;

لحظة فارقه يغفلها الآباء فيضيع الأبناء 679

2009-09-02 03:48:09

نبيل مصطفى الدفعي

رغم أن البحث عن الأسباب العلمية والحقيقية لانتشار حوادث العنف بين أبناء الطبقات الراقية والمجتمعات المخملية أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. كون هذه المجتمعات تحكمها عادات وطقوس غريبة يختلط فيها استخدام السلطة والنفود لتحقيق كافة الرغبات المشروع منها وغير المشروع وبالفلوس كل شيء مباح. رغم هذه الصعوبة في البحث عن الأسباب فإنه من الملزم وبجدية أكبر على مراكز الدراسات والبحوث اليمنية حكومية وغير حكومية خاصة التابعة للجامعات اليمنية والتي تعد من أهم الصروح العلمية المتخصصة التي تغوص في أعماق المجتمع اليمني بدراسات ميدانية تشخص الداء وتصف الدواء لأمراض اجتماعية بدأت تطفو على السطح مهددة أمنه واستقراره وفي مقدمتها المخدرات والإدمان وظاهرة العنف بين أبناء الطبقات الغنية وذوي السلطة والنفوذ . فعلى الرغم مما يحدث من بشاعة بعض الحوادث التي ارتكبت خلال الفترة الماضية إلا أننا لا يجب أن نعممها.. فهي تقف عند حد الحوادث الفردية. وأن كانت في الوقت ذاته تدق ناقوس الخطر لتحولات مجتمعية يجب الانتباه إليها بالتحليل العلمي والبحث عن الأسباب واقتراح سبل العلاج أن هذه الظاهرة ظاهرة العنف بشكل عام أقلقت العالم المتحضر والعالم النامي على حد سواء وقد أصدرت المنظمات الدولية للعلوم الاجتماعية أعداداً كاملة من المجلات عن العنف عبر التاريخ . ففي المجتمع الأميركي على سبيل المثال شهدت المدارس الثانوية الأميركية حوادث قتل بين الطلبة بدون هدف واثبتت التحقيقات أنه لا يوجد أدنى خلافات أو حتى علاقات سابقة بين القاتل وضحاياه.

في اليمن.. مظاهر العنف تبدأ بهدايا الكبار للأبناء مثل المسدس وأحياناً البندقية الآلية وأفلام الكرتون العنيفة المملؤة برموز القوة المختلفة التي تترجم مع بدء فترات المراهقة إلى أسلحة يمكن اقتناؤها بسهولة.. ومع التغيرات المتلاحقة والسريعة التي يعيشها الشباب بشكل عام وأصحاب الثروات بشكل خاص من خلال الفضائيات والانترنت وما تنتجه هذه الوسائل من علاقات ومعارف وقدرات استهلاكية يسهل إشباعها تتعرض هذه الفئة لهزات يصعب استيعابها وهو ما يطلق عليه علماء الاجتماع "الفراغ الأخلاقي الذي يحاط بطموحات متزايدة.

إن انتشار العنف بين أبناء الطبقات الراقية فيما يسمى بقانون الإشباع الطموحات لا تسير في التدرج الطبيعي لها وبدأ التفسخ الحقيقي بظاهرة الهجرة إلى دول النفط لجلب الثروة..مهما كان الثمن الذي تدفعه الزوجة والأسرة. وفي السنوات الأخيرة ظهرت فئات تلهث وراء الثروة بنفس الأسلوب وهؤلاء أغدقوا على أبنائهم بغير حساب ثم التغيرات العالمية التي تشهدها حالياً والتي جعلت الشباب يطلعون وفي وعي على نماذج جديدة من الثقافة الخطرة من خلال الفضائيات ووسائل المحاكاة الحديثة عبر الانترنت مع أطراف أخرى. وهو ما يؤدي إلى انتشار الفردية واستخدام الماديات في ظواهر جماعية شادة. ومع أول خلاف داخل الأسرة يأتي الانسحاب إما إلى التطرف الديني أو أصدقاء السوء والسهرات الماجنة وما بينهم لحظة فارقة .. لا يجب أن يغفلها الآباء وإلا فأن ضياع الأبناء أمر مؤكد . والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد