شكري عبدالغني الزعيتري
قال الله تعالى : (وفي الأرض آيات للموقنين) وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (إن تأمل ساعة خير من عبادة سنة ) . وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله : (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) (رواه البيهقي) وقال بشر الحاقى : ( لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ). ففي هذه الليلة المباركة وهي احد ليال شهر رمضان المبارك دعنا وإياك عزيزي القاري نكسب الأجر إن شاء الله تعالي بان نقف لحظات وفي عبادة تأملية في خلق النجوم وابدءا الكتابة بالقول أن العلماء ذوي الاختصاص عرفوا النجوم : بأنها أجرام سماوية منتشرة بالسماء الدنيا كروية أو شبه كروية غازيه ، ملتهبة ، مضيئة بذاتها ، متماسكة بقوة الجاذبية علي الرغم من بنائها الغازي ، هائلة الكتلة ، عظيمة الحجم ، عالية الحرارة بدرجه مذهلة وتشع موجات كهرومغناطيسية علي هيئة كل من الضوء المرئي وغير المرئي بجميع موجاته وقد تم تصنيف النجوم العادية علي أساس من درجة حرارة سطحها إلي نجوم حمراء ودرجة حرارتها (3200 درجه مطلقة ) وهي اقلها حرارة والي نجوم برتقالية وصفراء وبيضاء مائلة إلي الصفرة وبيضاء مائلة إلي الزرقة وزرقاء ودرجة حرارتها (30000 درجه مطلقة ) وهي أشدها حرارة وتعتبر الشمس من النجوم الصفراء متوسطة الحرارة إذ تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي ستة ألاف درجه مطلقة وتعد الشمس من النجوم العادية حيث ويوجد نجوم اكبر منها واشد حرارة والغالبية الساحقة من النجوم العادية (90% ) تتبع هذه الأنواع من النجوم العادية التي تعرف باسم نجوم النسق الأساسي والباقي هي نجوم في مراحل الانكدار أو الطمس أو في مراحل الانفجار من مثل الأقزام البيضاء النجوم النيوترونية (النابضة وغير النابضة ) والثقوب السود من مجموعة النجوم المنكدرة والمطموسة والعمالقة الحمر والعمالقة العظام والنجوم المستعرة (المستعرات ) والنجوم المستعرة العظمى من مجموعة النجوم المتفجرة وأكثر النجوم العادية لمعانا هي أعلاها كثافة وبعضها يصل في كتلته إلي مائة مرة قدر كتله الشمس وتشع قدر إشعاع الشمس ملايين المرات واقل نجوم السماء لمعانا هي الأقزام الحمر وتبلغ درجه لمعانها اقل من واحد من الألف من درجة لمعان الشمس واقل كتله لجرم سماوي يمكن أن تتم بداخله عملية الاندماج النووي فيسلك مسلك النجوم ولما هو (8% ) من كتلة الشمس (المقدرة بحوالي ألفي مليون مليون مليون مليون طن ) والنجوم بمثل هذه الكتل الصغيرة نسبيا هي من النجوم المنكدره من أمثال النجوم البنية القزمة أو ما يعرف باسم الأقزام البنية . كما أن النجوم تمر بمراحل من الميلاد والشباب والشيخوخة قبل أن تنفجر أو تتكدس علي ذاتها فتنكدر أو تطمس طمسا جزئيا أو كاملا فهي تولد من الدخان الكوني بتكدس هذا الدخان علي ذاته (بإرادة الخالق سبحانه وتعالي ) وبفعل الجاذبية تتكون نجوم ابتدائية ثم تتحول هذه النجوم الابتدائية إلي النجوم العادية ثم تنتفخ متحولة إلي العماليق الحمر فإذا فقدت العماليق الحمر هالاتها الغازية تحولت إلي ما يعرف باسم (السجم الكوكبية ) ثم تنكمش علي هيئة ما يعرف باسم الأقزام البيض وقد تتكرر عملية انتفاخ القزم الأبيض إلي عملاق احمر ثم العودة إلي القزم الأبيض عدة مرات وتنتهي هذه الدورة بالانفجار علي هيئة مستعر أعظم من الطراز الأول أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم العادي الكبيرة ( عدة مرات قدر كتلة الشمس ) فانه ينتفخ في آخر عمره علي هيئة العمالقة الكبار ثم ينفجر علي هيئة مستعمر أعظم من الطراز الثاني فينتج عن هذا الانفجار النجوم النيوترونية وغير النابضة أو الثقوب السود أو ما يسمي باسم النجوم الخانسة الكانسة (كما سمها خلقنا الله تعالي وخالقها في القران الكريم ) وذلك حسب الكتلة الابتدائية للنجم . والنجوم العادية منها المفرد مثل (الشمس ) ومنها النجوم المزدوجة (النجوم المتعددة ) وتشير الدراسات الفلكية إلي أن اغلب النجوم المزدوجة (المتعددة ) تتشكل من نجمين يدوران في مدار واحد حول مركز ثقلهما فالنجوم المزدوجة هي ما يمكن أن يتقارب فيها النجمان من بعضهما البعض بحيث لا يمكن فصلهما إلا عن طريق فصل أطياف الضوء المنبثق من كلا منهما بواسطة المطياف الضوئي ومن هذه النجوم المزدوجة ما يمكن أن يخفي احدهما الآخر لدرجة الكسوف الكلي لأحدهما فلا يرى . كما أن النجوم أفران كونية عملاقة يتم في داخلها سلاسل من التفاعلات النووية التي تعرف باسم (عملية الاندماج النووي ) وهي عملية يتم بواسطتها اندماج نووي ذرات الأيدروجين ( اخف العناصر المعروفة ) لتكون ذوي الذرات الأثقل بالتدريج وتنطلق الطاقة التي تزيد من درجه حرارة النجم حتى يتحول إلي ما يعرف باسم النجم المستعر والعملاق الأحمر أو النجم العملاق الأعظم وحينما يتحول قلب النجم المستعر إلي حديد تستهلك طاقة النجم وتتوقف عملية الاندماج النووي فيه وينفجر النجم فيتجول أما إلي قزم ابيض أو إلي نجم نيوتروني أو إلي ثقب اسود حسب كتلته الابتدائية فينكدر النجم أو يطمس ضوئه طمسا كاملا وعند انفجار النجم تتناثر أشلائها ومنها الحديد إلي صفحة السماء (في الفضاء الواسع ) فيبدءا بعض هذا الحديد من الاصطياد لجسيمات أولية للمادة لتكون العناصر الأعلى في وزنها الذري من الحديد بالتدريج أو قد توجه الإرادة الإلهية إلي احد أجرام السماء التي تحتاج إلي الحديد أو إلي غيرة من العناصر الأعلى في وزنها الذري .. وقد اكتشف علماء الفلك أن اقرب النجوم ألينا بعد الشمس هو نجم يعرف باسم النجم المركزي الأول ويبعد عنا بمسافة لأكثر من أربعمائة مليون سنه ضوئية و اتفق العلماء بان السنة الضوئية : هي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعته المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية في سنه من سنينا وهي مسافة مهوله تقدر بحوالي مليون مليون كيلومتر ويوجد في السماء الدنيا ما يزيد بكثير وبما بلا يعد ولا يحصي ولأكثر بكثير من تريليونات النجوم فقط في الجزء المدرك من السماء الدنيا .< s_hz208@hotmail.com
