شكري عبدالغني الزعيتري
قال الله تعالى : (وفي الأرض آيات للموقنين) وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (إن تأمل ساعة خير من عبادة سنة ). وعن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله : (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) (رواه البيهقي) وقال بشر الحاقى : ( لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه ). وفي هذه الليلة المباركة وهي احد ليال شهر رمضان المبارك دعنا وإياك عزيزي القاري نكسب الأجر إن شاء الله تعالي بان نقف لحظات وفي عبادة تأملية في خلق الشمس وفوائدها وإبداء الكتابة لما توصل إلية علماء الاختصاص حيث عرفوا الشمس : بأنها كوكب مضيء بذاته وهي تعتبر من النجوم الصفراء متوسطة الحرارة إذ تبلغ درجة حرارة لب الشمس بحوالى ( 15 ) مليون درجه مطلقة ودرجة حرارة سطحها بحوالي (6 ألف ) درجه مطلقة بينما تصل درجه الحرارة في هالة الشمس (أي إكليلها ) إلى (اثنين مليون) درجه مطلقة. وقد عرف العلماء الحرارة بأنها إحدى أشكال الطاقة والتي يترافق معها حركة الذرات أو الجزيئات أو أي جسيم يدخل في تركيب المادة وبالإمكان الحصول على الحرارة عن طريق التفاعلات الكيماوية كالاحتراق أو التفاعلات النووية كالاندماج النووي الذي يحدث في الشمس أو الإشعاع الكهرومغناطيسي كما يحدث في المواقد الكهرومغناطيسية (ميكروويف) أو الميكانيكي (الحركي) مثل الاحتكاك. ووصفوا سخونة جسم ما أو برودته بمقياس يسمي (درجة الحرارة المئوية) وهي تمثل كمية الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة جسم ما وتسمي (السعة الحرارية )و تسمى بالحرارة النوعية وهي الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة وحدة الكتلة من مادة ما درجة واحدة وهي تعتمد على حالة المادة وتركيبها الكيماوي أما درجة الحرارة المطلقة هي الحرارة التي تكون اعلي من الصفر المطلق الذي (-273 ) درجة مئوية ودرجة الصفر المطلق لم يتم وصول الإنسان إليها (عمليا ) حتى الآن فتصور عزيزي القاري المتأمل تلك الدرجات العالية من الحرارة المطلقة التي تختزنها الشمس والتي لا تسمح للإنسان من علي سطح الأرض رؤية الشمس بالعين المجردة ولا باستخدام المناظير المقربة إلا إذا احتجبت الكرة المضيئة للشمس احتجابا كاملا بالكسوف الكلي للشمس أو رؤيتها بواسطة عدد من الطرق المختبرية المختلفة كما أن ما نراه من ضوء للشمس مكون من عدة ألوان ( أحمر - برتقالي - أصفر - أخضر - سماوي - أزرق - بنفسجي) يقع مجال تردده ما بين حوالي( 400GHz إلى ما يقارب 750 GHz) وللضوء خاصية مزدوجة فهو ينتشر في الفضاء كالأمواج الراديوية ويسلك كما لو كان مكوناً من العديد من الجسيمات ويعتبر الضوء شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي يرى بالعين المجردة وهو لا يختلف عن بقية العناصر الكهروضوئية وبقية أصناف الإشعاعات الكهرومغناطيسية مثل الأشعة الكونية و أشعة جاما و أشعة اكس والترددات الراديوية والتي توجد في لب الشمس وإكليلها إلا من حيث قيمة التردد ويمتد التردد الضوئي من( 300GHz الى 300 مليون GHz ) غيغا هيرتز ويبدأ من الأشعة تحت الحمراء وينتهي بالأشعة فوق البنفسيجية. وتعتبر الشمس هي أعظم الكواكب المرئية لنا منظرا و أسطعها ضوءا وأغرزها حرارة وأجزلها نفعا للأرض التي نسكنها والشمس كرة متأججة نارا ويبلغ ثقلها ثلاثمائة وزن الأرض وهي اكبر منه جرما بثلاثمائة ألف ألف ألف مرة. وتعد الشمس من النجوم العادية حيث يوجد نجوم اكبر منها واشد حرارة وكما أن الشمس هي النجم الذي يتبعه أرضنا فتدور حولها الأرض مع باقي أفراد المجموعة الشمسية وتدور معه حول مركز المجرة ومع المجرة حول مراكز اعلي بالتدريج إلي نهاية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي والشمس هي اقرب نجوم السماء إلينا سكان الأرض ويقدر بعدها عنا بحوالي (150 مليون ) من الكيلومترات ويقدر نصف قطرالشمس بحوالي سبعمائة ألف كيلو متر وتقدر كتلتها بحوالي ألفي مليون مليون مليون مليون طن ومتوسط كثافتها (1. 41 جرام للسنتيمتر المكعب ) أي اعلي قليلا من كثافة الماء ونظرا لبعدها الشاسع عنا تبدو الشمس لنا قرصا صغيرا في السماء علي الرغم من أن حجمها يزيد عن مليون ضعف حجم الأرض وتدور الشمس على محورها من الغرب إلى الشرق مرة واحدة في نحو خمسة وعشرين يوما وسطح الشمس مهب عواصف وزوابع نيرانية شديدة تثير في جوها أشوظة هائلة تندلع ألسنتها المتأججة عن محيط كرتها أميالا فسبحان الخالق المدبر الذي قال (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ) وللشمس فوائد كثيرة على جسم الإنسان وصحته منها : (1) أنها عامل فعال في توليد الفيتامين D عن طريق تفاعل الأشعة فوق البنفسجية مع المادة الدهنية الكامنة تحت الجلد فالإنسان لا يمكنه الاستغناء عن الشمس لأنها تسمح للبشرة باختزان فيتامين (د). وهذا الفيتامين يلعب دوراً أساسياً في عملية تكاثر الخلايا وتناميها ، والمدة المعقولة لتأمين ذلك بالتعرض للشمس لما بين 10 إلى 15 دقيقة عند الظهر مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وعليه يجب علينا أن نزود أجسامنا بهذا الفيتامين بالاستفادة من أشعة الشمس وذلك بإتباع الوصايا التالية : (1) إتاحة المجال للشمس بالدخول إلى المنزل (2) نعرض أجسامنا لأشعة الشمس وخاصةً صباحاً و مساءً. (3) تعريض أجسام الأطفال لأشعة الشمس حيث يحميهم من الإصابة بالكساح وتلين العظام كما أن أشعة الشمس تقلل الجراثيم بشكل فعال جدا وتقلل من تكاثرها بأمر الله سبحانه وقال الله تعالي : ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) (سورة ابراهيم60 +61) كما قال علماء الطب بان عدم التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى انهيار عصبي إذ أن للضوء فوائده العلاجية خاصة في ميدان القلق النفسي أما أعراض عدم التعرض لأشعة الشمس : الشعور بالتعب المستمر والرغبة في النوم والحزن و فقدان الثقة بالنفس و زيادة الوزن. كما أن الشمس تشفي من المشاكل الجلدية وخاصة ما يسمى بالصدفية والاكزيما والبقع الفطرية وغير ذلك. لكن ذلك يتم أحياناً باستعمال أشعة الشمس صناعياً داخل كابينات خاصة تولد الأشعة الفوق بنفسجية فهذا أسرع ويمكن التحكم فيه. . تابع غدا إن شاء الله تعالي (عبادة تأمل في خلق الرياح )
المصادر : بحوث علميه متنوعة صادره عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة مكة المكرمة.
s_hz208@hotmail. com