طه
العامري
العامري
تبدو خارطة العالمين ( العربي والإسلامي ) وقد غدت
( مسرحاً طبيعياً) لفكرة وفلسفة (الفوضى الخلاقة) التي برزت على أثر تداعيات (
أحداث الحادي عشر من سبتمبر) واعتبرت حينها الفكرة رداً طبيعياً من قبل إدارة
الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ( الابن ) الذي قدم للبيت الأبيض بمعية وبإرادة
جماعة (المحافظين الجدد) الذين يعدون أنفسهم ( صقور أمريكا) الجديدة التي حلموا
كثيرا بتحريرها من قبضة ( الرأسمالية
المثالية) كما زعموا وزعم مفكروهم منذ سمع العالم بفكرة ( حرب النجوم) التي تحدث
عنها كثيراً الرئيس الأمريكي الأسبق ( رونالد ريجان) والتي تم التراجع عنها مؤخراً
علي إثر الانهيار الدرامي للإمبراطورية السوفيتية , وقد ظلت الفكرة حاضرة في ذاكرة
بعض من رموز وأتباع هذا التيار ( المحافظ والمتطرف) والذي ألحق الضرر البالغ
بأمريكا وبالنظام الرأسمالي برمته وترتب عليه هذا الانهيار الاقتصادي العالمي والذي
بدأ بانهيار كبرى الشركات والمصارف الأمريكية كرد فعل علي تبعات تكاليف ونفقات
الحروب التي انطلقت بها ( واشنطن) وحلفائها بعد ( أحداث سبتمبر 2001م) والتي رفعت
شعار مكافحة الإرهاب لتمارس أبشع أنواع ( الإرهاب) المنظم وهو إرهاب الدولة على إثر
هذه التداعيات جاءت فكرة ( الفوضى الخلاقة ) التي لم يأخذ بها وبجديتها الكثيرون في
هذا العالم فيما هناك تصور أن ( الفكرة ) سقطت وتلاشت برحيل الرئيس الأمريكي ( بوش)
وجماعة (المحافظين الجدد) وقدوم طاقم آخر لسدة (البيت الأبيض) يبدوا ملحا برغبته في
فتح ( صفحة جديدة ) مع العالم وخاصة العالمين العربي والإسلامي وهي الرغبة التي
يصعب التصديق بها أو التعامل معها بجدية علي ضوء الكثير من المعطيات والشواهد
الماثلة خاصة بعد وصول ( التفجيرات الأمريكية إلي سطح القمر) بذرائع علمية في
الظاهر لكن في الحقيقة هناك مشروع أمريكي يتسع علي خارطة العالم وهناك سيناريو تم
تدشينه بطريقة مريعة هو اليوم ( ينهش) في بنيان ومكونات (المجتمعات العربية
والإسلامية) تحديدا والتي غدت بمثابة وقودا لفكرة ( الفوضى الخلاقة ) ومسرحا
لمسرحية نشهد فصولها تتلاحق تباعا في عموم الخارطة العربية الإسلامية حيث يبدوا أن
( الهوية الوطنية ) للفرد والدولة أخذت في التلاشي والتراجع والانكماش وبذات
الطريقة التي تلاشت فيها فكرة ( المكونات القومية ) بعد أن غدت (الأديان والمذاهب)
هي من تعنون (هوية الصراعات ) الدامية والدائرة علي خارطة العرب والمسلمين بدءا
بالمشهدين الفلسطيني والعراقي مرورا بالمشهد الأفغاني والباكستاني والإيراني
والصيني وصولا إلي بلادنا دون أن نغفل تداعيات وأزمات دول القرن الأفريقي
..
صراع جديد ودخيل علي المجتمعات بدأ يأخذ مكانه علي الذاكرة والمسارات
الحضارية للشعوب والمجتمعات عنوانه ( الصراعات لدوافع وأسباب وخلفيات دينية ومذهبية
) وهذا هو أخطر وأبشع أنواع ( الصراعات) كونه يعمل ويقوم علي قاعدة أساسية وهي
تفتيت وتمزيق المكونات الوطنية و( نهش) مقوماتها وتمزيق نسيجها من الداخل ولدوافع
جد خطيرة وقاتلة لكل الأحلام والتطلعات الوطنية ناهيكم أن هذا ( الصراع) يقضي علي
(الدولة الوطنية ) وعلي كل قدراتها وإمكانياتها وتطلعاتها في التقدم والتطور والأمن
والاستقرار والتنمية والبناء والتعمير , لأن المجتمعات حين تبدأ مجرد بداية في نزاع
ذاتي داخلي دوافعه ( دينية ومذهبية) فإن من الصعب الحديث حينها عن أمن واستقرار
وتقدم وتنمية وتطوير , وتلك هي ( هوية الصراعات ) الدائرة علي الخارطة العربية
والإسلامية بما فيها تلك التي لا تزل تشهد قدراً من الاستقرار ولم يتحول خلافها
السياسي والإعلامي إلي تمرد وخروج علي الثوابت والأنظمة والقوانين , فكل الصراعات
التي تنقلها اليوم الوسائط الإعلامية المتعددة والمتنوعة نجدها مجتمعة تندرج في
سياق ( الدوافع الدينية والمذهبية) وتلك مؤشرات جد خطيرة لأن الغاية منها هو جعل
المجتمعات تمزق بعضها وتعصف بعضها وتمزق نسيجها الوطني وهويتها ودولتها وتطلعاتها
باسم ( الغيرة علي الدين) أو ( الثأر لمذهب ) أو ( انتصاراً لحقوق عرقية وأقلية )
وهذا النوع من الصراعات قاتلة وفتاكة وناسفة ومدمرة لكل المكون الاجتماعي الوطني
وهو صراع يبدأ في ( إلغاء الهوية الوطنية) وينتهي بنسف وتدمير كل مكونات وقدرات (
الدولة الوطنية وهويتها ) ..
إن ( فكرة الفوضى الخلاقة ) هي التي تقف اليوم وراء
كل إن لم يكن أغلب النزاعات الدائرة في أكثر من دولة وفي أكثر من مجتمع وتلك هي (
الفوضى الخلاقة) بأبشع صورها التي نعاني منها في بلادنا كما تعاني منها غالبية شعوب
ودول وأنظمة العالمين العربي والإسلامي مع الفارق في بعض ( مسارح العمليات) حيث
تأخذ الفكرة لنفسها أشكالاً وصوراً عديدة ( تمرد مسلح) هنا وعمل ( إرهابي ) هناك
وفعل ثقافي لدى هذا وتحريض إعلامي لدى ذاك لتظل ( الفكرة ) ماضية بسيناريو ( شيطاني
) قاتل ومدمر للسكينة والاستقرار والنسيج الاجتماعي للشعوب ولهويتها الوطنية
والثقافية والحضارية , بطريقة أو بأخرى فيما واقع الحال وتبريراته يمضيان في الكثير
من الأسباب والتبريرات بطريقة توحي للمتلقي بأن ثمة ( عوامل موضوعية) تبرر هذا
النزيف كما هو حاصل مثلاً في باكستان والعراق وفلسطين وأفغانستان والصومال والسودان
, وفي هذه المسارح يناقش الناس قضايا جوهرية أو هكذا يتوهم المراقب لكن في الحقيقة
هناك سيناريو لفكرة وهناك من يدفع أبناء الوطن الواحد للاحتراب ( الذاتي ) والتنكيل
بهويتهم وبكل قدراتهم لدوافع تأخذ وكما أسلفت بعض ( الموضوعية) ولكن في الأخير نجد
هذه (الموضوعية) عبارة عن ( دعوة حق يراد بها باطل )..
إن النوائب الحقيقية
والكوارث والمخاطر والأخطار نابعة وقادمة علي خلفية ( تدين الصراعات وتمذهبها) نعم
قد لا يكون هناك خطر يذكر في صراع دافعه ( وطني) وأطرافه يقدسون الهوية والانتماء
والمصلحة الوطنية عن أي مصالح تذكر ,ومثل هذا الصراع له الكثير من الحلول والممكنات
الوطنية القادرة علي معالجة مثل هذا الصراع وتسوية دوافعه علي قاعدة التفاهمات
والتوافق الوطني , لكن من أين لهذا التوافق والتفاهم أن يتم في الوسط الوطني الذي
يخوض صراعاً دوافعه ( دينية ومذهبية) وهذا هو ما تقوم عليه فكرة وفلسفة ( الفوضى
الخلاقة ) التي تنشر اليوم قيمها وتجرب سيناريوهات متعددة علي أكثر من مسرح لكن
لغاية واحدة هي تمزيق النسيج الاجتماعي العربي الإسلامي ودفع العرب والمسلمين
أفرادا ومجتمعات وشعوباً إلى خوض صراعات ( ذاتية) يفتكون بقدراتهم ويمزقون نسيجهم
ويفتتون أوطانهم سياسيا وجغرافيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا وماديا ويهدمون كل
إمكانيات ومقومات التعايش الحضاري الذي نسجوا مكونه منذ آلاف السنيين ولم تتشكل
الهويات الوطنية خلال سنوات أو عقود بل قرون طويلة من الشراكة والتفاعل والتلاحم
والنضال , فلماذا تأتي مثل هذه الصراعات وبدوافعها وفي هذه المرحلة إن لم تكن هناك
قوى شيطانية تقف خلفها وترقب مسارها وترصد توجهاتها وتمنحها المزيد من الوقود
والتغذية اللازمة عند الحاجة والمصلحة خاصة بمحاور النفوذ التي تعاقب العرب
والمسلمين وتدفعهم لمعارك جانبية طاحنة وقاتلة ومدمرة , معارك مسرحها أراضي العرب
والمسلمين ووقودها العرب والمسلمين وضحاياها الدول والحكومات الوطنية وقدراتها
وتطلعاتها والكاسب الوحيد في هذه الصراعات هي محاور النفوذ وأصحاب الفكرة وحسب ..؟
فهل من وقفة نقف فيها أمام مخرجات مرحلة ما بعد11 أيلول الأسود 2001م..؟ وهل نستوعب
هذا الذي يجري من حيث الدوافع والأسباب ..؟ أم سنظل أسرى المخططات المعادية ونواصل
العبث بقدراتنا وبمستقبل أوطاننا وبقيمنا وأحلامنا، نعبث بحاضرنا ونقتل مستقبلنا
قبل ولادته ..؟ameritaha@gmail.com
( مسرحاً طبيعياً) لفكرة وفلسفة (الفوضى الخلاقة) التي برزت على أثر تداعيات (
أحداث الحادي عشر من سبتمبر) واعتبرت حينها الفكرة رداً طبيعياً من قبل إدارة
الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ( الابن ) الذي قدم للبيت الأبيض بمعية وبإرادة
جماعة (المحافظين الجدد) الذين يعدون أنفسهم ( صقور أمريكا) الجديدة التي حلموا
كثيرا بتحريرها من قبضة ( الرأسمالية
المثالية) كما زعموا وزعم مفكروهم منذ سمع العالم بفكرة ( حرب النجوم) التي تحدث
عنها كثيراً الرئيس الأمريكي الأسبق ( رونالد ريجان) والتي تم التراجع عنها مؤخراً
علي إثر الانهيار الدرامي للإمبراطورية السوفيتية , وقد ظلت الفكرة حاضرة في ذاكرة
بعض من رموز وأتباع هذا التيار ( المحافظ والمتطرف) والذي ألحق الضرر البالغ
بأمريكا وبالنظام الرأسمالي برمته وترتب عليه هذا الانهيار الاقتصادي العالمي والذي
بدأ بانهيار كبرى الشركات والمصارف الأمريكية كرد فعل علي تبعات تكاليف ونفقات
الحروب التي انطلقت بها ( واشنطن) وحلفائها بعد ( أحداث سبتمبر 2001م) والتي رفعت
شعار مكافحة الإرهاب لتمارس أبشع أنواع ( الإرهاب) المنظم وهو إرهاب الدولة على إثر
هذه التداعيات جاءت فكرة ( الفوضى الخلاقة ) التي لم يأخذ بها وبجديتها الكثيرون في
هذا العالم فيما هناك تصور أن ( الفكرة ) سقطت وتلاشت برحيل الرئيس الأمريكي ( بوش)
وجماعة (المحافظين الجدد) وقدوم طاقم آخر لسدة (البيت الأبيض) يبدوا ملحا برغبته في
فتح ( صفحة جديدة ) مع العالم وخاصة العالمين العربي والإسلامي وهي الرغبة التي
يصعب التصديق بها أو التعامل معها بجدية علي ضوء الكثير من المعطيات والشواهد
الماثلة خاصة بعد وصول ( التفجيرات الأمريكية إلي سطح القمر) بذرائع علمية في
الظاهر لكن في الحقيقة هناك مشروع أمريكي يتسع علي خارطة العالم وهناك سيناريو تم
تدشينه بطريقة مريعة هو اليوم ( ينهش) في بنيان ومكونات (المجتمعات العربية
والإسلامية) تحديدا والتي غدت بمثابة وقودا لفكرة ( الفوضى الخلاقة ) ومسرحا
لمسرحية نشهد فصولها تتلاحق تباعا في عموم الخارطة العربية الإسلامية حيث يبدوا أن
( الهوية الوطنية ) للفرد والدولة أخذت في التلاشي والتراجع والانكماش وبذات
الطريقة التي تلاشت فيها فكرة ( المكونات القومية ) بعد أن غدت (الأديان والمذاهب)
هي من تعنون (هوية الصراعات ) الدامية والدائرة علي خارطة العرب والمسلمين بدءا
بالمشهدين الفلسطيني والعراقي مرورا بالمشهد الأفغاني والباكستاني والإيراني
والصيني وصولا إلي بلادنا دون أن نغفل تداعيات وأزمات دول القرن الأفريقي
..
صراع جديد ودخيل علي المجتمعات بدأ يأخذ مكانه علي الذاكرة والمسارات
الحضارية للشعوب والمجتمعات عنوانه ( الصراعات لدوافع وأسباب وخلفيات دينية ومذهبية
) وهذا هو أخطر وأبشع أنواع ( الصراعات) كونه يعمل ويقوم علي قاعدة أساسية وهي
تفتيت وتمزيق المكونات الوطنية و( نهش) مقوماتها وتمزيق نسيجها من الداخل ولدوافع
جد خطيرة وقاتلة لكل الأحلام والتطلعات الوطنية ناهيكم أن هذا ( الصراع) يقضي علي
(الدولة الوطنية ) وعلي كل قدراتها وإمكانياتها وتطلعاتها في التقدم والتطور والأمن
والاستقرار والتنمية والبناء والتعمير , لأن المجتمعات حين تبدأ مجرد بداية في نزاع
ذاتي داخلي دوافعه ( دينية ومذهبية) فإن من الصعب الحديث حينها عن أمن واستقرار
وتقدم وتنمية وتطوير , وتلك هي ( هوية الصراعات ) الدائرة علي الخارطة العربية
والإسلامية بما فيها تلك التي لا تزل تشهد قدراً من الاستقرار ولم يتحول خلافها
السياسي والإعلامي إلي تمرد وخروج علي الثوابت والأنظمة والقوانين , فكل الصراعات
التي تنقلها اليوم الوسائط الإعلامية المتعددة والمتنوعة نجدها مجتمعة تندرج في
سياق ( الدوافع الدينية والمذهبية) وتلك مؤشرات جد خطيرة لأن الغاية منها هو جعل
المجتمعات تمزق بعضها وتعصف بعضها وتمزق نسيجها الوطني وهويتها ودولتها وتطلعاتها
باسم ( الغيرة علي الدين) أو ( الثأر لمذهب ) أو ( انتصاراً لحقوق عرقية وأقلية )
وهذا النوع من الصراعات قاتلة وفتاكة وناسفة ومدمرة لكل المكون الاجتماعي الوطني
وهو صراع يبدأ في ( إلغاء الهوية الوطنية) وينتهي بنسف وتدمير كل مكونات وقدرات (
الدولة الوطنية وهويتها ) ..
إن ( فكرة الفوضى الخلاقة ) هي التي تقف اليوم وراء
كل إن لم يكن أغلب النزاعات الدائرة في أكثر من دولة وفي أكثر من مجتمع وتلك هي (
الفوضى الخلاقة) بأبشع صورها التي نعاني منها في بلادنا كما تعاني منها غالبية شعوب
ودول وأنظمة العالمين العربي والإسلامي مع الفارق في بعض ( مسارح العمليات) حيث
تأخذ الفكرة لنفسها أشكالاً وصوراً عديدة ( تمرد مسلح) هنا وعمل ( إرهابي ) هناك
وفعل ثقافي لدى هذا وتحريض إعلامي لدى ذاك لتظل ( الفكرة ) ماضية بسيناريو ( شيطاني
) قاتل ومدمر للسكينة والاستقرار والنسيج الاجتماعي للشعوب ولهويتها الوطنية
والثقافية والحضارية , بطريقة أو بأخرى فيما واقع الحال وتبريراته يمضيان في الكثير
من الأسباب والتبريرات بطريقة توحي للمتلقي بأن ثمة ( عوامل موضوعية) تبرر هذا
النزيف كما هو حاصل مثلاً في باكستان والعراق وفلسطين وأفغانستان والصومال والسودان
, وفي هذه المسارح يناقش الناس قضايا جوهرية أو هكذا يتوهم المراقب لكن في الحقيقة
هناك سيناريو لفكرة وهناك من يدفع أبناء الوطن الواحد للاحتراب ( الذاتي ) والتنكيل
بهويتهم وبكل قدراتهم لدوافع تأخذ وكما أسلفت بعض ( الموضوعية) ولكن في الأخير نجد
هذه (الموضوعية) عبارة عن ( دعوة حق يراد بها باطل )..
إن النوائب الحقيقية
والكوارث والمخاطر والأخطار نابعة وقادمة علي خلفية ( تدين الصراعات وتمذهبها) نعم
قد لا يكون هناك خطر يذكر في صراع دافعه ( وطني) وأطرافه يقدسون الهوية والانتماء
والمصلحة الوطنية عن أي مصالح تذكر ,ومثل هذا الصراع له الكثير من الحلول والممكنات
الوطنية القادرة علي معالجة مثل هذا الصراع وتسوية دوافعه علي قاعدة التفاهمات
والتوافق الوطني , لكن من أين لهذا التوافق والتفاهم أن يتم في الوسط الوطني الذي
يخوض صراعاً دوافعه ( دينية ومذهبية) وهذا هو ما تقوم عليه فكرة وفلسفة ( الفوضى
الخلاقة ) التي تنشر اليوم قيمها وتجرب سيناريوهات متعددة علي أكثر من مسرح لكن
لغاية واحدة هي تمزيق النسيج الاجتماعي العربي الإسلامي ودفع العرب والمسلمين
أفرادا ومجتمعات وشعوباً إلى خوض صراعات ( ذاتية) يفتكون بقدراتهم ويمزقون نسيجهم
ويفتتون أوطانهم سياسيا وجغرافيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا وماديا ويهدمون كل
إمكانيات ومقومات التعايش الحضاري الذي نسجوا مكونه منذ آلاف السنيين ولم تتشكل
الهويات الوطنية خلال سنوات أو عقود بل قرون طويلة من الشراكة والتفاعل والتلاحم
والنضال , فلماذا تأتي مثل هذه الصراعات وبدوافعها وفي هذه المرحلة إن لم تكن هناك
قوى شيطانية تقف خلفها وترقب مسارها وترصد توجهاتها وتمنحها المزيد من الوقود
والتغذية اللازمة عند الحاجة والمصلحة خاصة بمحاور النفوذ التي تعاقب العرب
والمسلمين وتدفعهم لمعارك جانبية طاحنة وقاتلة ومدمرة , معارك مسرحها أراضي العرب
والمسلمين ووقودها العرب والمسلمين وضحاياها الدول والحكومات الوطنية وقدراتها
وتطلعاتها والكاسب الوحيد في هذه الصراعات هي محاور النفوذ وأصحاب الفكرة وحسب ..؟
فهل من وقفة نقف فيها أمام مخرجات مرحلة ما بعد11 أيلول الأسود 2001م..؟ وهل نستوعب
هذا الذي يجري من حيث الدوافع والأسباب ..؟ أم سنظل أسرى المخططات المعادية ونواصل
العبث بقدراتنا وبمستقبل أوطاننا وبقيمنا وأحلامنا، نعبث بحاضرنا ونقتل مستقبلنا
قبل ولادته ..؟ameritaha@gmail.com