د/عمار بن
ناشر العريقي
ناشر العريقي
في مثل هذا الشهر ربيع الأول من عام
الفيل وفي يوم الاثنين منه ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السير
والتاريخ.
وقال الأكثرون بأنه في اليوم الثاني عشر منه وقيل في اليوم التاسع:
ولد الهدى فالكائنات ضياء. . وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله. . للدين والدنيا
به بشراء يوم يتيه على الزمان صباحه. . ومساؤه بمحمد وضاء وهي ذكرى ومناسبة كريمة
ولاشك مليئة بالدروس الفكرية والتربوية التي يجب اقتناصها من خلال وقائع وأحداث
المولد النبوي والبعثة النبوية وهذه هي صورة الاحتفال الشرعي
الصحيح.
يمكننا من خلال دراسة هذه الذكرى فهم القرآن الكريم والسنة
النبوية لأنها تطبيق عملي لهما وفهم طبيعة الصراع بين الحق والباطل ومعرفة طبيعة
دعوة الإسلام وأساليبها ومراحلها حيث وهي صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان ومرحلة
وتعليم العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة وتعميق المعرفة بشخصية نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم لزيادة المحبة له والنصرة والإتباع والاتصال.
وقد كانت البشرية
قبل مبعثه تعيش أحط مراحل تاريخها البشري في سائر شؤون حياتها. .
ضاع فيها تأثير
الديانات السماوية وانشغل أهلها بالصراعات العقدية والتصورات الفاسدة والخرافات
والجهالات والعصبيات والشهوات حتى صارت أبرز ملامح حياتهم وسواء في ذلك
الإمبراطوريات الرومانية البيزنطية والفارسية الكسروية والهندية وحتى الأمة العربية
فقد ابتليت حينها بتخلف وثني شديد ووثنية سخيفة لا مثيل لها وانحرافات أخلاقية
واجتماعية وفوضى سياسية واستبداد فكري وباختصار كان العرب يعيشون على هامش التاريخ
وإن تأخر المسلمين اليوم جاء نتيجة منطقية لما يحدث بينهم وبين كتاب ربهم وهدي
نبيهم وتاريخهم المجيد من فجوة كبيرة.
ولقد حفظ الله نبيه من شرك الجاهلية
وعبادة الأوثان وكان كما وصفه ربه تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وأنك لعلى
خلق عظيم".
وتلخصت دعوته في القيام بأمانة الدعوة والتبليغ والبيان والتربية
والتزكية والتعليم فيما يدل عليه دعوة إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى "ربنا وابعث
فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم "وهو معنى قوله
(صلى الله عليه وسلم) أنا دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى، أي انه يخرج منه نور يضيء
قصور الشام وبشرى عيسى هي الواردة في قوله: مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد|"
وكان (صلى الله عليه وسلم) هو النور الذي أضاء المشرق والمغرب وقال عن نفسه ان الله
اصطفى إسماعيل من ولد إبراهيم واصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة
واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم وفي رواية فأنا خيار من
خيار من خيار من خيار.
وفيه يقول حسان خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما
تشاء فأجمل منك لم ترَقط عيني وأفضل منك لم تلد النساء وكان الله تعالى قد هيأه
لحمل الرسالة وأعبائها من صغره فنشأ يتيم الأب ثم الأم ثم جده عبدالمطلب وفي عام
واحد وهو عام الحزن ابتلاه بوفاة عمه ابي طالب الذي كان يحوطه وينصره ثم زوجه خديجة
والتي كانت تؤنسه وتصبره رضي الله عنها وكانت أول مرضعاته ثويبة ثم أكملت رضاعه
حليمة في بادية بني سعد ومعلوم أثر البادية في سلامة الفطرة وصفاء النفوس وذكاء
العقول وصحة الأبدان وفصاحة اللسان، كما كانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية وهي أم
أسامة بن زيد وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) يشب سريعا وبركة لهم في باديتهم
وحياتهم.
وفي حادثة شق الصدر المعروفة حيث جاءه جبريل وهو غلام يلعب مع الغلمان
فصرعه ثم شق عن صدره واستخرج منه مثل العلقة وقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسلها في
طست من ذهب بماء زمزم ثم لمه وأعاده إلى مكانه. .
فيها دليل على عظيم حفظ الله له
ورعايته من صغره حتى لا يكون للشيطان عليه سبيل وكما يقال هي عملية تطهير معنوي
بطابع حسي واعداد له من صغره للعصمة والوحي بأسباب مادية.
كما اشتغل برعي الغنم
تمهيداً لرعي الأمة واشتغل بالتجارة والسفر لخديجة ولأهل مكة وفي الرعي والتجارة
تربية على أخلاقيات حسية ومعنوية مباركة كالصبر والشجاعة والرحمة والرفق والتواضع
وفهم الناس واستيعابهم. . الخ وفي الصحيحين" السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر
والخيلاء في أهل الإبل"، كما أن التجارة من أبرك الرزق كما يقول الشافعي وفيها
التعود على كسب الرزق الحلال من عرق الجبين.
وشارك (صلى الله عليه وسلم) في حلف
الفضول وقال عنه "لقد شهدت في دار بن جدعان حلفاً لو دعيت إلى مثله في الإسلام
لأجبت ما أحب أن لي به حمر النعم" رواه البخاري وهو حلف وتعاقد مع زعماء الشرك على
نصرة المظلوم ولو كان مشركاً وكان سبب هذا الحلف وأول المستفيدين منه رجلاً من زبيد
منعه العاص بن وائل أجرته حتى ردها له الحلف.
كما شارك (صلى الله عليه وسلم) في
شرف بناء الكعبة وهو في عمره 35 سنة بعد اختلاف كبراء قريش، ثم اتفقوا على أول داخل
من باب المسجد فدخل محمد وقالوا: هذا الأمين فأمرهم أن يضعوا الحجر الأسود على ثوب
وأن تأخذ كل قبيلة بطرف منه ووضعوه في مكانه وهو دليل على كمال حكمته وحنكته وحسن
سياسته صلى الله عليه وسلم.
وفي عمرال(40) سنة نزلت عليه الخمس الآيات الأولى
من سورة العلق وفيها بيان فضل العلم والقراءة والقلم كما كانت سورة المدثر أول سورة
كاملة أنزلت وفيها الأمر بالدعوة إلى الله وتعظيمه وطهارة الظاهر والباطن ونبذ
عبادة الأصنام والتحلي بالصبر ومكارم الأخلاق- تأمل الآيات- ولم يلحق بالرفيق
الأعلى حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده
حتى أتاه اليقين فجزاه الله عن أمته خير الجزاء وجعلنا على منهاجه سائرين وصلى الله
وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
الفيل وفي يوم الاثنين منه ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السير
والتاريخ.
وقال الأكثرون بأنه في اليوم الثاني عشر منه وقيل في اليوم التاسع:
ولد الهدى فالكائنات ضياء. . وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله. . للدين والدنيا
به بشراء يوم يتيه على الزمان صباحه. . ومساؤه بمحمد وضاء وهي ذكرى ومناسبة كريمة
ولاشك مليئة بالدروس الفكرية والتربوية التي يجب اقتناصها من خلال وقائع وأحداث
المولد النبوي والبعثة النبوية وهذه هي صورة الاحتفال الشرعي
الصحيح.
يمكننا من خلال دراسة هذه الذكرى فهم القرآن الكريم والسنة
النبوية لأنها تطبيق عملي لهما وفهم طبيعة الصراع بين الحق والباطل ومعرفة طبيعة
دعوة الإسلام وأساليبها ومراحلها حيث وهي صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان ومرحلة
وتعليم العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة وتعميق المعرفة بشخصية نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم لزيادة المحبة له والنصرة والإتباع والاتصال.
وقد كانت البشرية
قبل مبعثه تعيش أحط مراحل تاريخها البشري في سائر شؤون حياتها. .
ضاع فيها تأثير
الديانات السماوية وانشغل أهلها بالصراعات العقدية والتصورات الفاسدة والخرافات
والجهالات والعصبيات والشهوات حتى صارت أبرز ملامح حياتهم وسواء في ذلك
الإمبراطوريات الرومانية البيزنطية والفارسية الكسروية والهندية وحتى الأمة العربية
فقد ابتليت حينها بتخلف وثني شديد ووثنية سخيفة لا مثيل لها وانحرافات أخلاقية
واجتماعية وفوضى سياسية واستبداد فكري وباختصار كان العرب يعيشون على هامش التاريخ
وإن تأخر المسلمين اليوم جاء نتيجة منطقية لما يحدث بينهم وبين كتاب ربهم وهدي
نبيهم وتاريخهم المجيد من فجوة كبيرة.
ولقد حفظ الله نبيه من شرك الجاهلية
وعبادة الأوثان وكان كما وصفه ربه تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وأنك لعلى
خلق عظيم".
وتلخصت دعوته في القيام بأمانة الدعوة والتبليغ والبيان والتربية
والتزكية والتعليم فيما يدل عليه دعوة إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى "ربنا وابعث
فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم "وهو معنى قوله
(صلى الله عليه وسلم) أنا دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى، أي انه يخرج منه نور يضيء
قصور الشام وبشرى عيسى هي الواردة في قوله: مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد|"
وكان (صلى الله عليه وسلم) هو النور الذي أضاء المشرق والمغرب وقال عن نفسه ان الله
اصطفى إسماعيل من ولد إبراهيم واصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة
واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم وفي رواية فأنا خيار من
خيار من خيار من خيار.
وفيه يقول حسان خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما
تشاء فأجمل منك لم ترَقط عيني وأفضل منك لم تلد النساء وكان الله تعالى قد هيأه
لحمل الرسالة وأعبائها من صغره فنشأ يتيم الأب ثم الأم ثم جده عبدالمطلب وفي عام
واحد وهو عام الحزن ابتلاه بوفاة عمه ابي طالب الذي كان يحوطه وينصره ثم زوجه خديجة
والتي كانت تؤنسه وتصبره رضي الله عنها وكانت أول مرضعاته ثويبة ثم أكملت رضاعه
حليمة في بادية بني سعد ومعلوم أثر البادية في سلامة الفطرة وصفاء النفوس وذكاء
العقول وصحة الأبدان وفصاحة اللسان، كما كانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية وهي أم
أسامة بن زيد وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) يشب سريعا وبركة لهم في باديتهم
وحياتهم.
وفي حادثة شق الصدر المعروفة حيث جاءه جبريل وهو غلام يلعب مع الغلمان
فصرعه ثم شق عن صدره واستخرج منه مثل العلقة وقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسلها في
طست من ذهب بماء زمزم ثم لمه وأعاده إلى مكانه. .
فيها دليل على عظيم حفظ الله له
ورعايته من صغره حتى لا يكون للشيطان عليه سبيل وكما يقال هي عملية تطهير معنوي
بطابع حسي واعداد له من صغره للعصمة والوحي بأسباب مادية.
كما اشتغل برعي الغنم
تمهيداً لرعي الأمة واشتغل بالتجارة والسفر لخديجة ولأهل مكة وفي الرعي والتجارة
تربية على أخلاقيات حسية ومعنوية مباركة كالصبر والشجاعة والرحمة والرفق والتواضع
وفهم الناس واستيعابهم. . الخ وفي الصحيحين" السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر
والخيلاء في أهل الإبل"، كما أن التجارة من أبرك الرزق كما يقول الشافعي وفيها
التعود على كسب الرزق الحلال من عرق الجبين.
وشارك (صلى الله عليه وسلم) في حلف
الفضول وقال عنه "لقد شهدت في دار بن جدعان حلفاً لو دعيت إلى مثله في الإسلام
لأجبت ما أحب أن لي به حمر النعم" رواه البخاري وهو حلف وتعاقد مع زعماء الشرك على
نصرة المظلوم ولو كان مشركاً وكان سبب هذا الحلف وأول المستفيدين منه رجلاً من زبيد
منعه العاص بن وائل أجرته حتى ردها له الحلف.
كما شارك (صلى الله عليه وسلم) في
شرف بناء الكعبة وهو في عمره 35 سنة بعد اختلاف كبراء قريش، ثم اتفقوا على أول داخل
من باب المسجد فدخل محمد وقالوا: هذا الأمين فأمرهم أن يضعوا الحجر الأسود على ثوب
وأن تأخذ كل قبيلة بطرف منه ووضعوه في مكانه وهو دليل على كمال حكمته وحنكته وحسن
سياسته صلى الله عليه وسلم.
وفي عمرال(40) سنة نزلت عليه الخمس الآيات الأولى
من سورة العلق وفيها بيان فضل العلم والقراءة والقلم كما كانت سورة المدثر أول سورة
كاملة أنزلت وفيها الأمر بالدعوة إلى الله وتعظيمه وطهارة الظاهر والباطن ونبذ
عبادة الأصنام والتحلي بالصبر ومكارم الأخلاق- تأمل الآيات- ولم يلحق بالرفيق
الأعلى حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده
حتى أتاه اليقين فجزاه الله عن أمته خير الجزاء وجعلنا على منهاجه سائرين وصلى الله
وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.