المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من البلدان النامية
والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى العودة بالعالم إلى
العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال السيطرة على الموارد
البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع والملگية الفگرية، والتحگم
بوسائل الاتصال الدولة، واحتگار
إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها يمگن الولايات المتحدة
الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم أجمع.
. يتناول هذا
الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من مختلف أبعادها ومن
منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من تدهور مستوى المعيشة
وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال الخدمات، گما تتميز
بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة
الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالگويت
قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من
الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين العرب.
في
هذه الحلقة سنتطرق إلى كيف تم تفكيك الدول والجمهوريات لصالح الحركات الاحتجاجية
وفي هذا الصدد يقول المؤلفان: وكان عدد الدول المشاركة في دورة أتلانتا الأولمبية
قد بلغ 1970م دولة وهاهي إيطاليا لا بل حتى سويسرا نفسها قد صارت تخشى من تفكك وحدة
ترابها الوطني.
فبعد خمسين عاماً من تأسيس الجمهورية الإيطالية صوت خمسون في
المائة من سكان مقاطعتين لمصلحة حركة الاحتجاج التي يدعو زعيمها أمبرتوبسي إلى نسف
المحطات التي تبث عبرها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الوطنية لا بل أنه دعا إلى ما هو
أكثر من هذا فقد كان قد أدعى أنه سيعلن في 15 سبتمبر من عام 1996 تأسيس دولة منفصلة
عن إيطاليا وفي مناطق أخرى من العالم تتفكك دول تتمتع بالرخاء فعلى سبيل المثال
تسعى الجزياتان الكادريبتان كتس ونيفس إلى الانفصال وفك عرى الاتحاد الذي جمع
بينهما حتى الآن وأن كانتا قد عاشتا بسلام ووئام، أما كندا وبلجيكا فإنهما مشلولتان
بسبب الخصومات السائدة بين متكلمين اللغات المختلفة وفي الولايات المتحدة الأمريكية
البلد الذي أعتاد سكانه الأنصار في بوتقة لغة واحدة وإن كانوا قد جاءوا من شتى بقاع
العالم.
يضرب الآن عن التحدث بالإنجليزية ملايين المواطنين الذين أتحدوا من أصول
تتحدث الإسبانية حتى وإن كانوا من الجيل الثاني أو الثالث. .
إن الروح العشائرية
تستفحل في كل الأرجاء وفي كثير من المناطق باتت تلوح في الأفق مخاطر العودة إلى
العنف القومي أو إلى الشوفينية الإقليمية.
المجتمع الدولي يتجاهل المأساة
الأفريقية وهكذا وخلافاً للحروب التقليدية التي نشبت في القرن التاسع عشر ومطلع
القرن العشرين لم تعد رحى الحرب تدور بين الدول بل صارت تدور في الدول نفسها، ففي
عام 1995م كانت هناك حربان فقط بين الدول الحرب بين البيرو والإكوادور، وبين لبنان
وإسرائيل، والأمر البين هو أن أن الصراعات في داخل الحدود الوطنية نادراً ما تجد
اهتماماً دولياً على الرغم من الخسائر الجسيمة التي تسببها ففي جنوب أفريقيا على
سبيل المثال لقي بعد عام من انتهاء سياسة التمييز العنصري سبعة عشر ألف فرد حتفهم
في سياق ما دار من صراعات داخلية إلا أن الخسائر في الأرواح فاقت ما كبدته الحرب
الأهلية التي استمرت ستة عشر عاماً.
ويتجاهل المجتمع الدولي على نحو خطير مأساة
القارة الإفريقية فمن بين الإحدى والعشرين دائرة خارجية التي تشرف حتى الآن على
إدارة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للدول النامية والتي من
المقرر إغلاقها حتى عام 1999م فإن تسعة منها تعمل الآن في هذه القارة والتي يرى
الكثيرون أن مستقبلها ضائع لا محالة "وهذا على الرغم"، حسبما يعتقد الخبير الأمريكي
في شؤون العالم الثالث روبرت كابلان "من أن أفريقيا لربما كانت بالنسبة إلى السياسة
العالمية بالأهمية نفسها التي كان عليها البلقان قبل قرن من الزمن أي قبل اندلاع
الحربين البلقانيتين والحرب العالمية الأولى.
ويضيف كابلان قائلاً "ولأن جزءً
كبيراً من أفريقيا يقف على حافة الهاوية لذا فإنها نموذج للصورة التي ستكون عليها
الحروب والحدود وسياسة الأقليات في عقود السنين القادمة.
لقد صارت المدن الواقعة
بين سيراليون والكاميرون وفريتاون وأبيدجان ولا غوس على وجه الخصوص في عداد أخطر
مدن العالم من حيث عدم توافر الأمن أما في عاصمة ساحل العاج فإن عشرة في المائة من
السكان مصابون بمرض نقص المناعة أي الإيدز.
تدهور الناتج القومي ويواصل كابلان
حديثه عن أفريقيا فيقول "ليس هناك مكان آخر في هذا العالم تنطوي خريطته السياسية
على ما تنطوي عليه خرائط غرب أفريقيا من بطلان وأكاذيب"، ومعنى هذا أن هناك إلى
جانب رواندا وبورندي وزارئير ومالاوي دولاً أفريقية أخرى ستصبح عنواناً للحروب
العشائرية والأهلية.
وبما أن 95 في المائة من الزيادة السكانية تتركز في أفقر
مناطق المعمورة لذا لم يعد السؤال يدور حول ما إذا كانت ستندلع حروب أم لا إنما صار
يدور حول طبيعة هذه الحروب وحول من سيحارب فمن بين الاثنتين والعشرين دولة عربية
ينخفض الناتج القومي في سبع عشرة دولة منها وهذا في وقت يتوقع فيه المرء أن يتضاعف
حجم السكان في بعض من هذا العشرين سنة القادمة. .
من ناحية أخرى ستكون المياه أشد
ندرة في العديد من المناطق وعلى وجه الخصوص في أوساط آسيا وفي وفي المملكة العربية
السعودية وفي مصر وإثيوبيا ويعلق كابلان في هذا السياق قائلاً "في هذا الجزء من
العالم سيكون الإسلام بحسب تأييده المطلق للمقهورين والمظلومين أكثر جاذبية، فهذا
الدين المطرد الانتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة للمنازلة والكفاح
ومن هنا فليس مصادفة أن يكسب الانفصاليون والمتحمسون المتدينون من المغرب وعبر
الجزائر وحتى الهند وإندونيسيا أنصاراً أكثر فأكثر.
وكان الأستاذ في جامعة
هارفارد صموئيل هنتينغون قد نشر في عام 1993م في المجلة الأمريكية المرموقة في
أوساط المثقفين والمهتمين بالسياسة الخارجية بحثاً نال شهرة واسعة يطرح من عنوانه
السؤال عن: "صراع الحضارات؟" وكانت نظريته القائلة بأن المستقبل لن يتحدد من خلال
اختلاف النظم الاجتماعية كما كان الحال إبان الحرب الباردة بل سيتتجدد من خلال ما
يدور بين الحضارات من صراعات دينية وثقافية قد نالت اهتماماً واسعاً في الدول
الصناعية الغربية على وجه الخصوص ولا ريب في أن هنتينغون قد أيقظ في بحثه هذا الفزع
القديم الذي كان يهيمن على أوروبا حينما أجتاحها قرناً بعد قرن الهون والأتراك
والروس ولكن أهناك ما يبرر هذا الفزع؟ هل ستتحقق فعلاً نبوءة باحث هارفارد في
الشؤون الإستراتيجية ويصطدم الغرب ذو النهج الديمقراطي بباقي العالم؟ إننا نشك في
صحة هذا النظرية شكاً كبيراً لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الدول التي لا
تزال ثرية حتى الآن قد راحت هي نفسها تقوم في ظل العالم الجديد الذي لم يعد فيه
للبعد الجغرافي أهمية تذكر في تحديد العلاقات المتينة القائمة بين المدن يهدم ما
سادها حتى الآن من نظام التكافل الاجتماعي بسرعة تدعو إلى الدهشة والعجب متسببة في
خلق توترات سياسية في العالم الغربي وفي الوقت نفسه تلم الثقافة الواحدة العالمية
شمل النخبة دونما أهمية تذكر للانتماء القومي، فآسيا الصاعدة على وجه الخصوص ليست
بناء متجانساً بكل تأكيد فالتفكك والتجزئة يهددانها أيضاً.