محمد مهدي الذهب
يوماً بعد يوم تكشف الأيام عن فشل الحكومة الذريع في إدارة البلاد وسوء تخطيطها وهشاشة برامجها على جميع الأصعدة وفي شتى المجالات فها هي الكهرباء التي وعدت الحكومة بتحسين خدمتها عن طريق إنتاجها بالطاقة الغازية وأعلنت أنه سيبدأ تدشين هذا المشروع في شهر يوليو الماضي ولم يتم ذلك وها هم كل يوم يتشدقون بأن المحطة جاهزة للتشغيل ولم يبق سوى بعضالإجراءات والإعدادات التكميلية ولم نر لهذا المشروع إلى الآن رأساً ولا قدماً، والخوف كل الخوف من أن يكون كذبة سياسية شائنه كالكذبة السابقة وهي وعدهم بأنه سيتم إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة النووية التي كانت أشنع كذبة انتخابية في التاريخ السياسي اليمني وتحولت إلى مثار للسخرية من الرأيين العالمي والمحلي وجميع فئات الشعب وطبقاته.
وها نحن في اليمن في الوقت الذي تعلن فيه جميع البلدان والدول عن عدم انقطاع التيار الكهربائي فيها منذ سنوات عديدة نعاني من انطفاءات الكهرباء عدة مرات في اليوم الواحد حتى أصبحت ساعات التشغيل تساوي ساعات الانقطاع هذا في أمانة العاصمة ناهيك عن بقية المحافظات التي لا تأتي الكهرباء فيها إلا زائرة ولبضع ساعات خلال اليوم الكامل فحدث ولا حرج عن معاناة المواطنين في تلك المحافظات وخاصة الساحلية إذ يبدو أن وزارة الكهرباء مستغلة حرارة طقس تلك المحافظات تعمل جاهدة لتسلخ جلود مواطنيها سلخاً وتحرمهم حتى من شربه الماء البارد.
ناهيك عن مناطق عديدة في جميع محافظات الجمهورية وخاصة في محافظة الحديدة "منبع الكهرباء" لم تصلها بعد إمدادات خطوط التيار الكهربائي وكأن ساكنيها ليسوا من اليمن وليس من حقهم الاستفادة من مشاريع الحكومة وعلى رأسها الكهرباء.
هذا بالنسبة للكهرباء فما بالك بتوالي أزمات الغاز والديزل والبترول وبعض المواد الغذائية أحياناً ،ومصدر هذه الأزمات جميعاً أزمة الضمير الحي لدى الحكومة .
أما عن تنامي وارتفاع الأسعار فحدث ولا حرج، إذ لم تتمكن الحكومة من ضبط سعر أي منتج سواء كان محلياً أو أجنبياً والحبل متروك للتجار على الغارب ، وكل على هواه..وكل ما سبق غيض من فيض لأوجه قصور حكومتنا الرشيدة ولا جواب لدى مسؤوليها حول كل هذا الفساد سوى عبارة واحدة هي " من تولَّى على بيضة أكل منها" وليتهم أكلوا من البيضة كما يقولون وتركوا منها شيئاً للشعب ، ولكنهم أكلوها برمتها بل بقشرها ولم يدعوا للشعب المغلوب على أمره حتى الفتات ليقتات منه.. فهل يوجد مثل هذا الفساد في أي بلد من البلدان أو أي مصر من الأمصار في العالم أجمع..؟!..وليس بوسعنا سوى قولنا "حسبنا الله ونعم الوكيل".