عادل الأحمدي
هنالك ماينبغي أن يقال:
هذا التمرد السلالي المذهبي المتصلب، في صعدة وما جاورها، قتل وأسر ونهب وشرد ودمر واستخدم التقية في تضليل الناس وإطالة أمد الرعب المخضب بالدماء وبالدمع..
هذا التمرد المراوغ السخيف والوحشي (في نفس الوقت) ينبغي أن تكون له نهاية وأن تكون نهايته عبرة لكل ذي سمع وبصر.. ذلك أنه لا دين له ولا أخلاق ولا مطالب يجرؤون على البوح بها..
ولا أحد بالتأكيد يجادل على أن أوضاعاً عديدة في اليمن لا بد أن تتحمل السلطات مهمة تغييرها.. كما أن على القوى الوطنية الحية أن تسهم بكلمة الصدق في الضغط على المبطل وإدانة الآثم والإشادة بكل خطوة سليمة من شأنها أن توقف سيل الموت الهادر في صعدة وسفيان..
على أن دعم المتضررين والنازحين من أبناء صعدة وسفيان هو ضرورة يمليها الواجب الديني والوطني والإنساني.. وبالتأكيد فكل شخص قادر في اليمن على عمل شيء ( قولاً أو عملاً) لإنهاء هذه المأساة هو مسؤول دنيا وآخرة عن واجبه تجاه إخوانه وعقيدته وبلده..
إلى ذلك لا بد أن تكون الدولة دولة بالفعل.. وهي مشكورة على إصرارها الأخير على الحسم العسكري حيثما تقتضي الضرورة العسكرية لكن في المقابل لا يجب إهمال الجانبين السياسي والفكري أثناء وبعد الحسم العسكري بحيث تتكامل جميع المسارات المؤدية إلى إعادة الأمن والأمان إلى كل المناطق التي عرف أهلها معنى الخوف ومهانة التشرد..
ولعل من بدهي الأمور فيما يتعلق بالجانب السياسي ضرورة الردع الموازي للغطاء الذي توفره وسائل الإعلام الإيرانية لمجموعات التمرد الكهنوتي في صعدة بما يخفف من بجاحة هذه المنابر التي تسهم حالياً في إذكاء المأساة وإهراق المزيد من الدماء وتخليف المزيد من الأيتام والأرامل والمقهورين.
وأقل وسائل الردع التي تقوم بها دولة تحترم نفسها وتحرص على صون أرواح شعبها أن يتم طرد السفير الإيراني من صنعاء من باب أضعف الإيمان تجاه كل علائم الدعم الإعلامي والحربي واللوجستي التي تورطت به حكومة إيران وفق ما صرح بذلك العديد من المسؤولين اليمنيين في أكثر من محطة طيلة سنوات من الكر والفر مع هذه المجموعة الدوغمائية التي لم تعد تملك قرارها سواء في الحرب أو في السلام.
وإلى ذلك أيضاً لا فائدة من جولات الحرب ما لم يصحبها خطة أمنية لافتراس قادة التمرد وتقديمهم للمحاكمة العادلة الأمر الذي قد يختصر على السلطات الكثير من الوقت ويوفر، ولا شك، العديد من الذخائر والأرواح. والأمل لا يزال موجوداً- وإن كان ضئيلاً - في أن يعيد إخواننا قادة وأتباع التمرد قراءة الأمور بشكل سليم ويؤوبوا إلى صوابهم .
والله المستعان .<
نقلا عن صحيفة الناس