سعاد محمد عبدالله
قال لزوجته وهو يخرج قطعة نقود من جيبه بدلاً من الخلاف دعينا نحتكم إلى القرعة. . فالصورة معناها أن نذهب إلى الحديقة والكتابة معناها الذهاب إلى أهلي. . أما إذا وقفت القطعة على سنها فسوف نزور أمك كما طلبت !
وهكذا هي حكومتنا لن تعطي للمجالس المحلية واسع صلاحياتها إلا إذا وقفت قطعة النقود على سنها. . ما جعلني أخوض في هذا الموضوع هو قرار مجلس الوزراء الخاص بتحويل الإيرادات المحلية لصندوق النظافة وتحسين المدينة مركزياً إلى صنعاء.
لا أدري ما هي الحكمة من إصدار هذا القرار. . بل لا أعتقد بأن هناك حكمة خلف هذا القرار حتى أي شيء من قريب أو بعيد له علاقة بالحكمة فالموارد تحصل لغرض محدد يتمثل في الاعتناء بنظافة المدينة وهو ما أثمر فعلاً وبدأت نتائجه ملموسة يلمسها كل من يزور مدينة عدن. . لا أرى مبرراً لهذا القرار إلا أن هناك من استكثر على هذه المدينة ما تنعم به من نظافة وبالمناسبة قد تكون النعمة الوحيدة بعد زوال نعمتي الكهرباء ومياه الشرب إلى أخرى من المنغصات من الجانب الخدمي. . . فأجواء عدن عادةً ما تقذف بأبناء المدينة معظم ساعات الليل والنهار إلى الشوارع سعياً للظفر بنسمة هواء. . هل مهمة الحكومة هي إفساد حتى فرصة الحصول على شارع نظيف بعد أن اتقنت صنوف التعذيب التي تمارسها مؤسستي المياه والكهرباء بالإنابة. . للأسف اعتدنا دائماً عن أن نفسد كل عمل جميل وناجح في حياتنا ونمتلك عداء منقطع النظير تجاه النجاح. . بينما نكن عظيم الود للفشل والإخفاق ونحرص دائماً ألا تمسه عجلة التغيير هذه العجلة التي دائماً تستهدف النجاح فقط ، كيف لا وهو عدونا اللدود ، فهناك أشخاص بين ظهرانينا لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية غير عابثين بما قد يترتب عليها من أضرار بالصالح العام.
جميعنا يعرف أن إصدار القرارات والقوانين تفرضها متطلبات ومستجدات الواقع الذي يلح على سن تشريعات جديدة أو إصدار قرارات وزارية بتوفير المتطلبات التي تمليها تلك المستجدات لكن ماذا استجد لكي يصدر مجلس الوزراء قراراه هذا. . القاضي بتحويل إيرادات صندوق النظافة في عدن إلى المركز في صنعاء؟!.
لم أرى ما يستجد في هذا الإطار إلا نظافة المدينة التي جاء بها إنشاء هذا الصندوق بما يعني أن هذا القرار قد جاء للنيل من مستوى النظافة. . الأغرب والأعجب في الأمر أن القرار قد جاء في ظل توجه الحكومة نحو حكم محلي واسع الصلاحيات وبعد أن كان مثل ذلك التوجه ليس أكثر من ضحك على الذقون والشوارب أيضاً الشوارب التي اشتعلت شيباً لكثرة "ما ضُحك عليها".
لم أجد أبناء عدن قد اجتمعوا في موقف واحد تجاه قضية معينة إلا في هذه القضية التي لاقت استنكار الجميع على اختلاف مشاربهم لسبب بسيط لأنه ليس هناك عقل على سطح كوكب الأرض من أقصاه إلى أقصاه يمكن أن يستوعب ما نص عليه هذا القرار ولعل الفعل الذي تولدت فيه فكرة إصدار هذا القرار كان لأحد مخلوقات فضائية قادمة من كوكب آخر.
أم أن الذي لابد منه هل لدى أصحاب القرار نية لتصعيد وتيرة الحراك. . لأن ذلك سيعطي الفرصة لأصحاب الحراك لخلق المبررات الكافية لتسويق مشاريعهم بعد أن أعيتهم الحيلة لصنع ما يثبتون به مصداقية إدعاءاتهم؟!!.
