حميد بارزيق
الكثير من التغيرات السريعة ولازال يشهد هذه التغيرات الهائلة ، التي تسير بشكل
مذهل بشمولها وتعددها وتطورها.
ما هي نظرتنا المستقبلية تجاه التطورات وتربية
أطفالنا، وهل التربية العصرية ضرورة مع حدوث هذه التغيرات، وكيف نستطيع تجنب آثار
هذه التغيرات على حياتنا وحياة أطفالنا؟ الكثير من الناس يخاف من ذكر كلمة التربية (العصرية) أو تفسيرها على أنها
الخطر القادم من هناك لتدمير أطفالنا وطمس هويتنا! لذا يجب علينا أن نظل على نفس
النهج ولا نغيره أو تفسر على أنها تلك التربية المنحلة من القيم والمبادئ وأن كل
شيء فيها دون ضوابط والتخلي عن القيم الدينية والأخلاقية وهذا غير صحيح وليس منصفاً
في الكثير من الأمور ولكن العكس هو تسييج هذه القيم بسبب ما يحصل من تعقد الحياة
وأصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل بسبب التطور الإنساني والمعرفي والفكري والعلمي مما له
الأثر القوي علينا وعلى أطفالنا بدرجة أساسية وكيفية إعدادهم لاستقبال هذه التغيرات
بشكل جيد والاستفادة منها وتوظيفها بشكل فاعل في تربية أطفالنا فالتربية العصرية هي
مواكبة للعصر والتغيرات الحاصلة على مستوى العالم ككل والتكنولوجيا وتنشئة الأطفال
على التكيف مع هذه التطورات حتى يستطيعوا مجاراتها وليس الاصطدام بها دون المساس
بقيمنا الإسلامية والأخلاقية التي تعتبر قوى بناء ورسوخ دعائم مجتمعنا والتي نتميز
بها عن الآخر وبالرغم من هذه التغيرات إلا أنه لازالت التربية ذات الرؤية الأحادية
والسيطرة الأبوية المنغلقة على نفسها هي المسيطرة وأصبحت العديد من الأساليب
والوسائل التي اعتاد الآباء عليها غير صالحة وغير ملائمة لحل الكثير من المشكلات في
وقتنا هذا وللمستقبل وكذلك إتباع سياسة الأوامر والنهي دون الاكتراث لهذا الطفل
أمامنا ولسنه وشعوره وتجاهلنا لتفكيره الرعاية لم تعد هي أيضاً تجدي نفعا أو فعالية
كبيرة كما ذي قبل في هذا الزمن فالأسرة كما نعلم هي وحدة بناء المجتمع الرئيسية
فكيف تستطيع هذه الأسرة النهوض بالمجتمع من خلال تربية أبنائها بشكل تقاليدي دون
النظر للتطورات والتغيرات الراهنة؟ ووجود الديمقراطية في البيت أو جزء من مظاهرها
مثل الحوار واتخاذهما أو اعتبارهما من أساسيات التربية يساعد على خلق جو من
الانسجام الروحي بين الآباء والأبناء حيث يعامل الطفل على انه شخص قائم بذاته وله
خصوصية والحوار يساعد في تقليص مساحات البعد سواءً الفكري وكذلك العمري في معرفة
أفكارهم ومشكلاتهم وميولهم ويكسبهم قدرة التواصل مع الآخرين ويفتح أبواباً عدة من
التفاهم والطاعة والتفاعل مع المحيط الداخلي الأسرة والخارجي المجتمع ويساعد كذلك
على التخلص من لغة القمع والتسلط والإذعان للقرارات دون حاجة للفرض والإجبار
والحوار ينمي الحرية المسئولية وبالتالي قلة الأخطاء وكذلك يقل العقاب ويكون لدينا
جيل قادر على التفكير والإبداع وتحمل المسؤولية وشق طريق حياتهم في ظل التطور
والحداثة ويجب على الأسرة في تربيتها لأبنائها أن تكون مدركة جميع المؤثرات
والتغيرات التي يعيشون فيها وتطورات المجتمع المحلي والمجتمع
الدولي.