فاروق
الجفري
الجفري
يحار الإنسان أحياناً حينما
ينظر إلى الأعمال الفنية ويسأل نفسه فيما إذا كان من الممكن أن يحار الإنسان أحياناً حينما ينظر إلى
الأعمال الفنية ويسأل نفسه فيما إذا كان من الممكن أن يخضع تذوقه الفني لمقاييس
موضوعية.ولاشك أن هناك جهودا يبذلها الخبراء وأساتذة الفن لإيجاد هذه
المعايير الموضوعية لكن في الحقيقة أن مثل هذه المحاولة لا تتفق أصلا مع طبيعة الفن
ومهما جاء الخبراء وأساتذة الفن بنتائج في هذا الصدد فإنها ستصطدم حتما بالطبيعة
الذاتية للتذوق التي لابد حسب الفروق الفردية أن تختلف من فرد لآخر في الدرجة وفي
النوع على حد سواء حتى أن الفنانين الحديثين وقد غمرتهم نشوة الابتكار نجدهم يحطمون
بابتكاراتهم الجديدة كل تعميم قد وصل إليه فن ابتكاراتهم السابقة وما قد ينظر إليه
كأساس بالنسبة لحركة فنية معينة نجده أساساً مستبعدا بالنسبة لغيرها من الحركات
الفنية وهذا ما يزيد المسألة تعقيداً وخاصة كلما استبعدت من اللوحات الفنية التي
يتكئ عليها المشاهد حين يتذوقها كالحركة الفنية التجريدية مثلا فإننا لا نستطيع أن
ندرك من طياتها الموضوعات المعبر عنها. وفي الحالات التي قد يعبر الفنان فيها عن
موضوعات يتخذها كنقطة انطلاق فإن مجال تفسير تلك الموضوعات تختلف من فرد إلى آخر
والإيحاءات التي توصي بها اللوحة أو القطعة الفنية ستظل فردية تعتمد على الخبرة
الذاتية للمشاهد أكثر مما تعتمد على الجانب الموضوعي المتضمن في العمل الفني وفي
لوحة لأحد الفنانين كان يبدو أن الرسم عبارة عن طائر لكن هذا الرسم نفسه يتحول إلى
شكل سمكة لو غيرنا نقطة الارتكاز وقد يوحي بجسم غريب لو أننا نظرنا إليه نظرة مبهمة
دون تركيز فلا يعرف أحد أي نوع من الثبات حين نتطلع إلى عمل فني واحد فهذا العمل
يتغير بل هو دائم التغير ويتضح من هذا أن أية محاول لتقنين الرؤية ليست من صالح
الرؤية الفنية نفسها.
ينظر إلى الأعمال الفنية ويسأل نفسه فيما إذا كان من الممكن أن يحار الإنسان أحياناً حينما ينظر إلى
الأعمال الفنية ويسأل نفسه فيما إذا كان من الممكن أن يخضع تذوقه الفني لمقاييس
موضوعية.ولاشك أن هناك جهودا يبذلها الخبراء وأساتذة الفن لإيجاد هذه
المعايير الموضوعية لكن في الحقيقة أن مثل هذه المحاولة لا تتفق أصلا مع طبيعة الفن
ومهما جاء الخبراء وأساتذة الفن بنتائج في هذا الصدد فإنها ستصطدم حتما بالطبيعة
الذاتية للتذوق التي لابد حسب الفروق الفردية أن تختلف من فرد لآخر في الدرجة وفي
النوع على حد سواء حتى أن الفنانين الحديثين وقد غمرتهم نشوة الابتكار نجدهم يحطمون
بابتكاراتهم الجديدة كل تعميم قد وصل إليه فن ابتكاراتهم السابقة وما قد ينظر إليه
كأساس بالنسبة لحركة فنية معينة نجده أساساً مستبعدا بالنسبة لغيرها من الحركات
الفنية وهذا ما يزيد المسألة تعقيداً وخاصة كلما استبعدت من اللوحات الفنية التي
يتكئ عليها المشاهد حين يتذوقها كالحركة الفنية التجريدية مثلا فإننا لا نستطيع أن
ندرك من طياتها الموضوعات المعبر عنها. وفي الحالات التي قد يعبر الفنان فيها عن
موضوعات يتخذها كنقطة انطلاق فإن مجال تفسير تلك الموضوعات تختلف من فرد إلى آخر
والإيحاءات التي توصي بها اللوحة أو القطعة الفنية ستظل فردية تعتمد على الخبرة
الذاتية للمشاهد أكثر مما تعتمد على الجانب الموضوعي المتضمن في العمل الفني وفي
لوحة لأحد الفنانين كان يبدو أن الرسم عبارة عن طائر لكن هذا الرسم نفسه يتحول إلى
شكل سمكة لو غيرنا نقطة الارتكاز وقد يوحي بجسم غريب لو أننا نظرنا إليه نظرة مبهمة
دون تركيز فلا يعرف أحد أي نوع من الثبات حين نتطلع إلى عمل فني واحد فهذا العمل
يتغير بل هو دائم التغير ويتضح من هذا أن أية محاول لتقنين الرؤية ليست من صالح
الرؤية الفنية نفسها.