;

خلافات دولية و صراعات مستقبلية لأجل المياه ..أزمة المياه (عالميا ) الحلقة الأولى 1140

2009-09-24 05:08:03

شكري
عبدالغني الزعيتري


بداية العقد التاسع من القرن الماضي كان البدء بان
لاحت في الأفق مؤشرات أزمة عالمية لمياه الشرب النقية إذ ظهرت بوادر جفاف تعرضت له
العديد من دول العالم. .
أضف إلي زيادة استهلاك المياه النقية بسبب النمو
السكاني الذي تزايد عالميا حتى وصل عدد سكان العالم إلي أكثر من (خمسة مليار و500
مليون ) نسمة حتى عامنا الحالي 2009م.
بعد أن كان أبان الخمسينيات من

القرن الماضي عدد سكان العالم ( 2
مليار و500 مليون نسمه ) ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم في سنة 2025 إلى (8
مليارات ) نسمه بزيادة سنوية تصل إلى (90 مليون) نسمة حسب معدل النمو السنوي
العالمي للسكان كما انه خيمت موجات من الجفاف علي الكثير من البلدان والتي سيطرت
على مناطق واسعة من الكرة الأرضية مما أدي إلى نقص متصاعد في المياه النقية وقد
أشار الباحث (رنون سوفر ) المؤلف لكتابه (الصراع على المياه في الشرق الأوسط ) إلى
أن النقص في المياه النقية ليس مرتبطا فقط بالتلوث البيئي أو الظواهر الطبيعية
وزيادة عدد السكان وإنما أيضا في الاستخدام المتخلف والمسرف للمياه في معظم دول
العالم.
أضف إلي أن استخدام المياه أصبح متأثرا باعتبارات سياسية طبيعية لدى
العديد من الدول مما يمنع استغلالها بصورة مثالية ويقول في كتابه إذا استمرت هذه
الأمور فإنه من المتوقع أن تكون هناك أزمات وكوارث في مناطق واسعة من العالم تؤدي
إلى تعريض الأمن الاقتصادي والاجتماعي العالمي للخطر ويقول الباحث أن دول الشرق
الأوسط غارقة في الجهود والمثابرة لأجل الوصول إلي حالة من التوازن بين تزايد عدد
السكان وإنتاج الغذاء والطاقة موضحا أنه خلال العقود الأخيرة أبدت هذه الدول رغبة
شديدة في البحث عن تطوير أماكن المياه الموجودة في حدودها وهي على الأغلب الأنهار
الدولية وهنا مكمن التنبؤ بالصراعات الدولية وحروب مستقبلية لأجل المياه بين بعض
الدول.
إذ أن الأنهار الدولية هي التي تتدفق عبر حدود دولتين أو أكثر أو توجد
منابعها في حدود دولة أخرى أو أكثر هي الدول الأكثر عرضة لنشوب نزاعات والتي قد
تؤدي إلي حروب مستقبلية إذا لم تحل الخلافات المائية بين الدول المشتركة في الأنهار
الدولية فحسب معطيات لجنة الأمم المتحدة للمصادر الطبيعية والأنهار الدولية انه
يوجد في العالم حوالي ( 214 ) نهرا دوليا منها (110 ) أنهار دولية لها منابع كبيرة
جدا وأنه يوجد (69 ) نهرا دوليا في قارة أميركا و (48 ) نهرا دوليا في قارة أوروبا
و ( 57 ) نهرا دوليا في أفريقيا و(40 ) نهرا دوليا في قارة آسيا وأوضحت التقارير
بأن جذور المشاكل التي تنشأ بين الدول تكمن في الاستخدام المشترك للأنهار الدولية
والتعرض للسيادة الإقليمية المتعلقة بها ومع مرور الزمن تشتد المنافسة فيما بين
مستخدمي المياه لدى كثير من الدول وخاصة التي لديها نهضة زراعية وصناعية كبيره
وتشتد حدة هذه المنافسة أكثر ما تشتد في أحواض الأنهار التي تعبر الحدود السياسية
ويمر في أراضيها انهار دولية مشتركة مع دولة أخري أو أكثر. و إذ أن (40 % ) من سكان
العالم يعيشون على مياه أحواض الأنهار الدولية المشتركة ويستفيدون من مياهها إذ
تمثل مصدراً لما يقدر ( 60 % ) من تدفق المياه العذبة في العالم.
فعدد ما
مجموعه( 145 ) دولة تشمل أقاليم علي ضفاف الأنهار الدولية أو بالقرب منها وتستفيد
من مياهها و عدد (121 ) بلدا تقع كلية داخل الأحواض الدولية وإمدادات المياه العذبة
التي استُنفدت وتدهورت نوعيتها نتيجة للنمو السكاني السريع والتنمية وسوء الإدارة
لدي مختصين في حكومات دول مما قد يخلق بالفعل توترات خطيرة فيما بين الجهات
الرئيسية المستخدمة للمياه - كالمزارعين وقطاع الصناعة والمستهلكين الحضريين في
العديد من البلدان بل أن المياه التي تعبر حدودا وطنية تكتسب أهمية أكثر تعقيدا
وإستراتيجية لدى فرادى البلدان مما يجعلها تندفع نحو تخزين المياه واستخدامها قبل
أن تخرج من نطاق سيطرتها السياسية وحدود أراضيها.
كما أن انعدام وجود الدوافع
المباشرة لصون إمدادات المياه أو حمايتها لمصلحة مستخدميها فيما يتجاوز الحدود
الوطنية واعتبار الأنهار أو البحيرات تمثل في العديد من الأماكن ودولها عاملا
رئيسيا في تحديد هوية الدولة وتعتبر تلك الدول ملكية المجاري المائية أو السيطرة
عليها أمرا حيوي الأهمية للمصالح الوطنية وأيضا ظهور القلق بالوقت الحاضر إزاء تلوث
المياه النقية والذي أصبح اليوم أكبر شواغل البلدان الواقعة قرب مصبات الأنهار
يتمثل هذا القلق في التخوف من أن تتسبب السدود الكبيرة أو قنوات التحويل التي تقام
لأغراض الإمداد بالمياه أو الري أو توليد الطاقة الكهربائية أو التحكم في الفيضان
.
كما أن الزيارة التي قام بها وزير خارجية إسرائيل في بداية الشهر الماضي
سبتمبر لخمس دول افريقية غير عربية بعضها مطلة على حوض نهر النيل وذلك لتوطيد
العلاقات والتعاون المتبادل بين إسرائيل وتلك الدول الإفريقية وأيضا الخلافات التي
تتفاقم من يوم لآخر بين الدول المطلة علي نهري الفرات ودجلة جعلني أفكر وبتمعن حول
المياه التي قد تكون قضية صراع مستقبلي بين دول وعلية ذهبت نحو الكتابة عن قضايا
تتعلق بالمياه وعلي المستوى العربي والعالمي وقد اخترت بأن تكون سلسلتي هذه تحت
عنوان رئيسي (خلافات دولية وصراعات مستقبلية لأجل المياه ) والتي فيها احرص عزيزي
القارئ علي تعريفك بأزمة المياه كمشكلة وعلي المستوي العربي والعالمي ومن خلال
استعراض قضايا متعلقة بالمياه (عربيا وعالميا ) وخاصة بعد أن تناولت خلال شهر يوليو
الماضي 2009م نفس المشكلة ولكن علي المستوى المحلي اليمني بسلسلة سابقة كانت تحت
عنوان (أزمة المياه في اليمن) ونشرت تلك سلسلتي بعدد (16 ) حلقة.
واليوم اذهب
نحو الكتابة عن نفس المشكلة (أزمة المياه عربيا وعالميا ) ولما تمثله المياه من
أهمية وما قد ينتج من خلافات كبيرة التي قد تتطور إلي صراع مسلح بين دول. .
إذ
اليوم أبداء بهذه الحلقة والتي هي الأولي وتحت عنوان فرعي ( أزمة المياه عالميا )
. .
وغدا ستكون الحلقة الثانية بعنوان (مشكلة المياه النقية وتناقصها عالميا )
. .
وبعد غد ستكون الحلقة الثالثة بعنوان (مشكلة تلوث المياه النقية وأضرار ذلك
عالميا ). .
وبعد بعد غد ستكون الحلقة الرابعة بعنوان (أسباب الخلافات بين دول
لأجل موارد مائية ). . وبعدها الحلقة الخامسة بعنوان (نزاعات بين دول الشرق الأوسط
لأجل المياه ). . وبعدها الحلقة السادسة بعنوان (النزاع الإسرائيلي العربي لأجل
المياه). .
وبعدها الحلقة السابعة بعنوان (هل ستكون حروب مستقبلية لأجل المياه)
. . وبعدها الحلقة الثامنة بعنوان (خلافات بين الدول المطلة علي نهر النيل)
. .
وبعدها الحلقة التاسعة بعنوان (خلافات العراق وسوريا مع تركيا لأجل المياه)
. .
وبعدها الحلقة العاشرة بعنوان (خلافات بين إيران والعراق لأجل المياه)
. .
وبعدها الحلقة الحادي عشر بعنوان (الأطماع الإسرائيلية في المياه اللبنانية)
. .
وبعدها الحلقة الثاني عشر بعنوان (النزاع الإسرائيلي السوري لأجل المياه)
. . وبعدها الحلقة الثالث عشر بعنوان (السيطرة الإسرائيلية علي مياه الأردن)
. .
وبعدها الحلقة الرابع عشر بعنوان (ما مدي إمكانية معالجة الخلافات والنزاعات
الدولية لأجل المياه). . .
وبعدها الحلقة الخامس عشر والأخيرة بعنوان (الأمن
المائي العربي ).
اتبع العدد القادم غدا الحلقة الثانية بعنوان (مشكلة المياه
النقية وتناقصها عالميا ) s_hz208@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد