فاروق
الجفري
الجفري
الجميع يعرف أن التلفزيون
وسيلة خطيرة جداً من وسائل الاتصال والتوصيل لتشكيل عقل ووجدان الجميع يعرف أن التلفزيون وسيلة خطيرة
جداً من وسائل الاتصال والتوصيل لتشكيل عقل ووجدان الشعب والفرد العادي وفي عصرنا
يصل التلفزيون إلى ملايين الأشخاص الذين يمثلون كتلة بشرية ضخمة في لحظة واحدة، لكن
الذي يحدث في بعض الدول العربية هو أن هذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة قد
استخدمت للإلهاء وذلك ببث البرامج الثقافية الهابطة أو برامج التسلية والترفيه،
وعلى سبيل المقارنة يمكن أن يرى مشاهد التلفزيون الانجليزي في انجلترا مثلاً
مسرحيات شكسبير تذاع كل يوم أحد كما أن البرامج الثقافية الجادة في أوروبا وأيضاً
أمريكا تقدم بشكل جذاب بحيث أن أكثر الأفكار تعقيداً تقدم للمشاهد باستمرار سواء
كانت شعراً أم فلسفة أو حتى المناقشات العامة في قضايا عميقة تهم المجتمع. أما في
الوطن العربي فقد استخدم التلفزيون أداة للإغماء العقلي حتى لا يفكر الفرد إلا في
التسلية والطرافة، والمسلسلات التلفزيونية تبعد الناس عن التفكير في القضايا
الجذرية والحقيقية التي تواجه المجتمع، من ناحية أخرى فقد تعرضنا بواسطة التلفزيون
إلى غزو المسلسلات التي تمثل النمط الأوروبي أو الأمريكي في الفكر والتي نستوردها
من الخارج وهذا النمط من المسلسلات التلفزيونية يعطي للإنسان العربي صورة حلم براق
يبعد الناس عن التفكير في واقعهم الحقيقي، وبسبب سيادة الثقافة التجارية في
التلفزيون فقد بدأت ثقافة المجتمع تنقسم إلى ثقافة خاصة بالنخبة وثقافة العامة
وبمعنى أصح فقد انفصل عقل المجتمع العربي عن جسده فأصبحت هناك ثقافة تمثل عقل
المجتمع وهي ثقافة للخاصة متمثلة في الكتاب الجيد أو الموسيقى والأوبرا والمسرح
الجيد، أما ثقافة العامة تتمثل في الثقافة التجارية السائدة في المسرح الهابط
والأغنية الهابطة أيضاً. ولم تعد الثقافة الحقيقية الجيدة ثقافة كل الشعب وإنما
أصبحت ثقافة الخاصة أو النخبة من الناس، هذا الوضع دفع بالمثقف العربي إلى أن يكون
على هامش المجتمع وليس في مركز القيادة منه كما كان الأمر في عصر التنوير العربي
ذلك العصر الذي لم يكن السياسي وحده يقود المجتمع وإنما كان القادة الحقيقيون
للمجتمع هم قادة الفكر والأدب والفن والثقافة.
وسيلة خطيرة جداً من وسائل الاتصال والتوصيل لتشكيل عقل ووجدان الجميع يعرف أن التلفزيون وسيلة خطيرة
جداً من وسائل الاتصال والتوصيل لتشكيل عقل ووجدان الشعب والفرد العادي وفي عصرنا
يصل التلفزيون إلى ملايين الأشخاص الذين يمثلون كتلة بشرية ضخمة في لحظة واحدة، لكن
الذي يحدث في بعض الدول العربية هو أن هذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة قد
استخدمت للإلهاء وذلك ببث البرامج الثقافية الهابطة أو برامج التسلية والترفيه،
وعلى سبيل المقارنة يمكن أن يرى مشاهد التلفزيون الانجليزي في انجلترا مثلاً
مسرحيات شكسبير تذاع كل يوم أحد كما أن البرامج الثقافية الجادة في أوروبا وأيضاً
أمريكا تقدم بشكل جذاب بحيث أن أكثر الأفكار تعقيداً تقدم للمشاهد باستمرار سواء
كانت شعراً أم فلسفة أو حتى المناقشات العامة في قضايا عميقة تهم المجتمع. أما في
الوطن العربي فقد استخدم التلفزيون أداة للإغماء العقلي حتى لا يفكر الفرد إلا في
التسلية والطرافة، والمسلسلات التلفزيونية تبعد الناس عن التفكير في القضايا
الجذرية والحقيقية التي تواجه المجتمع، من ناحية أخرى فقد تعرضنا بواسطة التلفزيون
إلى غزو المسلسلات التي تمثل النمط الأوروبي أو الأمريكي في الفكر والتي نستوردها
من الخارج وهذا النمط من المسلسلات التلفزيونية يعطي للإنسان العربي صورة حلم براق
يبعد الناس عن التفكير في واقعهم الحقيقي، وبسبب سيادة الثقافة التجارية في
التلفزيون فقد بدأت ثقافة المجتمع تنقسم إلى ثقافة خاصة بالنخبة وثقافة العامة
وبمعنى أصح فقد انفصل عقل المجتمع العربي عن جسده فأصبحت هناك ثقافة تمثل عقل
المجتمع وهي ثقافة للخاصة متمثلة في الكتاب الجيد أو الموسيقى والأوبرا والمسرح
الجيد، أما ثقافة العامة تتمثل في الثقافة التجارية السائدة في المسرح الهابط
والأغنية الهابطة أيضاً. ولم تعد الثقافة الحقيقية الجيدة ثقافة كل الشعب وإنما
أصبحت ثقافة الخاصة أو النخبة من الناس، هذا الوضع دفع بالمثقف العربي إلى أن يكون
على هامش المجتمع وليس في مركز القيادة منه كما كان الأمر في عصر التنوير العربي
ذلك العصر الذي لم يكن السياسي وحده يقود المجتمع وإنما كان القادة الحقيقيون
للمجتمع هم قادة الفكر والأدب والفن والثقافة.