فاروق
الجفري
الجفري
أليس تخريج الشباب المثقف من
أهم مشكلات العصر؟ وهي مشكلة عسيرة لأن أهداف التعليم أليس تخريج الشباب المثقف من أهم مشكلات العصر؟ وهي
مشكلة عسيرة لأن أهداف التعليم كثيرا ما تحطم المناخ الذي يعين على تكوينه وتنميته
وليس من الغريب أن تخرج الجامعات أنصاف متعلمين أو أميين والأمية هنا لا تعني عدم
الإلمام بالقراءة والكتابة فحسب، فقد يكتب بعض الشباب وقد يقرأ ومع ذلك يظل
أمياً فالقراءة لم توصله بعد إلى المستوى الذي يعي فيه ما يكتب، وما يقرأ، وتحرمه
من أن يعكسه على سلوكه في مواجهة الحياة ولنتأمل أمثلة مما نشاهده يوميا لندرك
مانعتيه بالعجز الثقافي فكثيرا ما يكتب طالب الجامعة مقالا ولما نقراءه نجد انه ملئ
بالأخطاء اللغوية والنحوية والهجائية مع أن الطالب وصل إلى المستوى الجامعي.
والغرابة في ذلك أن اللغة وهي إحدى أدوات الثقافة لا يصل فيها طالب الجامعة هذا إلى
الحد الأدنى الذي يمكنه من حسن استخدامها في أي تخصص وان صح هذا على اللغة، فما
بالنا بأدوات الثقافة الأخرى، من فن تشكيلي بفروعه المختلفة، ومن موسيقى ومسرح،
وسينما وغناء، وشعر وقصة، ورواية وما بالنا بإتقان لغة أجنبية والسيطرة عليها
واستخدامها كمنبع لتوسيع رقعة الثقافة فإذا كانوا طلاب الجامعات يجهلون لغتهم
الأصلية فجهلهم أكثر باللغات الأجنبية وفي هذا تقويض للثقافة من أساسها. وهناك فارق
بين الثقافة والتخصص وبين المثقف وحامل الشهادة فالثقافة تمثل نظرة شاملة جامعة
متكاملة، وليدة مختلفة الأنشطة حينما تذوب بعضها في بعض وتكون خلاصة تنعكس في
السلوك فترفعه إلى مستوى الرقي أي إلى المستوى الحضاري، فالثقافة هنا تمثل النظرة
المستعرضة المتغلغلة في كل شيء أما التخصص فيمثل النظرة الرئيسية المتقدمة في اتجاه
واحد ولكي يؤدي التخصص الراسي إلى ثقافة يتحتم أن تكون لدى الفرد القدرة على
التعميم من منطق التخصص الراسي إلى المجالات الأخرى المشابهة في العلم والحياة وفي
السلوك بوجه عام. ولكن إذا كان التخصص من النوع الضيق فقد يحد من تكوين الفرد ويغلق
عليه المنافذ والفن في ذاته وعلى اختلاف صورة مرآة للثقافة بل أحد دعامتها ووسائل
نشرها فهو دليل على ما وصلت إليه أمة من تحضر.
أهم مشكلات العصر؟ وهي مشكلة عسيرة لأن أهداف التعليم أليس تخريج الشباب المثقف من أهم مشكلات العصر؟ وهي
مشكلة عسيرة لأن أهداف التعليم كثيرا ما تحطم المناخ الذي يعين على تكوينه وتنميته
وليس من الغريب أن تخرج الجامعات أنصاف متعلمين أو أميين والأمية هنا لا تعني عدم
الإلمام بالقراءة والكتابة فحسب، فقد يكتب بعض الشباب وقد يقرأ ومع ذلك يظل
أمياً فالقراءة لم توصله بعد إلى المستوى الذي يعي فيه ما يكتب، وما يقرأ، وتحرمه
من أن يعكسه على سلوكه في مواجهة الحياة ولنتأمل أمثلة مما نشاهده يوميا لندرك
مانعتيه بالعجز الثقافي فكثيرا ما يكتب طالب الجامعة مقالا ولما نقراءه نجد انه ملئ
بالأخطاء اللغوية والنحوية والهجائية مع أن الطالب وصل إلى المستوى الجامعي.
والغرابة في ذلك أن اللغة وهي إحدى أدوات الثقافة لا يصل فيها طالب الجامعة هذا إلى
الحد الأدنى الذي يمكنه من حسن استخدامها في أي تخصص وان صح هذا على اللغة، فما
بالنا بأدوات الثقافة الأخرى، من فن تشكيلي بفروعه المختلفة، ومن موسيقى ومسرح،
وسينما وغناء، وشعر وقصة، ورواية وما بالنا بإتقان لغة أجنبية والسيطرة عليها
واستخدامها كمنبع لتوسيع رقعة الثقافة فإذا كانوا طلاب الجامعات يجهلون لغتهم
الأصلية فجهلهم أكثر باللغات الأجنبية وفي هذا تقويض للثقافة من أساسها. وهناك فارق
بين الثقافة والتخصص وبين المثقف وحامل الشهادة فالثقافة تمثل نظرة شاملة جامعة
متكاملة، وليدة مختلفة الأنشطة حينما تذوب بعضها في بعض وتكون خلاصة تنعكس في
السلوك فترفعه إلى مستوى الرقي أي إلى المستوى الحضاري، فالثقافة هنا تمثل النظرة
المستعرضة المتغلغلة في كل شيء أما التخصص فيمثل النظرة الرئيسية المتقدمة في اتجاه
واحد ولكي يؤدي التخصص الراسي إلى ثقافة يتحتم أن تكون لدى الفرد القدرة على
التعميم من منطق التخصص الراسي إلى المجالات الأخرى المشابهة في العلم والحياة وفي
السلوك بوجه عام. ولكن إذا كان التخصص من النوع الضيق فقد يحد من تكوين الفرد ويغلق
عليه المنافذ والفن في ذاته وعلى اختلاف صورة مرآة للثقافة بل أحد دعامتها ووسائل
نشرها فهو دليل على ما وصلت إليه أمة من تحضر.