;

رمضانيات : حال البشر وأديانهم ,,الحلقة الاولى 717

2009-09-05 03:40:49

شكري عبدالغني الزعيتري

لما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) رسولا كان أهل الأرض صنفين أهل الكتاب وزنادقة لا كتاب لهم وكان أهل الكتاب نوعان النوع الأول من البشر مغضوب عليهم وضالون فالأمة المغضوب عليها هم اليهود أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل قتلة الأنبياء وأكلة السحت من الربا والرشا أخبث الأمم وأرداهم سجية وأبعدهم من الرحمة وأقربهم من النقمة عادتهم البغضاء وعمقهم العداوة والشحناء وهم بيت السحر والكذب والحيل لا يرون لمًًن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة ولا يرقبون في مؤمن ذمة ولا لمن وافقهم حق ولا شفقة ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفه ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة بل أخبثهم أعقلهم وأحذقهم أغشهم وهم أضيق الخلق صدورا وأظلمهم بيوتا وأنتنهم أفنية وأوحشهم سجية تحيتهم لعنة ولقاؤهم وحشه و أشعارهم الغضب ودثارهم المقت ... والصنف الثاني من البشر المثلثة أمة الضلال وعباد الصليب الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر ولم يقروا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ولم يجعلوه أكبر من كل شيء بل قالوا فيه ما تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة وأن مريم صاحبته وأن المسيح أبنه وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن (تنزه الله سبحانه القدوس عما يقولون ويزعمون من بهتان ) فدينهم عبادة الصلبان ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان يقولون في دعائهم يا والدة الإله ارزقينا واغفري لنا وارحمينا فدينهم شرب الخمور وأكل الخنزير وترك الختان والتعبد بالنجاسات واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة والحلال ما حلله القس (وهو ادمي منهم اختروه بأنفسهم ولأنفسهم ومن بينهم) والحرام ما حرمه القس والدين ما شرعه وهو الذي يغفر لهم الذنوب وينجيهم من عذاب السعير ... والصنف الثالث من البشر من لا كتاب لهم فهم بين عابد أوثان وعابد نيران وعابد شيطان وصابئ حيران يجمعهم الشرك وتكذيب الرسل وتعطيل الشرائع وإنكار المعاد وإنكار حشر الأجساد لا يدينون للخالق بدين ولا يعبدونه مع العابدين ولا يوحدونه مع الموحدين وأمة المجوس عابدي النار منهم تستفز الأمهات والبنات والأخوات دينهم الزمر وطعامهم الميتة وشرابهم الخمر ومعبودهم النار ووليهم الشيطان فهم أخبث بني آدم نحلة وأرداهم مذهبا وأسوأهم اعتقادا.. والصنف الرابع من البشر هم الزنادقة الصابئة وملاحدة الفلاسفة فلا يؤمنون بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا لقائه ولا يؤمنون بمبدأ ولا معاد وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار لما يريد قادر على كل شيء ليس تصديقهم لمرسل الرسل ومنزل الكتب ومثيب المحسن ومعاقب المسيء . ولهذا الضلال والظلام الذي عاشه السواد الأعظم من البشر قبل نزول رسالة الإسلام نظر الله إلى أهل الأرض عربهم وعجمهم ولأنه سبحانه الرحمان اطلع الله علي البشرية شمس رسالة الإسلام في حنادس ذلك الظلام والظلال و الظلم ليكون دين و سراجا منيرا فأنعم به على أهل الأرض نعمة لا يستطيعون لها شكورا إذ بعث الله سبحانه محمد رسولا لدين الإسلام فأشرقت الأرض بنوره رسالة الإسلام أكمل الإشراق وفاض ذلك النور حتى عم النواحي والآفاق واتسق قمر الهدى أتم الاتساق وقام دين الله الحنيف على ساق فلله الحمد الذي أنقدنا بمحمد (صلى الله عليه وسلم) من تلك الظلمات وفتح لنا به باب الهدى فلا يغلق إلى يوم الميقات وأرانا في نوره أهل الضلال وهم في ضلالهم يتخبطون وفي سكرتهم يعمهون وفي جهالتهم يتقلبون وفي ريبهم يترددون يؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت ويعدلون ولكن بربهم لا يعدلون ويعلمون ولكن ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ويسجدون ولكن للصليب والوثن والشمس يسجدون ويمكرون وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ولهذا الضلال الذي علية كثير البشر مًن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين .. وعز من قال كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون الحمد لله الذي أغنانا بشريعته التي تدعوا إلى الحكمة والموعظة الحسنة وتتضمن الأمر بالعدل والإحسان والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي فله المنة والفضل على ما أنعم به علينا وآثرنا به (امة الإسلام ) على سائر الأمم وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة وأن يفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة والرحمة في هذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي اصطفاه باستجابة الدعاء ومباركة الأجر والثواب فجعله شهرا للمسلمين من عملوا لوجهه تعالي سبحانه إخلاصا (نية وصدقا وقولا وعملا ) أوله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار لمن أراد سبحانه وتعالي . وعلية اعلم عزيزي المسلم الصائم في بلدي اليمن وكل بلدان الإسلام أن أحب الوسائل إلى الله سبحانه التوسل إليه والاعتراف له بأن الأمر كله محض فضله وامتنانه فله علينا النعمة السابغة كما له علينا الحجة البالغة نبوء له بنعمه علينا ونبوء بذنوبنا وخطايانا وجهلنا وظلمنا وإسرافنا في أمرنا فهذه بضاعتنا التي لدينا لم تبق لنا نعمة . ومن سعة رحمته أن جعل ذنوبنا حسنة أن تبنا نصوحا واستغفرنا ولم نعاود الذنوب والمبيقات فعز سبحانه القائل (أن الحسنات يذهبن السيئات) فنرجو بالحسنات الفوز بالثواب والتخلص من اليم العقاب ونسأله بان يأجرنا بجميع حسناتنا ويقبل كل طاعتنا وان يهدينا بان نخلص له سبحانه وحده وندعوه بان يحرسنا من أي نية بها قد تشوب من الشوائب فتدحض أعمالنا الخالصة لوجه وبان تكون كل أقوالنا وأفعالنا خالصة لوجهه وبعيده عن الرياء وواقعة على وفق أمره . فهو الله سبحانه الملجأ لنا والاستعانة والمعين وله الاستكانة والتذلل ومنه مد يد العون من فاقة أو مرض واليه بالسؤال والافتقار إليه في جميع الأحوال فمن أصابته نفحة من نفحات رحمته أو وقعت عليه نظرة من نظرات رأفته انتعش من بين الأموات وأناخت بفنائه وفود الخيرات وترحلت عنه جيوش الهموم والغموم والحسرات ... ولدينه الإسلام ندين ونعتنق الدين الذي ارتضاه لنا خاتم الأديان وسمنا المسلمين وبهذا كان النوع الخامس من البشر الذين دينهم دين الحنفية الذي لا دين لله غيره من أديان سابقه حرفها السابقين من البشر ولا أديان الأوثان أو غيرها من ابتكار وكذب بشر ..

s_hz208@hotmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد