عبدالغني الزعيتري
المطر لكوننا في اليمن هذه الأيام نمر بالموسم السنوي لسقوط عزيزي القارئ اكتب اليوم عن
نعمة المطر لكوننا في اليمن هذه الأيام نمر بالموسم السنوي لسقوط الأمطار وعليه
أبدأ الكتابة بالقول : بان المطر يقصد به الماء النقي الذي يهبط من السماء والي أي
بقعه من سطح الأرض أو سطح المحيطات والبحار وهذا المطر قبل نزوله من السماء فانه
يمر بدورة تكوين وهي تبدء بسقوط أشعة الشمس الحارة علي سطح المحيطات والبحار
والتي تعتبر هي المصدر الأساسي لبخار الماء والرطوبة في الجو ومن ثم الأمطار إذ
تؤدي أشعة الشمس إلي تبخر كميات من مياه المحيطات والبحار بان تتحول المياه إلي
بخار ماء ومن ثم يصعد بخار الماء إلي الجو والذي يكون فيما بعد السحاب الطبقي المزن
ويسمي ( السحاب الركامي)، ومن ثم تحدث عملية التكثيف من خلال تعرض بخار الماء في
الجو العالي إلي بروده مرتفعة فيتحول بخار الماء إلي ماء وبرد ليتساقط من السماء
ومن ثم إلي الأرض بهيئة أمطار أو برد إذ تقوم الرياح بعملية حمل السحاب الركامية
وتوزيعها علي بقاع مختلفة من الجو لتتساقط الأمطار علي أنحاء مختلفة من سطح الأرض
والي أين ما يشاء الله سبحانه وتعالي.
فالأمطار ودورة تكونه وتوزيعه (معجزة من
معجزات الله تعالي سبحانه )، كما أن الأمطار تعد نعمة ينعم بها الله سبحانه علي
جميع خلقة من الأحياء (الإنسان والحيوان والحشرات وما كبر منها وصغر) بان تتوفر لكل
كائن حي مياه نقيه حيث تمثل الأمطار احد مصادر الماء النقي الذي يعتبر أهم عنصر
أساسي لاستمرارية حياة كل الكائنات الحية علي وجه الأرض، فقد قال الله تعالي
(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً
مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) ( سورة الزخرف 11) ويتجلي بوضوح أهمية الماء النقي
للإنسان إذ ما رجعنا إلي الطب التشريحي الذي توصل إلي أن الماء يتواجد بنسبة ( 70%)
من تكوين جسم الإنسان.
كما انه يمثل احد مركبات ومكونات الخلايا التي هي المكون
الأساسي لجسم الإنسان وأعضائه الحيوانية والتي دون الماء فإنها لا يمكن أن تعيش، إذ
أن الماء يمثل عنصر هام وأساسي للخلية الحيوانية لإتمام نشاطها. .
أما إذا ما
تفكرنا في أهمية الماء بالنسبة للمحيط الخارجي حول الإنسان فإننا سنجده هام وضرورة
لكل الكائنات الحية من حيوانات وأشجار هذه الكائنات الحية التي كلا منها يعيش علي
بعضه في عملية (دائرية) فالإنسان يعيش علي الحيوان وثمار الشجر والنبات
. .
والحيوان يعيش علي النبات وأوراق الشجر. .
والشجر يعيش علي التربة ومكونات
عناصرها والتي يعتبر تحلل جسم الحيوان والإنسان عندما يموت ويتحلل احد مصادر تغذية
التربة بعناصرها وتخصيبها). .
أما إذا تحدثنا عن أهمية الماء لن ننهي المقال
فالجوانب التي تعتمد علي الماء لقيامها واستمرارها كثيرة ولكن بلمحة بسيطة علي سبيل
المثال وليس الحصر أعطي إشارة لأهمية الماء في العملية الصناعية، إذ أن إتمام
عمليات صناعية يعتبر الماء هام جدا لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فمثلا من الصور
غير المباشرة صناعة الكهرباء يتم من خلال تبخير الماء وتحويله إلي بخار ماء وضخه
بقوة ضغط نحو تربينات لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال عمل ضغط بخار الماء علي
إدارة التربينات التي بحركتها مع الطاقة الكهرومغناطيسية تنتج طاقة كهربائية، وهذه
الطاقة الكهربائية ذات أهمية لإتمام عمليات صناعية أخرى وعديدة لإنتاج سلع وخدمات
لازمة لمعيشة ورفاهية الإنسان. . .
الخ.
ومن هنا فانه يأتي أهمية وضرورة
الفهم أن الماء يمثل مقوم أساسي للحياة علي وجه الأرض و معني قوله تعالي ( وجعلنا
من الماء كل شئ حيّ ) ( سورة الزخرف ) وقوله تعالي في محكم كتابة القران الكريم : (
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا
مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ
مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ
بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) (سورة
الفرقان 48 50 ) أي أن الله سبحانه وتعالي هو الذي يرسل الغيث الذي هو منزل على
عباده (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) يعني وأنزل الله سبحانه من السحاب الذي أنشأه
بالرياح من فوقكم أيها الناس ماء طهورا.
(لنحيي به بلدة ميتا} يعني أرضا قحطه لا
تنبت.
وقال (بلدة ميتا ) ولم يقل (ميتة) لأنه أريد بذلك لنحيي به موضعاً ومكاناً
ميتاً (ونسقيه ) من خلقنا (أنعاما ) من البهائم (وأناسي كثيرا) يعني الأناسي : جمع
إنسان وجمع أناسي فجعل الياء عوضاً من النون التي في إنسان وقد يجمع إنسان : أناسين
كما يجمع النشئ: إلى إنشآت.
وهذا ما ذكره تعالى : ولقد قسمنا هذا الماء الذي
أنزلناه من السماء طهورا لنحيي به الميت من الأرض بين عبادي ليتذكروا نعمي عليهم
ويشكروا أيادي عندهم وإحساني إليهم {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} يقول : إلا جحودا
لنعمي عليهم وأيادي عليهم.