نبيل
مصطفى الدفعي
مصطفى الدفعي
غالباً يلتم الشمل، وبدورنا غالباً نعيش الحالة
المكررة، وكأننا أمام مسرحية شاهدناها عشرات المرات، في المرة الأولى كانت المسرحية
مؤثرة فبكينا، في المرة الثانية كانت وطأة الانفصالات أخف، وهكذا حتى تحولت
المسرحية مع الوقت من مأساة إلى كوميديا هادئة.
في كل لقاء يأخذ شكل المؤتمر العلمي أو الندوة أو اللقاء
الثقافي أو المهرجان أو ...أو...، نقع على المشهد نفسه بعض من الأكاديميين
والباحثين أو بعض من الكتاب والمبدعين والمثقفين ومفكرون قادمون من أماكن مختلفة أو
من مناطقهم الأصلية التي يعانون فيها من الجوع "أو التخمة؟" والبؤس" العلمي أو
الفكري" والكتب ومركبات النقص على أنواعها..
ينفضون غبار العلم والثقافة عن
أنفسهم يمسحون بقع الحزن والحبر والرقابة ، يعالجون ما استطاعوا الصدى الذي يسكن
مفاصلهم..
يخرج كل منهم من صندوقه أو شنطة أثرية أوراق أو ملزمة بحث علمي قديم
المحفوظ بعناية التي سيبت منه البحث أو المشاركة نفسها...
بحثاً أو ورقة عمل أو
مداخلة يقوم بتحويره بما يتلائم مع طبيعة المشاركة ويظل يردد ذلك طوال حياته.
في
حقائب بالية يضعون الأوراق وكأنها "العدة" أدوات السباك أو النقاش أو العبارات
الجاهزة وما يتبع ذلك جاهزون يستقلون أي وسيلة نقل مباشرة إلى دار الضيافة أو مكان
الضيوف في منطقته أو مدينة المؤسسة أو المرفق المضيف.
تتغير محاور الندوات
،وشعارات المهرجانات والمؤتمرات، أما الفلكلور فلا يتحرك قيد أنمله ، تتبدل
المناسبات بين العلمية والأدبية والعلوم الأخرى لكن المناخ العام يبقى على حالة،
كأننا لم نغادر المكان منذ العام الماضي والدورة السابقة أو لم ننتقل من مناسبة إلى
أخرى لقب الباحث والمثقف العربي من الاجتهاد ، وتعب من القول والمبدع حاصره الكسل
والعقم، فصار يكرر نفسه ، ويبحث عن وسائل ارتقاء مادية ومعنوية، ضارباً عرض الحائط
بعلمه أو بفنه بأوجاعه وهمومه ، بهاجس التجاوز والابتكار.
أصبح الكل يتسابق على
المكاسب الوهمية، فيضيعه السراب وفي كل مرة يجتمع هؤلاء سنشعر بانقطاع التواصل بنوع
من موت الرغبة والفضول من شح المخيلة من اختفاء الجرأة وانطفاء الألق القديم في
المحاجر الغائبة.
هكذا يبدو التفاعل مستحيلاً والحوار غير وارد ولا يبقى سوى
الاستعراض والمناسبات الاجتماعية لا يبقى سوى التمثيل يمثلون أنهم ينقاشون علمياً
ويتحاورون أدبياً يمثلون أنهم يبدعون يمثلون أنهم موجودون فتلك الكائنات المحلقة
كالذباب حول جيفة الراهن، ليست سوى أطيان وظلال لبشر كانوا ذات يوم نابضين بالحياة
مفعمين بالأمل طافحين بالرغبة حالمين بالتغيير..
والله من وراء
القصد
المكررة، وكأننا أمام مسرحية شاهدناها عشرات المرات، في المرة الأولى كانت المسرحية
مؤثرة فبكينا، في المرة الثانية كانت وطأة الانفصالات أخف، وهكذا حتى تحولت
المسرحية مع الوقت من مأساة إلى كوميديا هادئة.
في كل لقاء يأخذ شكل المؤتمر العلمي أو الندوة أو اللقاء
الثقافي أو المهرجان أو ...أو...، نقع على المشهد نفسه بعض من الأكاديميين
والباحثين أو بعض من الكتاب والمبدعين والمثقفين ومفكرون قادمون من أماكن مختلفة أو
من مناطقهم الأصلية التي يعانون فيها من الجوع "أو التخمة؟" والبؤس" العلمي أو
الفكري" والكتب ومركبات النقص على أنواعها..
ينفضون غبار العلم والثقافة عن
أنفسهم يمسحون بقع الحزن والحبر والرقابة ، يعالجون ما استطاعوا الصدى الذي يسكن
مفاصلهم..
يخرج كل منهم من صندوقه أو شنطة أثرية أوراق أو ملزمة بحث علمي قديم
المحفوظ بعناية التي سيبت منه البحث أو المشاركة نفسها...
بحثاً أو ورقة عمل أو
مداخلة يقوم بتحويره بما يتلائم مع طبيعة المشاركة ويظل يردد ذلك طوال حياته.
في
حقائب بالية يضعون الأوراق وكأنها "العدة" أدوات السباك أو النقاش أو العبارات
الجاهزة وما يتبع ذلك جاهزون يستقلون أي وسيلة نقل مباشرة إلى دار الضيافة أو مكان
الضيوف في منطقته أو مدينة المؤسسة أو المرفق المضيف.
تتغير محاور الندوات
،وشعارات المهرجانات والمؤتمرات، أما الفلكلور فلا يتحرك قيد أنمله ، تتبدل
المناسبات بين العلمية والأدبية والعلوم الأخرى لكن المناخ العام يبقى على حالة،
كأننا لم نغادر المكان منذ العام الماضي والدورة السابقة أو لم ننتقل من مناسبة إلى
أخرى لقب الباحث والمثقف العربي من الاجتهاد ، وتعب من القول والمبدع حاصره الكسل
والعقم، فصار يكرر نفسه ، ويبحث عن وسائل ارتقاء مادية ومعنوية، ضارباً عرض الحائط
بعلمه أو بفنه بأوجاعه وهمومه ، بهاجس التجاوز والابتكار.
أصبح الكل يتسابق على
المكاسب الوهمية، فيضيعه السراب وفي كل مرة يجتمع هؤلاء سنشعر بانقطاع التواصل بنوع
من موت الرغبة والفضول من شح المخيلة من اختفاء الجرأة وانطفاء الألق القديم في
المحاجر الغائبة.
هكذا يبدو التفاعل مستحيلاً والحوار غير وارد ولا يبقى سوى
الاستعراض والمناسبات الاجتماعية لا يبقى سوى التمثيل يمثلون أنهم ينقاشون علمياً
ويتحاورون أدبياً يمثلون أنهم يبدعون يمثلون أنهم موجودون فتلك الكائنات المحلقة
كالذباب حول جيفة الراهن، ليست سوى أطيان وظلال لبشر كانوا ذات يوم نابضين بالحياة
مفعمين بالأمل طافحين بالرغبة حالمين بالتغيير..
والله من وراء
القصد