;

الاختراق الإيراني للعراق ... إلى أين؟ 786

2009-09-01 03:47:17

ديفيد إجناتيوس/ واشنطن بوست - ترجمة/ شيماء نعمان

منذ انهيار نظام الرئيس الشهيد "صدام حسين" في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق وقد بدأ تعاظم النفوذ الإيراني بالعراق وظهر تغلغل طهران في مجريات الأمور ساطعًا لا لبس فيه؛ لا سيما بعد تولي حكومة "نوري المالكي" الشيعية. أما بعد انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن في يونيو الماضي فإن الأوضاع لم تتحسن بل وقعت سلسلة من الأحداث التي عكست مزيدًا من التردي في الحالة الأمنية كان آخرها تفجيرات 19 أغسطس،التي عرفت باسم الأربعاء الدامي.

ويحاول الصحافي الأمريكي "ديفيد إجناتيوس" من خلال مقاله الذي سنعرضه في السطور التالية إلقاء الضوء من وجهة نظر أمريكية على الدور الذي تلعبه إيران في الشأن الداخلي للعراق، وعلاقة ذلك باستقالة "محمد شهواني"- مدير جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية- الذي طالما كانت تربطه علاقات وثيقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وتحت عنوان "وراء مذبحة بغداد"، كتب إجناتيوس بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قائلاً:

مع تدهور الأوضاع الأمنية في بغداد، فإن هناك سبب جديد للقلق: فقد استقال مدير جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية INIS المُدرب أمريكيًا بعد خلاف طويل مع رئيس الحكومة "نوري المالكي"؛ وهو ما يحرم البلاد من قائد هام في عملية مكافحة الإرهاب الطائفي.

واستقال هذا الشهر اللواء "محمد شهواني"، الذي يتولى منصب مدير جهاز الاستخبارات العراقية منذ عام 2004، نتيجة لما اعتبره محاولات من جانب المالكي لتقويض عمله وفتح الباب أمام الجواسيس الإيرانيين للعمل بحرية. وتفاجئت على ما يبدو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA برحيل شهواني، وكانت قد عملت معه بشكل وثيق منذ ذهابه إلى المنفى في التسعينات وأنفقت مئات الملايين من الدولارات على تدريب جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية.

وقد تجلت الظروف الفوضوية في العراق والتي تسببت في استقالة شهواني من خلال العديد من الأحداث الأخيرة في العراق التي يوحي كلاً منها أنه في ظل غياب دعم الولايات المتحدة، فإن السلطات العراقية في الوقت الراهن عرضة على نحو خطير للوقوع تحت ضغوط، وخصوصًا من قبل إيران المجاورة.

وكان هناك إنذار مبكر تمثل في حادث السرقة الجريء الذي تعرض له بنك الرافدين الحكومي بوسط بغداد في 28 يوليو على أيدي عناصر من قوات الأمن العراقي على ما يبدو. فقد اقتحم مسلحون البنك وقاموا بسرقة نحو 5. 6 مليار دينار عراقي، أي ما يعادل 5 مليون دولار. وعقب معركة خلفت ثمانية قتلى، فر اللصوص إلى جريدة يديرها "عادل عبد المهدي"، وهو أحد نائبي رئيس البلاد.

ووفقًا لتقارير إخبارية عراقية، فقد أقر عبد المهدي، الذي كان يومًا محظيًا لدى الأمريكيين، أن أحد اللصوص كان عضوًا في حرسه الخاص؛ إلا أنه نفى أي تورط شخصي له. وقد تم استرداد بعض هذه الأموال، إلا أن الباقي منها يُعتقد أنه في إيران مع بعض العناصر التي نفذت عملية السرقة.

أما الشاغل الثاني للواء شهواني كان تهديدات ضد أفراد جهازه البالغ عددهم نحو 6000 فرد. وكانت حكومة المالكي قد أصدرت مذكرات توقيف بحق 180 من ضباط الاستخبارات العراقية عن جرائم مفترضة؛ يرى معسكر شهواني أنها في الواقع ليست إلا انتقام سياسي منهم لقيامهم بعملهم.

ومنذ تأسيس جهاز الاستخبارات الوطنية العراقية INIS رسميًا في عام 2004، لقي 290 من ضباطها مصرعهم، والعديد منهم على أيدي عملاء للاستخبارات الإيرانية.

وباستقالة شهواني، تولى إدارة جهاز الاستخبارات اللواء "زهير فاضل"، وهو طيار سابق بالقوات الجوية في عهد الرئيس السابق "صدام حسين. غير أنه تردد أن بعض ضباط فاضل الأساسيين قد فروا إلى كلٍ من الأردن، ومصر، وسوريا بحثًا عن الأمان - خشية أن يصبحوا أهدافًا لفرق الاغتيالات الإيرانية إذا ما ظلوا في العراق.

وقد تجلى تردي النظام في العراق في أكثر صوره دراماتيكية في هجمات الشاحنات المفخخة يوم 19 أغسطس، والتي استهدفت وزارة الخارجية ومؤسسات أخرى، وخلفت أكثر من 100 قتيل و500 جريح. ومن جديد، فهناك دلائل تشير إلى أن أجهزة أمنية حكومية ربما قدمت عونًا "للإرهابيين".

وقال وزير الخارجية "هوشيار زيباري" في أعقاب التفجيرات: "لا استبعد وجود تعاون من قبل الأجهزة الأمنية"، وأضاف: "يتعين علينا أن نواجه الحقيقة، فقد كان هناك ترديًا ملحوظًا في الوضع الأمني خلال الشهرين الماضيين".

إذن ما الجهة التي يمكن أن يُلقى عليها اللوم في هذه المذبحة؟ الإجابة هي أنه في عراق اليوم، فإن الباب مفتوحًا على مصرعيه أمام نظريات المؤامرة الطائفية. وقد بثت حكومة المالكي الشيعية في نهاية الأسبوع الماضي الاعترافات المزعومة لشخص بعثي سني يدعى "وسام علي كاظم إبراهيم" قال فيها إن مخطط تفجير الشاحنات قد تمت حياكته في سوريا وأنه دفع لحراس الأمن 10. 000 دولار كي يتمكن من اجتياز نقاط التفتيش.

وبحسب مصدر استخباراتي عراقي قريب من شهواني، فإن الأدلة الجنائية تشير إلى دور إيراني محتمل؛ حيث قال إن آثار مادة C-4 المتفجرة التي تم العثور عليها في مواقع الانفجار مماثلة لتلك المتفجرات إيرانية الصنع التي تم ضبطها في مدن الكوت، والناصرية، والبصرة وغيرهم من المدن العراقية منذ عام 2006م. . وصرح هذا المصدر الاستخباراتي أن الصلات الإيرانية بالمالكي وثيقة للغاية إلى حد أنه يستخدم طائرة إيرانية بطاقم إيراني في رحلاته الرسمية التي يقوم بها.

ويتردد أن الإيرانيين قد بعثوا إلى المالكي عرضًا لمساعدة حزبه، حزب الدعوة، في الفوز على الأقل ب 49 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية في يناير المقبل إذا ما قام المالكي بعمل تعديلات بحكومته تريدها إيران.

وبينما يتداعى الوضع الأمني في العراق، تقف القوات الأمريكية في أغلب الوقت موقف المتفرج. وحتى في المناطق التي لا تزال تنشط فيها عناصر تنظيم القاعدة، مثل الموصل، فإن الأمريكيين ليس لهم كبير سيطرة. وبحسب مصدر عراقي فإن العناصر "الإرهابية" السنية التي يتم القبض عليها سرعان ما يُطلق العراقيون سراحهم في مقابل رشاوى تصل إلى 100. 000 دولار، على حد قوله.

إذن، هل ينبغي على الأمريكيين محاولة استعادة النظام في العراق؟

أجاب على ذلك المصدر الاستخباراتي الرفيع مُعربًا عن أسفه حيث قال إنه ربما كان الأكثر حكمة هو "الابتعاد عن الأمر والبقاء في أمان".

وعند الإلحاح عليه بشأن توقعه لما ستكون عليه بلاده في غضون 5 سنوات بعد غياب المساعدة الأمريكية، أجاب بوضوح أن "العراق سوف يصبح مستعمرة إيرانية". <

مفكرة الإسلام

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد