;

لنضع حداً لتجنب الإصابة بالملاريا 1149

2010-03-11 04:55:06

د. محمد
أحمد الدبعي


لابد من أن يعي كل فرد في المجتمع
بمشكلة الملاريا وما يحد منها لاسيما في مناطق انتشار الملاريا ونواقله من البعوض،
وأن يضع نفسه في دائرة الإحاطة بها بما يكفل تقليص انتشار المرض والحد من حصول
ناقله لوجبة الدم بقطع طريق عليه لمنعه من نقل الملاريا، وكل ذلك لا يأتي بمعزل عن
التسلح بالوعي والمعرفة الكافية بهذا المرض ونقاله من البعوض من أجل اتخاذه

تدابير وقائية شخصية مجدية وفعالة
تصونه وتصون من حوله وتقلص انتشار المرض، وخصوصاً لدى فئة الأطفال دون الخامسة من
العمر كون مناعتهم الجسدية لم تكتمل بعد، وكذا النساء الحوامل اللواتي يخضن مرحلة
مرهقة وحساسة في الوقت ذاته وهي مرحلة الحمل لما فيها من جهد ومشقة على الأم من
بدايته وحتى نهايته.
علاوة على حساسية الوضع لدى الجنين الذي يلزمه لينمو ويتطور
بشكل طبيعي في بطن أمه تمتعها بصحة جيدة صوناً لحملها والوصول به إلى بر
الأمان.
فقد ثبت علمياً أن الأمهات الحوامل المصابات بالملاريا عرضة بنحو "4
مرات" من غيرهن للإجهاض أو فقر الدم الشديد، وبالتالي الفشل الكلوي أو الإصابة
بالملاريا الدماغية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى وفاتها أو جنينها أو ولادته غير
مكتمل. .
قبل الأوان، وينسحب تأثير الملاريا على الأطفال دون سن الخامسة من العمر
من خلال أشكال كثيرة من المعاناة توفق قوتهم على الاحتمال، وكثيراً ما يفارقون
الحياة بسببها.
وليس بمستغرب وصف هذا الداء الطفيلي بأنه ضار وخيم، إذ أن نصف
سكان العالم بما يعادل "3. 3" مليار نسمة في "109" بلد من بلدان العالم معرضين لخطر
الإصابة بالملاريا.
في حين أن ما بين "350 500" مليون نسمة يصابون كل عام
بالملاريا، يموت منهم قرابة المليون مصاب.
أما إقليمياً فاليمن والسودان وجيبوتي
والصومال وباكستان وأفغانستان يتوطنها المرض، بينما دول أخرى كالسعودية والعراق
وإيران لا تزال تعاني من وجود بؤر للملاريا.
وعلى المستوى المحلي لا يزال "60%"
من سكان اليمن يقطنون في مناطق يشيع وينتشر فيها المرض ونواقله من البعوض بما يبقهم
معرضين للإصابة بالملاريا.
واستناداً لتقديرات منظمة الصحة العالمية للعام 2008م
فإن حوالي "287582" حالة إصابة بالملاريا تسجل في اليمن سنوياً مقارنة بنحو "800
ألف 900 ألف" حالة إصابة بالمرض وفقاً لتقديراتها للعام 2005م وتصل نسبة الوفيات
من جراء الملاريا بين الحالات المصابة إلى 1%.
فيم تخلف الملاريا عبئاً
اقتصادياً ثقيلاً على الأسرة والمجتمع، حيث تستنفذ معالجة المصابين بها جزءً كبيراً
يصل على 10% من دخل الأسرة في إفريقيا تقريباً.
وتشير البيانات الصادرة عن منظمة
الصحة العالمية إلى ما تفرضه الملاريا من أعباء اقتصادية على الدول لتسببها بعرقلة
العملية الإنتاجية التنموية ولما تضيفه الإصابة بالملاريا من كلفة باهظة لمعالجة
المصابين، في حين يصل الإنفاق في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء على معالجة
المصابين بالملاريا إلى 40% من موازنات قطاعاتها الصحية.
إذن الاستثمار في
مكافحة الملاريا ذو فائدة ومردودات اقتصادية على البلدان، بينما مضاعفات الملاريا
ترهق موازنات المستشفيات وتستهلك مبالغ طائلة تثقل كاهل الدول وتؤثر سلباً على عجلة
التنمية فيها.
وإننا جميعاً مطالبون بالتصدي لهذا المرض بما أوتينا من قدرات
وطاقات لا أن نركن فقط على غيرنا أو أن تدير ظهورنا في حالة يأس أو تكاسل عن أداء
واجبنا في صون نفسنا وأهلينا ومن يعيشون في محيطنا، وكأنما لا سبيل لوقف هذا المرض
والتصدي له تماماً، بل الأمر يتطلب منا أن نكون على قدر من الوعي متسلحين بالمعروفة
الكافية لنعرف عدونا وعدو الإنسانية جمعاء.
فليس هذا المرض بخارق لنعجز عن
مواجهته في حدود ما أوتينا من وسائل وإمكانات متاحة.
فالملاريا لها ناقل معين
يضمن للطفيلي العيش والبقاء والانتشار وهو إناث بعوض "الأنوفيليس" المتعطشات للحصول
على وجبة دم تشبع بها نهمها وتعطشها للدماء والإنضاج البيوض التي تحملها، حيث يوجد
منها فقط 60 نوعاً ناقلاً لمرض الملاريا من أصل 380 نوعاً من بعوض
"الأنوفيليس".
بينما أنواع أخرى من البعوض مثل "الإيدس" تنقل أمراضاً كحميات
"الضنك الوادي المتصدع الحمى الصفراء"، وكذلك بعوض "الكيولكس" تنقل أمراضاً
مثل "الفلاريا التهاب السحايا".
بالإضافة إلى أن هناك بعوضاً يطلق عليه
"المانسونيا" ناقلاً لأمراض أخرى كداء "الفلاريا" أو ما يطلق اسم "داء
الفيل".
ولو أننا تصدينا للبعوض ككل وتكاتفنا في مواجهتها قطعنا الطريق على نقله
ليس فقط للملاريا بل وحتى الأمراض الأخرى التي تنقلها أنواع البعوض المختلفة التي
ذكرتها، مما يعني المعرفة الجيدة بالوسائل والأساليب التي تعزل المرض الطفيلي عن
مضيفه وناقله، فليست المكافحة تقتصر على السلطة والجهات المعنية بمكافحة الملاريا
ونواقلها، إذ لن تكون أي دولة حول العالم إلى مرحلة الاستئصال لهذا المرض بمعزل عن
تعاون وإسهام المجتمع في المواجهة وشنه حرباً ضروساً تكمل وتساند وتؤازر جهود تنفيذ
وزارة الصحة العامة والسكان ممثلاً بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لخطط
واستراتيجيات المكافحة والدحر لهذا المرض ونواقله وصولاً إلى إحراز إنجازاً تهفو
إليه النفوس ويثلج الصدور وهو الاستئصال والاجتثاث لطفيلي الملاريا. .
يتعين على
الفرد في المجتمع في حالة إصابة أحد أفراد الأسرة بالملاريا أن يتوجه به إلى المرفق
الصحي متى ساوره الشك بأنه مصاب من خلال أعراض المرض الظاهرة عليه مثل: الحمى مع
الشعور بالبرودة والتعرق والرعشة القيء الإسهال. الصداع ألم المفاصل فقدان
الشهية.
وذلك ليشخص ويأخذ العلاج إذا ثبتت إصابته بالمرض خضوعه، لأن تأخير أخذ
الأدوية قد يوصل المريض على الحالة المزمنة وإلى مرحلة المضاعفات الخطيرة، ومن هذه
المضاعفات للملاريا نذكر منها بشكل عام: الارتفاع الشديد في درجة الحرارة فقر
الدم الحاد الملاريا الدماغية الإجهاض للحامل ولادة أطفال ناقصي الوزن. الفشل
الكلوي الفشل الكبدي الالتهاب الرئوي، "الاستقاء الرئوي".
هبوط الدم
الدوراني. التشنجات العصبية. الوفاة من جراء المضاعفات الوخيمة.
كما يجب على
الناس جميعاً أن يعوا أن الملاريا لا تنتقل عبر الهواء الفاسد، وإنما من خلال
البعوض ليتخذوا إجراءات احترازية ووقائية ضد هذا الناقل، حيث توجد الكثير من
الإجراءات الوقائية الشخصية المناسبة لذلك، كالنوم تحت الناموسيات سواء أكانت
الناموسيات عادية أو مشبعة مصنعياً بالمبيد طويل الأمد، حيث توزع هذه الناموسيات من
قبل البرنامج الوطني لمكافحة ودحر الملاريا وهي مجانية لأي من المستهدفين.
كذلك
على عاتق المجتمع ردم الحفر والمستنقعات الموجودة على مقربة من المنزل أو بجانبه أو
الواقعة في الإطار الجغرافي للمنزل. .
على مستوى القرية مثلاً، كون هذه التجمعات
للمياه تشكل بؤراً لتوالد البعوض.
والمسؤولية تنطوي على المواطنين في التخلص من
هذه البؤر أو تعديلها كتغطية البرك الخزانات للحد من انتشار البعوض.
هناك أشياء
أخرى كصب الزيت أو الديزل على هذه المياه التي لا تستخدم للشرب وبالتالي تعمل هذه
الطريقة على قتل يرقات البعوض التي تتكاثر في هذه المياه.
وهناك وسائل أخرى
كالمواد الطاردة للبعوض، والكريمات التي تستخدم أحياناً المنفرة للبعوض والذي
يضطر اللجوء إليها لدى سفره إلى مناطق موبوءة.
أضف إلى ذلك الملابس الطويلة
والأغطية الواقية حتى لا يتعرض الإنسان للسع البعوض في وقت نومه.
وللعلم فإن
البعوض وبؤر توالده مختلفة، إذ أن البعوض الناقل للملاريا يتخذ المياه النقية كمياه
الغيول والمستنقعات النظيفة ومياه الأمطار ومياه البرك. .
هذه المياه التي يقصدها
ويتخذها للتكاثر ووضع البيوض.
إذن من واجبنا أن نأخذ مشكلة الملاريا على محمل
الجد ونعمل بجد على التخلص من البعوض بالوسائل عموماً لقطع الطريق عليه ومنع من نقل
عدوى الإصابة، وذلك لضمان سير أعمال المكافحة التي تتخذها وزارة الصحة العامة
والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بشكل ناجح ومثمر

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد