;

رمضانيات :(ردود على افتراءات ضد الإسلام ) :الإسلاو لـو ينتشر بالسيف والقوة .. الحلقة الرابعة 816

2009-09-08 03:46:52

شكري عبد
الغني الزعيتري


في الحلقة السابقة كتبت ردودا علي افتراءات كاذبة
تنتشر لدي شعوب الغرب بأوروبا ويروج لها أعداء بالافتراء والقول بأن الإسلام دين
إرهاب ..
واليوم نواصل الحديث والكتابة بالردود علي نوع آخر من الافتراء وهو
القول بأن الإسلام دين انتشر بالسيف ودليلهم علي ذلك القول بان الفتوحات الإسلامية
حين فتحت البلدان الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين والخلافة الأموية والخلافة

العباسية بأن في تلك الفتوحات
الإسلامية استخدم المسلمين السيف فأصبح هناك ضارب و مضروب ..
غالب ومغلوب
..
قوي ومستقوي ..
منتصر ومهزوم (بالسيف ) فضاعت الحجة بين الطالب والمطلوب
وعلي ذاك الفتح الإسلامي تم نشر دين الإسلام (بالسيف )..
وهذا النوع من الافتراء
الذي بداء ظهوره علي لسان بابا الفاتيكان بالعام الماضي 2007م أثناء زيارته
لألمانيا وفي سياق كلمة خطاب إلقاءه أمام جمع من الحضور من قساوسة النصرانية
وحاخامات يهود وكبار رجال أعمال صهاينة وأراد بذلك الافتراء إرضاء اليهود والتودد
والتقرب إليهم وعلي حساب الإساءة والافتراء علي الدين الإسلامي وأمة الإسلام وبعدها
اخذ أعداء الإسلام في البلدان الغربية يروجون لهذا الافتراء بين شعوب أوروبا
.
وردا علي أولئك الطاعنين من أهل الكفر والإشراك في أوروبا علي دين الإسلام
أبداء بالقول : إذا رجعنا إلي التاريخ ولما دونه المؤرخين لتاريخ الإسلام والبلدان
وضمنهم ( مؤرخين غربيون أوروبيون ) إذ ظهر لدي المؤرخين الاتفاق علي أن أكثر الأمم
ممن كانوا في ارض الجزيرة العربية واسيا الوسطي وشمال أفريقيا أنهم دخلوا في دين
الإسلام طوعا ورغبة واختيارا لا كرها ولا اضطرارا .
فحين بعث الله تعالي محمدا
(صلي الله عليه وسلم ) رسولا يحمل التبليغ عن الله سبحانه ويدعوا إلى اعتناق
الإسلام دينا وشرعا للحياة وهو في سن الأربعين من عمره في مكة لقي الرسول محمد (صلي
الله عليه وسلم ) المعارضة والأذى والتكذيب من أهل مكة (قريش ) وحين لقي الرسول (ص)
ما لقاه من الأذى والمحاربة ضد دعوته لعبادة الله تعالي والدعوة إلي دين الإسلام في
مكة من قريش ومن جاورهم من القبائل العربية أمره الله تعالي بالهجرة إلى يثرب فهاجر
يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول سنة أربعة عشر من البعثة الموافق 622م واستقبل في
يثرب بالحفاوة والترحاب من أهل يثرب من قبائل الأوس والخزرج التي كانت أصولها تعود
لليمن وسميت يثرب بعد الهجرة بالمدينة المنورة وبدء الرسول(صلي الله عليه وسلم )
بوضع الأساس لإقامة الدولة الإسلامية و من خلال عدة أعمال أهمها المؤاخاة بين
المهاجرين والأنصار والصلح بين قبائل الأوس والخزرج فاوجد بذلك الألفة والانسجام
والوحدة بين المسلمين ومن ثم بناء المسجد وكان أول مسجد بني علي الأرض والذي كان
مكانا يتعلم فيه المسلمون تعاليم الإسلام ويؤدون في رحابه الصلاة ومركزا لنشر
الإسلام ومركزا لإدارة شئون الدولة الإسلامية التي بدأت ملاحمها تظهر وتتكون كما
كان المسجد مركز لتشاور المسلمين فيما بينهم ولتنظيم حياة المسلمين وعلاقتهم مع
بعضهم ومع غيرهم من غير المسلمين ( اليهود) فقد كان حينها يسكن المدينة المنورة
أهلها (الأوس والخزرج) وغيرهم وكان ضمن سكانها يهود هم (بني قينقاع وبنو النضير
وبنو قريظة ) فقام الرسول (صلي الله عليه وسلم ) بوضع (الصحيفة ) التي نظم وحدد
فيها العلاقة بين المسلمين و اليهود في المدينة المنورة وبهذه الأعمال وغيرها ارسي
الرسول (صلي الله عليه وسلم ) قواعد اللبنات الأولي لتأسيس الدولة الإسلامية في
المدينة المنورة إذ انه (صلي الله عليه وسلم ) لما قدم المدينة صالح اليهود وأقرهم
على دينهم .
ولم يفرض علي أحدا منهم الدخول في الإسلام ومع هذا فقد اسلم من يهود
المدينة كثيرون وهم مذكورون في كتب السير والمغازي وأولئك اليهود ممن اسلموا لم
يسلموا رغبة في الدنيا ولا رهبة من السيف بل اسلموا في حال كان المسلمين يعانون
الضعف والاستضعاف من الكفار اسلموا حين كان حاجة المسلمين للعون كبير لما كانوا
يعانون من فقر وحرمان وضعف وحينما كان أعداء المسلمين كثيرون ومن حول المدينة
المنورة و بكل اتجاه من الأرض بالجزيرة العربية فقد اسلم ممن اسلم من اليهود حين
كان المسلمين محاربون من أهل الأرض قاطبة وليس كان للمسلمين لا سوط ولا نوط وقد
تحمل أولئك اليهود ممن اسلموا معاداة أقربائهم وحرمانهم من نفعهم بحقهم من المال
اسلموا حين كان المسلمين في حالة ضعف ولا احد يساندهم من القبائل العربية حولهم
لنصرتهم لاسترداد حقوقهم أو حقوق اليهود ممن اسلموا إذ كان اليهود ممن اسلموا بسبب
ترك دينهم اليهودي وإسلامهم يعونهم أباهم وأمهاتهم وأهل بيوتهم وعشيرتهم فيخرج
اليهودي الذي اسلم من الدنيا تاركا متاعها وصحبنها رغبة في الإسلام لا لرياسة ولا
لمال موعود به بل ينخلع من الرياسة والمال ويتحمل أذى الكفار وبني جلدته من اليهود
كما عانى بعضهم من الضرب والشتم وصنوف أذى ذي قربته ولا يصرفه ذلك عن دينه الجديد
الإسلام شئ وقد كان حينها دخولهم الإسلام بإرادتهم واختيارهم وليس بالسيف
..
وحين قوي ساعد المسلمين وأصبحوا قوة في المدنية تركوا يهود المدينة ممن لم
يسلموا علي دينهم اليهودية وكان لهم الخيار وممارسة شعائرهم ولم يتعرضوا لأذى من
المسلمين وعاش اليهود مع المسلمون وعايشهم المسلمين في المدينة إلا أن اليهود ممن
بقوا علي دينهم اليهودية كانوا يحاولون إشعال الفتن بين المسلمين وحاولوا الكيد
للإسلام والمسلمين حتى وصل الحال بهم إلي أن نقضوا العهد مع الرسول (ص) وبدؤوه
بالقتال فلما حاربوا الرسول ودين الإسلام وكانوا هم من بدوا قاتلهم الرسول
والمسلمين فمن على بعضهم وأجلى بعضهم وقتل بعضهم … أما كفار قريش الذين زادوا من
الاعتداءات والظلم الذي أوقعوه بالمسلمين بإخراج من اسلم وطرده من مكة واستحلال
ديارهم ونهب أموالهم وبتزايد الظلم وبتزايد أعداد المسلمين من هاجروا من مكة إلى
المدينة ولحقوا برسول الله إلي المدنية حين وقف المشركين ضد دعوة الرسول (صلي الله
عليه وسلم ) يريدون منعه من التبليغ والهداية إلى عبادة الله تعالي وحدة ورغم كل
هذا فقد هادن الرسول (صلي الله عليه وسلم ) قريشا عشر سنين لم يبدأهم بقتال حتى
بدءوا هم بقتاله ونقضوا عهده فعند ذلك غزاهم في ديارهم أثناء (فتح مكة ) و قبل ذلك
كفار قريش هم من كانوا يغزون الرسول والمسلمين كما قصدوه يوم غزوة بدر ويوم غزوة
أحد ويوم غزوة الخندق فالكفار هم من ذهبوا لقتال الرسول (ص) والمسلمين ولو انصرفوا
عنه ما كان الرسول (ص) ليقاتلهم ...
بيت القصيد انه (صلى الله عليه وسلم ) لم
يكره أحدا على الدخول في دينه الإسلامي البتة وإنما دخل الناس في دين الإسلام
اختيارا وطوعا فأكثر أهل الأرض ممن كانوا في الجزيرة العربية ووسط أسيا وشمال
إفريقيا دخلوا في دعوته (صلي الله علية وسلم ) حين تبين لهم الهدى وانه رسول الله
حقا ..
فهؤلاء أهل اليمن أجدادنا الأولين كانوا على دين اليهودية وبعضهم علي دين
النصرانية وحين أرسل الرسول (ص) معاذ ابن جبل إلي اليمن قال لمعاذ انك ستأتي قوما
أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه (شهادة أن لا اله إلا الله وذكر ) ويحدث تاريخ
اليمن القديم بان أهل اليمن دخلوا الدين الإسلامي بالدعوة والموعظة الحسنه وليس
بالسيف فقد دخلوا في دين الإسلام من غير رهبة .
وبشان الجهاد فانه لم يفرض الله
الجهاد علي المسلمين إلا للدفاع عن أنفسهم و حمايتها من الاعتداء ومنع إيقاع الأذى
عليهم وكف إلحاق بهم الظلم من قبل الكفار وكذلك للدفاع عن الدعوة الإسلامية وقد فرض
الجهاد بعد أن تزايد الظلم والاعتداءات علي المسلمين من الكفار ولهذا نزلت الآية
الكريمة بقول الله تعالي : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم
لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) (سورة الحج الآية
39 ) فحين جاء كفار قريش يريدون غزو المدينة إذ تبين كتب التاريخ والسير بان جميع
تلك الغزوات (بدر واحد والخندق ) كانت معاركها تقوم في مسرح بأرض بالقرب من المدينة
المنورة وليس بالقرب من مكة المكرمة التي كانت حينها معقل كفار قريش مما يدلل بان
الكفار هم من كانوا البادئين بالسيف والحرب وهم من ذهبوا كمعتدين نحو قتالهم للرسول
(ص) والمسلمين وبعد هذه الغزوات التي انتصر فيها المسلمين باستثناء غزوة احد والتي
بها ردوا كيد المشركين والكفار من تحقيق رغبتهم بالقضاء علي الدعوة الإسلامية وقتل
الرسول(صلي الله عليه وسلم) وحين كان العام السادس الهجري توجه الرسول (صلي الله
عليه وسلم ) بدعوة القبائل العربية المجاورة خارج الجزيرة العربية وملوك وأمراء
دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس إلى الإسلام فأرسل الرسائل التي حملت
الدعوة إلي الدين الإسلامي وحملت دعوة السلام وطابع السلم إذ حمل الصحابي عمرو بن
العاص رسالة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى جيفروعبد النبي الخليدى ملك عمان
..
وحمل الصحابي سليط بن عمرو العامري رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم
) إلى هوذة بن علي ملك اليمامة ..
وحمل الصحابي العلاء بن الحضرمي رسالة ودعوة
رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى المنذر بن ساري ملك البحرين ..
وحمل الصحابي
عبدالله بن حذافة السهمي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى كسري
الفرس ملك المدائن وفارس ..
وحمل الصحابي شجاع بن وهب الاسدي رسالة ودعوة رسول
الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى الحارث بن ابن شمر الغساني ملك دمشق ..
وحمل
الصحابي دحية الكلبي رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) إلى هرقل قيصر
الروم ..
وحمل الصحابي عمرو بن أمية الضمري رسالة ودعوة رسول الله(صلي الله عليه
وسلم ) إلى النجاشي ملك الحبشة…

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد