائيلي المريض الذي يقتات من التطرف ويستفيد من العمليات الإنتحارية والصواريخ العشوائية. ويعرفون خصوصا أن لا أمل في التصدي للإحتلال من دون تعافي "فتح" وتحولها من حركة تعيش على حساب سلطة يعشعش فيها الفساد إلى حركة تشكل العمود الفقري السليم للسلطة. تكمن أهمية مؤتمر "فتح" في إنه وضع حدا فاصلا بين السلطة والحركة. لم تعد الحركة هي السلطة بمقدار ما أنها في خدمة السلطة التي تعمل بدورها من أجل أن تكون هناك نواة لدولة فلسطينية.

متى جمعنا بين السلطة الوطنية الفاعلة والحكومة الفلسطينية التي تعمل من أجل الفلسطينيين و"فتح" التي تدعم السلطة والحكومة يتكون مشروع متكامل. أنه مشروع التصدي للأحتلال بدل عمل كل شيء من أجل استمراره. هناك حكومة إسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو لا همّ لها سوى استغلال عامل الوقت بغية تكريس الأمر الواقع على الأرض.

هدف حكومة نتانياهو إقامة كيان فلسطيني ولكن إستنادا إلى حدود المستوطنات الفلسطينية وليس إستنادا إلى الحدود التي كانت قائمة في العام 1967. تستند الحكومة الإسرائيلية في كل تحركاتها على أن لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه. هناك الآن في الضفة الغربية سلطة وطنية وحكومة مدعومتان من "فتح" تطالبان بالتفاوض مع إسرائيل من منطلق أن المطلوب أولاً وقف الإستيطان، أي بدء العمل على إزالة الإحتلال. الأهم من ذلك كله، أن التحرك الفلسطيني مدعوم دوليا. استطاع الفلسطينيون عزل إسرائيل. لا يجد نتانياهو في أي مكان يحل فيه، أكان ذلك في الولايات المتحدة أو أوروبا سوى أصوات تطالب بوقف الإستيطان كخطوة أولى على طريق زوال الإحتلال.

هذه هي المعركة الحقيقية التي يخوضها الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والإستقلال بديلا من معركة تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني التي تخوضها "حماس" في غزة ضد أهل غزة وكل ما هو حضاري وكل ما يمكن أن يزيل الإحتلال. التفاؤل مسموح به في هذه المرحلة ما دام هناك في فلسطين من يؤمن فعلا بأن الوقت لا يعمل بالضرورة في مصلحة القضية وأن الشعارات الطنانة مؤذية أكثر من أي شيء آخر وأن فوضى السلاح لا يمكن إلا أن تجر الخراب على فلسطين والفلسطينيين. حلم الدولة الفلسطينية في متناول اليد. تعلم أهل "فتح" من أخطاء الماضي القريب بما في ذلك أخطاء ياسر عرفات، رحمه الله، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني. يسير الفلسطينيون في الطريق الصحيح. إنهم يطرقون أبواب القدس يوميا. ستكون القدس الشرقية عاصمتهم بعدما صاروا قادرين على التمييز بين الوهم والحقيقة، بين الشعارات والواقع. . <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد