عبد الجبار سعد
لا يستطيع إنسان أن يمنع مشاعره من أن تتحيز لخارج على الدولة أية دولة إن كان ممن ليس له حظ أو نصيب في تلك الدولة فقد شاع في الناس قول أحد الشعراء منذ القدم ..
إذا لم يكن للناس في دولة امرئ ٍ ** نصيبٌُ ولا حظٌ تمنوا زوالها .
فمن لم يجد له مصلحة في دولة ما تمنى زوالهابدعوة رهبان أو بحيلة شيطان أو بصولة سلطان
****
كما أن من له مصلحة في دولة ما لا يمكن أن يمنع مشاعره من أن تقف مع تلك الدولة مهما كانت تلك الدولة عادلة أو جائرة المهم ان مصلحته مرتبطة بها وبرجالاتها وبوجودها .
على أن الله أراد من أمة المسلمين أن تقيم مواقفها على أساس آخر يخالف المواقف العاطفية والمصلحية للجانبين .. الله يقول لنا .. " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
الموقف الايماني يقتضي أن نقيم قواعد للسلوك لا تتأثر بالمصلحة ولا تغيب بغيابها ..
****
ومن حيث المبدا فإن أي خروج على الدولة ايا كانت هذه الدولة إذا لم يوجبه الكفر الصريح الذي عند الناس فيه برهان هو محرم شرعا سواء قام به ولي لله أوو لي للشيطان وسواء كان الخارج من ذرية نبي الله أو من ذرية عدو الله
وهنا نرى مانحن فيه من مواجهات على امتداد اليمن الطبيعية تساهم فيها قوى مختلفة فالقاعدة وأفرادها تنادي بالويل والثبور وعظائم الأمور .. وعبد الملك الحوثي يهدد بإعلان الجهاد ضد الدولة .. ومايسمون بالحراك الجنوبي السلمي يقتلون بائعي الحلوى والجنود و يجلدون بائعي العربات والبسط ويطلبون من الدولة أن لا تقبض على مجرم ولا تقف في وجه أي مفسد في الأرض ويعلنون الجنوب منطقة خالية من الدحابشة !! .
****
هذه القوى كلها ماهو الجامع لهاعموما غير الفساد في الأرض .؟
اطلعت على النقاط الست التي أعلنتها اللجنة الأمنية كشرط لإيقاف الحرب فلم ار لأ ي خارج مبررا في رفضها ولست أدري ما الذي يجعل سادة الحوثيين يصرون على رفض هذه النقاط
****
تماماكمايفعل قادة الحراك الذين يظنون أن هناك حصصا ورثوها عن آبائهم في بلاد اليمن لا يحل لغيرهم التصرف بها وكماتفعل القاعدة التي لا تدري ماتريد الآن بالذات .. فليس هناك من مؤمن يقف ضد رغبتها في مواجهة أمريكا واسرائيل في ميادين المواجهة بالعراق وافغانستان أما قتل الجنود وعباد الله المساكين في طرقات اليمن فلا أدري ما الذي يحققه لمصلحة الاسلام والمسلمين .
****
لست اشك أن أمريكا وإسرائيل ومخابرات القوى المتحالفة معهما ليست بعيدة عن الثلاث القوى التي تواجه الدولة في بلادنا و الموقف الايماني المسلم هو نصرة الدولة على الخارجين عليها ايا كانوا ومعالجة الظلم والجور والفساد بغير الخروج .
هذا الموقف الذي ندين لله به ونوقن أن مخالفته خروج عن الجماعة وشق لعصا الطاعة وإفساد لذات البين وتهديد لوجود الناس ومصالحهم ومعايشهم وأعراضهم وأديانهم ولا يفعله إلا خوارج اليوم .
