بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
المذهب الزيدي من أعظم المذاهب
الإسلامية على الإطلاق فقد فتح باب الاجتهاد على مصراعيه في الوقت الذي أغلقت بقية
المذاهب ذلك الباب والمذهب الزيدي نبغ فيه المئات من العلماء المجددين أمثال الإمام
الهادي والإمام يحي بن حمزة والإمام المهدي والمقبلي وابن الوزير وابن الأمير
والشوكاني وغيرهم لكن بقيت قضية الجارودية حجر عثرة وسبب من الأسباب التي استغلها
الكثير للهجوم على المذهب الزيدي
وتشويه صورته النقية !! وكنت قد عزمت على كتابة بحث موسع عن الجارودية وعلاقتها
بالزيدية بعد أن قرأت كتاب الإمام العلامة يحي بن حمزة - رحمه الله تعالى -
"الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب أصحاب خير المرسلين" والذي هاجم فيه "الجارودية"
ونفى أن يكون أحد من علماء أهل البيت متبعاً لأبي الجارود وأثناء البحث اطلعت على
بحث أخر للعلامة المحقق السيد زيد بن علي الوزير في "المسار" المجلد العاشر - العدد
الثاني صيف 2009 أطرحه هنا لنستفيد منه قبل أن أنشر بحثي الشخصي وسأستقبل أي
تعليقات أو إضافات من القراء على البريد الإلكتروني (writerw1@hotmail. com) حتى لو
كانت مخالفة فالهدف وجه الله تعالى فإلى البحث والذي سأنقله بحذافيره وأضيف إليه
بعض العناوين فقط : الإلهام الإلهي ( قال الجارودية إن النبي صلى الله عليه وسلم نص
على "علي" بعده بالوصف لا بالشخص، وأنه لا يجوز إمامة غيره ؛ إذ كان الوصف واضحاً
لا ينطبق على سواه ، وبذلك ضل الناس باختيارهم غيره(34) وقال بعضهم : إن الإمام بعد
"علي" : "الحسن" ثم "الحسين"، ثم هي شورى في ولديهما ، فمن خرج منهم وكان عالماً
فاضلاً ورعاً فهو إمام (35) وقال البعض الآخر : إن النبي نص على "الحسن" بعد "علي"
وعلى "الحسين" بعد "الحسن" ليقوم واحد بعد واحد (36) وهم يطعنون في "أبا بكر" و
"عمر" رضي الله عنهما (37) ويفسقونها ، وقال بعضهم : بتكفيرهما (37) ويكفرون أكثر
الصحابة (38) وتطرفوا في آرائهم وخرجوا على الإمام "زيد" وإن قالوا بإمامته (39)
وقد خالف "أبو الجارود" إمامة "زيد ابن علي" في كثير مخالفة تجعله بعيدا عن مذهب
"الزيدية".
ونسبت "الجارودية" العلوم الخاصة إلى الأئمة من "أهل البيت" فطرة
وضرورة قبل التعليم ، وأن التعليم ينبت في صدورهم كما تنبت الزرع المطر(40) وأن
الحلال حلال "محمد" وآله ، والحرام حرامهم ، والأحكام أحكامهم ، وان صغيرهم وكبيرهم
في العلم سواء(41).
ويرفض "الجاحظ" هذا الرأي عند "الجارودية" فيقول : (إنهم
جنوا على ولد "رسول الله" صلى الله عليه وسلم ومنعوهم من طلب العلوم ووهموهم أن
الله يلهمهم إياها إلهاماً) (42).
اختلاف الجارودية وتقول "الجارودية" برجعة
الإمام المنتظر ، واختلفت في ذلك على ثلاث فرق، ففرقة زعمت أن "محمداً" النفس
الزكية لم يمت (استشهد 145 ) وأنه سيظهر فيملأ الأرض عدلاً (43) وفرقة أخرى زعمت أن
"محمد بن القاسم" (ت219 ) حي لم يمت وسيخرج ويغلب(44) وفرقة قالت ذلك في "يحي بن
عمر" ( استشهد عام 250) وساقت الإمامة إليه (45) ) (46).
من خلال ما تقدم يظهر
لنا أن "الجارودية "فرق ، منها المغالية ومنها الأكثر مغالاة ( وهم يطعنون في "أبي
بكر" و "عمر" رضي الله عنهما (47) ويفسقونهما ، وقال بعضهم : بتكفيرهما (48)
ويكفرون أكثر الصحابة ) (49).
وإذا قارنا التفسيق - وهو الحد الأدنى - وتركنا
التكفير وهو الحد الأعلى فلم يقل أحد من "الزيدية" بتفسيق الخلفاء ، ولا الهادوية
ولا حتى الحمزية قالتا به.
وأقصى ما قال المتشدد منهم بخطأ حصل منهم بتقدمهم على
الإمام ، ولكنه زلل سياسي لا يفضي إلى تفسيق ولا تكفير ، ويتشدد البعض في التوقف في
الترضية عنهم ، وهذا أقصى ما وصل إليه المتشدد الهادوي أو الحمزي.
وأما من يقول
بالضلال والفسق فهو "جارودي" ليس "زيدياً" ولا "زيدياً هادوياً" ولا حتى "زيدياً
حمزياً" ومن هنا نجد البعض قد اخترق الحزام الزيدي الهادوي ، فوضع "الجارودية" ضمن
هذا الجسم ، وشكل فيه خلايا مرضية ، تماهت فيه ، ولصقت به ، وظهرت حاملة
اسمه.
الإمامة بدون فصل لا بدّ هنا من مناقشة شبهة أخرى هي القول بأن الإمام
"زيد بن علي" يعتبر الإمام "علي" بعد رسول الله بدون فصل ، لكن هذا القول يخالف
الواقع التاريخي ، لأن "زيد" خسر معركته من أجل تثبيت حق السابقين عليه في الخلافة
، ويؤيد هذا الواقع التاريخي أن "البترية" - "الصالحية" - وهي الأقرب عهداً بالإمام
"زيد" ويقولون بأفضلية الإمام "علي" و "الزيدية" الحقيقة - لا يرون لعلي إمامة إلا
حين بويع.
والبترية الصالحية كما عرفها "الأشعري" : ( أصحاب "الحسن بن صالح بن
حي" وأصحاب "كثير النواء" وإنما سموا "بترية" أن "كثيراً" كان يلقب ب "الأبتر" :
يزعمون أن "علياً" أفضل الناس بعد "رسول الله" صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة
، وأن بيعة "أبي بكر" و "عمر" ليست بخطأ لأن "عليا" ترك ذلك لهما ، ويقفون في
"عثمان" وفي قتلته و ولا يقدمون عليه بإكفار ، وينكرون رجعة الأموات إلى الدنيا ،
ولا يرون ل "علي إمامة" إلا حين بويع ، وقد حكى أن "الحسن بن صالح بن حي " كان
يتبرأ من "عثمان" رضوان الله عليه بعد الأحداث التي نقمت عليه) (50).
ويذهب
الإمام "يحي بن حمزة" إلى التفريق بينهما فهناك "الصالحية" وهناك "البترية" وقد
عرّف الصالحية بأنها : ( يخالفون الجارودية فيما ذكرنا ( أي عدم التخطئة )
ويخالفونهم في أن طريق الإمامة العقد والاختيار ) (51).
ويقول أن "البترية" سميت
بترية لأنهم قالوا بأن النص ليس جلياً في أمير المؤمنين ( وهؤلاء يوافقون
"الجارودية" في أكثر اعتقادهم) (52).
وسواء أكانت "البترية" صالحية أم مستقلة
الحقيقة ( هكذا في الأصل ! ) فهم لا يوافقون الجارودية في أكثر اعتقادهم حتى لو
وافقوهم في النص الخفي ، بينما لا يفرق الدكتور "أحمد محمود صبحي" بين "البترية و
"الصالحية" ويعدهما فرقة واحدة(53) ولسنا هنا بصدد تحقيق هذه المسألة ، وأنا أرجح
ما ذهب إليه البروفسور "صبحي" من أنهما فرقة واحدة لتلاقيها في آرائها إلى حد
التطابق.
الجارودية والإمامية وأنا أيضاً - بحسب دراستي للإمام زيد - أذهب إلى
أنه عليه السلام لم يعتبر الإمام "علياً" خليفة إلا عند أن بويع ، وإلا فمن أين جاء
"للبترية" وهم "الزيدية الأولى" والتلاميذ المباشرون للإمام "زيد" ومن الطبيعي أنهم
لن يقولوا إلا بما قال به ، ولو خالفوه لذكر الناس عنهم مخالفتهم له ، كما ذكروا
مخالفة "المعتزلة" للإمام "الحسن البصري".
ثم إن "زيداً" لم يقل بإمامة أحد بعد
الإمامين "الحسن" و "الحسين" ، ولم يعترف بأي خليفة أموي ، مما يدل على تبنيه
الخلفاء بالرغم مما ارتكبه "عثمان بن عفان" من أخطاء ، وموقف "الصالحية" من "عثمان"
هو موقف أكثر الناس في أكثر الفرق.
وبشيء من البحث المستقصي نجد أن "الجارودية"
تتشابه أكثر مع "الإمامية" في بعض ما ذهبت إليه ، وتتشابه مع "الإسماعيلية" في نواح
أخرى ، وتتشابه مع "الصباحية" أيضاً ، فلماذا - وقد أصبح التشابه إلحاقاً - لا تنسب
إلى واحدة منها ، ونسبت فقط إلى "الزيدية" مع أن التشابه بينهما هو الأقل ، وفي
قضية واحدة هي إمامة البطنين التي اقتضت بالضرورة أن تكون الإمامة في "علي" عليه
السلام. ؟ الجواب ما قلناه إن بعض أئمة الزيدية تبنى الرأي السياسي في إمامة البطنين
ففرح به ، فجذب صاحبه إلى "الزيدية" ليضفي عليه رونق المذهب ليضفيه - من خلال رونق
المذهب - على إمامة البطنين ، ولكنه في الحقيقة كدر رونق المذهب نفسه.
الجارودية
والرجعة وعن أوجه التشابه بين "الجارودية" و" الإمامية" نستيعد ما سبق أن نقلناه من
نص د.
"العمرجي" للضرورة بالرغم ما في ذلك من عيب التكرار ، يقول العمرجي : (
تعتقد الإمامية برجعة الإمام الثاني عشر إلى حياة الدنيا قبل يوم القيامة ليملأ
الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً (54)، ويشاركهم في هذا القول الجارودية (55) )
(56).
ويقول أيضاً : ( تقول الجارودية برجعة الإمام المنتظر ، واختلفت في ذلك
على ثلاث فرق ، ففرقة زعمت أن "محمداً" النفس الزكية لم يمت ( استشهد 145) وأنه
سيظهر فيملأ الأرض عدلاً (57) وفرقة أخرى زعمت أن "محمد بن القاسم" ( ت219 ) حي لم
يمت وسيخرج ويغلب(58) وفرقة قالت ذلك في "يحي بن عمر" ( استشهد عام 250 ) وساقت
الإمامة إليه )(59).
الجارودية والطعن في الصحابة ويقول كذلك : ( والإمامية تذهب
إلى القول بإمامة "علي بن أبي طالب" بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فصل ،
وتنفي خلافة كل الذين تقدموه في هذا المنصب (60) لأن النبي صلى الله عليه وسلم نص
عليه وعينه (61) وإلى هذا القول تذهب أحد فرق "الزيدية" وهي الجارودية (62) ) (63)
ويقول العمرجي : ( أنكرت الإمامية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وطعن الجارودية من
الزيدية في أبي بكر وعمر (64) وقال بعضهم بتكفيرهم ) (65) ( وهم يطعنون في أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما (66) ويفسقونهما وقال بعضهم : بتكفيرهما (67) ويكفرون أكثر
الصحابة (68) ) (69).
القرب من الإمامية والإسماعيلية ومن الأدلة على قربها من
الإمامية أن الشيخ الكليني الإمامي المعروف ( 329 ) روى عنه في "كتابه الكافي"
حديثاً عن "أبي جعفر الصادق"(70).
وعن التشابه بين "الجارودية" و "الإسماعيلية"
يقول "العمرجي" : ( ونسبت "الجارودية" العلوم الخاصة إلى الأئمة من "أهل البيت"
فطرة وضرورة قبل التعليم ، وأن التعليم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع المطر(71)
وأن الحلال حلال "محمد" وآله ، والحرام حرامهم ، والأحكام أحكامهم ، وأن صغيرهم
وكبيرهم في العلم سواء(72) وهذا يقرب من "الإسماعيلية"229.
وعن الصلة بين
"الجارودية" و "الصباحية" (أصحاب ابن القاسم المري) (73) : ( يذكر الطوسي(74) أن
مقالة هذه الفرقة كمقالة سائر الفرق في الموالاة والتعظيم ، ويقول "عبد الجبار "
عنه (75) أنهم يوافقون "أبا الجارود" ولكنهم يكفرون "أبا بكر" و "عمر" و
"الجارودية" يفسقونهما ولا يكفرونهما ( سبق قول أن بعضهم يكفرونهما ) أما صاحب
المقالات والفرق(76) فيضيف أنهم يعلنون البراءة من "أبي بكر" و "عمر" ويقرون
بالرجعة و ويبدو أن الأشعري يقصدهم بقوله (77): ( والفرقة الخامسة من الزيدية
يتبرؤون من "أبي بكر" و "عمر" ، ولا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة" ) ولم
يذكر اسم هذه الفرقة.
ولكن "المقريزي" يرى فيهم رأياً يختلف عما سبق من آراء
فيقول(78) : ( إنهم يقولون بإمامة "أبي بكر" وأنه لا نص في إمامة "علي" مع أنه
عندهم أفضل ، و"أبو بكر" مفضول ، ويعتبرهم أمثل الشيعة ) (79).
الجارودية فرقة
مستقلة وقد قال البعض بأن "الجارودية" خرجت على مذهب الإمام "زيد" وإن قالوا
بإمامته - كما قال "البغدادي" - أو أن "أبا الجارود" خالف "زيد بن علي ، في كثير
مخالفه تجعله بعيداً عن مذهب الزيدية كما قال "العمرجي" فحتى هذا القول بحاجة إلى
تعقيب بما ملخصه أن "أبا الجارود" لم يخرج من "الزيدية" لسبب بسيط أنه لم يدخل فيها
أصلاً و بل أن بعض من كان "زيدياً" أو "هادوياً" أو "حمزياً" خرج من "الزيدية" ودخل
في "الجارودية".
الختام وأخيراً أرجو أن أكون قد وضحت في هذا المقال ما وصلت
إليه من أن "الجارودية" ليست "زيدية" وليست "هادوية" لا دفاعاً عن "زيدية" ولا عن
"هادوية" ، ولا تخطئة "الجارودية"، وفي الوقت نفسه أزعم أنها ليست "إماميه" ، وليست
"إسماعيلية" وليست "صباحية" ولكنها فرقة من الفرق لا تنتمي إلى "زيد" ولا إلى غير
"زيد" وإنما تنسب إلى مؤسسها "أبي الجارود" وتشكلت كفرقة من الفرق ، لها معتقداتها
الخاصة ، ودوافعها الخاصة ، ولا تحتاج أن تنسب إلى هذا المذهب أو تلك
الفرقة.
وأنا عندما تحدثت عنها في هذا المقال ، فليس بهدف تجريحها ، أو تضميدها
، وإنما بقصد توضيحها ، فلست ممن يتناول التاريخ لدعم هذا وهدم ذلك ، وإنما كمؤرخ
يسعى جاهداً أن يعيد تركيب الأشياء في أماكنها ويضع اللبنات في مواضعها ويزيل
النتوءات من أماكنها ، لتظهر الأشكال المختلطة على حقيقتها ، من أجل أن يراها الناس
كما هي عليه ، فيتعامل معها ، وليس مع ظلالها ، لأن الظلال لا تنقل فوح الورد ، ولا
وخز الشوك.
الهامش (34) لم يسند د.
العمرجي خبره هذا إلى مرجع.
(35)
القمي : المقالات والفرق ، ص18.
النوبختي : ص55.
الأشعري : مقالات الإسلاميين
ج1 ص141.
المقدسي :البدء والتاريخ ، ج5 ص133.
( أبو الحسن علي بن الحسين بن
علي ) المسعودي ( ت346) : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محيي الدين عبد
الحميد ، بيروت : المكتبة الإسلامية ، بدون تاريخ ، ج3 ص220.
( عبد الجبار بن
أحمد ) الهمذاني ( ت415) : المغني في أبواب التوحيد والعدل ، مراجعة د.
إبراهيم
مدكور ، إشراف د.
طه حسين ، القاهرة : الدار المصرية للتأليف والترجمة 1650-
1965 ج20 ق2 ص184.
البغدادي ص31.
ابن تيمية : منهاج السنة ج1 ص265.
( محمد
بن شاكر ) ابن شاكر الكتبي ( ت764) : فوات الوفيات ، تحقيق إحسان عباس ، بيروت :
دار الثقافة ، مطابع دار صادر 1973 - 1974 ج2 ص37.
العسقلاني : تهذيب التهذيب ج3
ص386.
(36) الأشعري : مقالات ، ج1 ص141.
البغدادي : ص31.
(37) ( فخر الدين
محمد بن عمر الخطيب ) الرازي ( ت606) : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، تحقيق
علي سامي النشار ، القاهرة : طبعة دار النهضة المصرية 1356، ص52.
ابن شاكر
الكتبي : فوات الوفيات ج2 ص36.
(38) عبد الجبار الهمذاني : المغني ، ج20 ق2
ص36.
(39) البغدادي : ص308.
(40) البغدادي ص22.
الشهرستاني : الملل والنحل
ج1 ص163-164.
الحميري : الحور العين ، ص207-208.
(41) البغدادي : فرق الشيعة
ص55.
(42) المصدر نفسه ، ص55.
(43) الخياط : الانتصار ، القاهرة : مطبعة
الثقافة الدينية 1988 ص225.
(44) الأشعري : مقالات ج1 ص141.
الهمذاني :
المغني ج20 ص184.
البغدادي : ص23.
الشهرستاني : ج1 ص163.
ابن حزم : الفصل
ج4 ص137.
الإسفرياني : التبصير في الدين ، ص16.
الرسعني : مختصر كتاب الفرق
ص31-32.
(45) الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي : ص23.
الإسفرياني :
ص16.
الشهرستاني : ج1 ص163.
ابن حزم: الفصل ج4 ص137.
الرسغني :
ص32.
(46) د.
أحمد شوقي إبراهيم العمرجي : الحياة السياسية والفكرية للزيدية
في الشرق الإسلامي 132- 370-975 ، القاهرة مكتبة مدبولي الطبعة الأولى 2000
ص85.
ومصدره عن النوبختي : فرق الشيعة ص55.
(47) ( فخر الدين محمد بن عمر
الخطيب ) الرازي : اعتقادات ، ص52.
ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ج2
ص36.
(48) عبد الجبار الهمذاني : المغني ج20 ق2 ص185.
البغدادي ص303.
(49)
البغدادي ص308.
(50) الأشعري : مقالات الإسلاميين ص136-137.
(51) يحي بن حمزة
: الرسالة الوازعة ص58.
(52) المصدر السابق.
(53) د.
أحمد محمود صبحي :
الزيدية ص98.
(54) ( محمد بن محمد بن نعمان العكبري البغدادي ) المفيد (
ت413/1022 ) : أوائل المقالات في المذاهب والمختارات تبريز طبعة 1370
ص18-19.
(55) الأشعري : مقالات الإسلاميين ج1 ص141-142.
المسعودي : مروج
الذهب ج4 ، ص52.
الهمذاني : المغني ج20 ق2 ص184.
البغدادي ص33.
ابن حزم :
الفصل ، ج4، ص137.
الإسفرياني : التبصير صص16-17.
الشهرستاني ج1
ص163.
الرسعني: مختصر كتاب الفرق ص31-32.
(56) العمرجي ص230.
(57) الأشعري
: مقالات ج1 ص141.
الهمذاني : المغني ج20، ص184.
البغدادي ص23.
الشهرستاني
ج1 ص163.
ابن حزم : الفصل ج4 ص137.
الإسفرياني : التبصير ص16.
الرسغني :
مختصر كتاب الفرق ص31-32.
(58) الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي
ص23.
الإسفرياني ص16.
الشهرستاني ج1 ص163.
ابن حزم الفصل ج4 ص137.
(59)
الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي ص23.
الإسفرياني ص16.
الشهرستاني ج1
ص163.
ابن حزم : الفصل ج4 ص137.
الرسغني ص32.
(60) المفيد : أوائل
المقالات ، ص3.
البغدادي 35.
الشهرستاني ج2صص 2-4.
(61) الهمذاني : المغني
، ج20 ، ق1 ص120، 125، 114.
(62) النوبختي : ص21.
الأشعري : مقالات ج1 ،
ص144.
البغدادي ص22-23.
الإسفرياني.
التبصير ص16.
الشهرستاني ج1
ص163-164.
الرسغني : مختصر الفرق ص31.
ابن تيمية ج1 ، ص256.
الجرجاني:
التعريفات ، ص64.
ابن المرتضى : القلائد ص47.
(63) العمرجي ص229.
(64)
الرازي اعتقاد فرق المسلمين والمشركين ص52.
ابن تيمية : منهاج السنة ج1،
ص265.
الكتبي : فوات الوفيات ، ج2 ص37.
(65) الهمذاني : المغني ج20، ق2 ،
ص185.
(66) العمرجي ص229.
(67) ( فخر الدين محمد بن عمر الخطيب ) الرازي ،
ص52.
ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ، ج2، ص36.
(68) البغدادي ص308.
(69)
العمرجي ص229.
( 70) ثامر هاشم حبيب العميدي : الشيخ الكليني البغدادي ، وكتابه
الكافي - الفروع ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، ربيع الأول 1414ه
، ق/1372ه ش ص129.
وقد اختلف في تاريخ وفاته ورجع ثامر ما ذكرناه.
(71)
البغدادي : فرق الشيعة ص55.
(72) المصدر نفسه.
(73) العمرجي ص185 نقلاً عن
الهمذاني : المغني ج20 ، ق2.
(74) الرسالة الوازعة ص33.
(والنجمة والرقم
يشيران إلى حواشي العمرجي نفسه.
ولم يذكر العمرجي هذه الرسالة في قائمة مراجعه
مع أنه ذكرها في المتن عند حديثه عن العقبية ناسياً الرسالة إلى الإمام يحي بن حمزة
فلعله رأى الطوسي عنه ).
(75) الهمذاني : المغني ج20 ، ق2 ص185.
(76) القمي
ص71.
(77) مقالات الإسلاميين ، ج1 ص45.
(78) المقريزي : الخطط ج2
ص354.
(79) العمرجي ص97. .
الإسلامية على الإطلاق فقد فتح باب الاجتهاد على مصراعيه في الوقت الذي أغلقت بقية
المذاهب ذلك الباب والمذهب الزيدي نبغ فيه المئات من العلماء المجددين أمثال الإمام
الهادي والإمام يحي بن حمزة والإمام المهدي والمقبلي وابن الوزير وابن الأمير
والشوكاني وغيرهم لكن بقيت قضية الجارودية حجر عثرة وسبب من الأسباب التي استغلها
الكثير للهجوم على المذهب الزيدي
وتشويه صورته النقية !! وكنت قد عزمت على كتابة بحث موسع عن الجارودية وعلاقتها
بالزيدية بعد أن قرأت كتاب الإمام العلامة يحي بن حمزة - رحمه الله تعالى -
"الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب أصحاب خير المرسلين" والذي هاجم فيه "الجارودية"
ونفى أن يكون أحد من علماء أهل البيت متبعاً لأبي الجارود وأثناء البحث اطلعت على
بحث أخر للعلامة المحقق السيد زيد بن علي الوزير في "المسار" المجلد العاشر - العدد
الثاني صيف 2009 أطرحه هنا لنستفيد منه قبل أن أنشر بحثي الشخصي وسأستقبل أي
تعليقات أو إضافات من القراء على البريد الإلكتروني (writerw1@hotmail. com) حتى لو
كانت مخالفة فالهدف وجه الله تعالى فإلى البحث والذي سأنقله بحذافيره وأضيف إليه
بعض العناوين فقط : الإلهام الإلهي ( قال الجارودية إن النبي صلى الله عليه وسلم نص
على "علي" بعده بالوصف لا بالشخص، وأنه لا يجوز إمامة غيره ؛ إذ كان الوصف واضحاً
لا ينطبق على سواه ، وبذلك ضل الناس باختيارهم غيره(34) وقال بعضهم : إن الإمام بعد
"علي" : "الحسن" ثم "الحسين"، ثم هي شورى في ولديهما ، فمن خرج منهم وكان عالماً
فاضلاً ورعاً فهو إمام (35) وقال البعض الآخر : إن النبي نص على "الحسن" بعد "علي"
وعلى "الحسين" بعد "الحسن" ليقوم واحد بعد واحد (36) وهم يطعنون في "أبا بكر" و
"عمر" رضي الله عنهما (37) ويفسقونها ، وقال بعضهم : بتكفيرهما (37) ويكفرون أكثر
الصحابة (38) وتطرفوا في آرائهم وخرجوا على الإمام "زيد" وإن قالوا بإمامته (39)
وقد خالف "أبو الجارود" إمامة "زيد ابن علي" في كثير مخالفة تجعله بعيدا عن مذهب
"الزيدية".
ونسبت "الجارودية" العلوم الخاصة إلى الأئمة من "أهل البيت" فطرة
وضرورة قبل التعليم ، وأن التعليم ينبت في صدورهم كما تنبت الزرع المطر(40) وأن
الحلال حلال "محمد" وآله ، والحرام حرامهم ، والأحكام أحكامهم ، وان صغيرهم وكبيرهم
في العلم سواء(41).
ويرفض "الجاحظ" هذا الرأي عند "الجارودية" فيقول : (إنهم
جنوا على ولد "رسول الله" صلى الله عليه وسلم ومنعوهم من طلب العلوم ووهموهم أن
الله يلهمهم إياها إلهاماً) (42).
اختلاف الجارودية وتقول "الجارودية" برجعة
الإمام المنتظر ، واختلفت في ذلك على ثلاث فرق، ففرقة زعمت أن "محمداً" النفس
الزكية لم يمت (استشهد 145 ) وأنه سيظهر فيملأ الأرض عدلاً (43) وفرقة أخرى زعمت أن
"محمد بن القاسم" (ت219 ) حي لم يمت وسيخرج ويغلب(44) وفرقة قالت ذلك في "يحي بن
عمر" ( استشهد عام 250) وساقت الإمامة إليه (45) ) (46).
من خلال ما تقدم يظهر
لنا أن "الجارودية "فرق ، منها المغالية ومنها الأكثر مغالاة ( وهم يطعنون في "أبي
بكر" و "عمر" رضي الله عنهما (47) ويفسقونهما ، وقال بعضهم : بتكفيرهما (48)
ويكفرون أكثر الصحابة ) (49).
وإذا قارنا التفسيق - وهو الحد الأدنى - وتركنا
التكفير وهو الحد الأعلى فلم يقل أحد من "الزيدية" بتفسيق الخلفاء ، ولا الهادوية
ولا حتى الحمزية قالتا به.
وأقصى ما قال المتشدد منهم بخطأ حصل منهم بتقدمهم على
الإمام ، ولكنه زلل سياسي لا يفضي إلى تفسيق ولا تكفير ، ويتشدد البعض في التوقف في
الترضية عنهم ، وهذا أقصى ما وصل إليه المتشدد الهادوي أو الحمزي.
وأما من يقول
بالضلال والفسق فهو "جارودي" ليس "زيدياً" ولا "زيدياً هادوياً" ولا حتى "زيدياً
حمزياً" ومن هنا نجد البعض قد اخترق الحزام الزيدي الهادوي ، فوضع "الجارودية" ضمن
هذا الجسم ، وشكل فيه خلايا مرضية ، تماهت فيه ، ولصقت به ، وظهرت حاملة
اسمه.
الإمامة بدون فصل لا بدّ هنا من مناقشة شبهة أخرى هي القول بأن الإمام
"زيد بن علي" يعتبر الإمام "علي" بعد رسول الله بدون فصل ، لكن هذا القول يخالف
الواقع التاريخي ، لأن "زيد" خسر معركته من أجل تثبيت حق السابقين عليه في الخلافة
، ويؤيد هذا الواقع التاريخي أن "البترية" - "الصالحية" - وهي الأقرب عهداً بالإمام
"زيد" ويقولون بأفضلية الإمام "علي" و "الزيدية" الحقيقة - لا يرون لعلي إمامة إلا
حين بويع.
والبترية الصالحية كما عرفها "الأشعري" : ( أصحاب "الحسن بن صالح بن
حي" وأصحاب "كثير النواء" وإنما سموا "بترية" أن "كثيراً" كان يلقب ب "الأبتر" :
يزعمون أن "علياً" أفضل الناس بعد "رسول الله" صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة
، وأن بيعة "أبي بكر" و "عمر" ليست بخطأ لأن "عليا" ترك ذلك لهما ، ويقفون في
"عثمان" وفي قتلته و ولا يقدمون عليه بإكفار ، وينكرون رجعة الأموات إلى الدنيا ،
ولا يرون ل "علي إمامة" إلا حين بويع ، وقد حكى أن "الحسن بن صالح بن حي " كان
يتبرأ من "عثمان" رضوان الله عليه بعد الأحداث التي نقمت عليه) (50).
ويذهب
الإمام "يحي بن حمزة" إلى التفريق بينهما فهناك "الصالحية" وهناك "البترية" وقد
عرّف الصالحية بأنها : ( يخالفون الجارودية فيما ذكرنا ( أي عدم التخطئة )
ويخالفونهم في أن طريق الإمامة العقد والاختيار ) (51).
ويقول أن "البترية" سميت
بترية لأنهم قالوا بأن النص ليس جلياً في أمير المؤمنين ( وهؤلاء يوافقون
"الجارودية" في أكثر اعتقادهم) (52).
وسواء أكانت "البترية" صالحية أم مستقلة
الحقيقة ( هكذا في الأصل ! ) فهم لا يوافقون الجارودية في أكثر اعتقادهم حتى لو
وافقوهم في النص الخفي ، بينما لا يفرق الدكتور "أحمد محمود صبحي" بين "البترية و
"الصالحية" ويعدهما فرقة واحدة(53) ولسنا هنا بصدد تحقيق هذه المسألة ، وأنا أرجح
ما ذهب إليه البروفسور "صبحي" من أنهما فرقة واحدة لتلاقيها في آرائها إلى حد
التطابق.
الجارودية والإمامية وأنا أيضاً - بحسب دراستي للإمام زيد - أذهب إلى
أنه عليه السلام لم يعتبر الإمام "علياً" خليفة إلا عند أن بويع ، وإلا فمن أين جاء
"للبترية" وهم "الزيدية الأولى" والتلاميذ المباشرون للإمام "زيد" ومن الطبيعي أنهم
لن يقولوا إلا بما قال به ، ولو خالفوه لذكر الناس عنهم مخالفتهم له ، كما ذكروا
مخالفة "المعتزلة" للإمام "الحسن البصري".
ثم إن "زيداً" لم يقل بإمامة أحد بعد
الإمامين "الحسن" و "الحسين" ، ولم يعترف بأي خليفة أموي ، مما يدل على تبنيه
الخلفاء بالرغم مما ارتكبه "عثمان بن عفان" من أخطاء ، وموقف "الصالحية" من "عثمان"
هو موقف أكثر الناس في أكثر الفرق.
وبشيء من البحث المستقصي نجد أن "الجارودية"
تتشابه أكثر مع "الإمامية" في بعض ما ذهبت إليه ، وتتشابه مع "الإسماعيلية" في نواح
أخرى ، وتتشابه مع "الصباحية" أيضاً ، فلماذا - وقد أصبح التشابه إلحاقاً - لا تنسب
إلى واحدة منها ، ونسبت فقط إلى "الزيدية" مع أن التشابه بينهما هو الأقل ، وفي
قضية واحدة هي إمامة البطنين التي اقتضت بالضرورة أن تكون الإمامة في "علي" عليه
السلام. ؟ الجواب ما قلناه إن بعض أئمة الزيدية تبنى الرأي السياسي في إمامة البطنين
ففرح به ، فجذب صاحبه إلى "الزيدية" ليضفي عليه رونق المذهب ليضفيه - من خلال رونق
المذهب - على إمامة البطنين ، ولكنه في الحقيقة كدر رونق المذهب نفسه.
الجارودية
والرجعة وعن أوجه التشابه بين "الجارودية" و" الإمامية" نستيعد ما سبق أن نقلناه من
نص د.
"العمرجي" للضرورة بالرغم ما في ذلك من عيب التكرار ، يقول العمرجي : (
تعتقد الإمامية برجعة الإمام الثاني عشر إلى حياة الدنيا قبل يوم القيامة ليملأ
الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً (54)، ويشاركهم في هذا القول الجارودية (55) )
(56).
ويقول أيضاً : ( تقول الجارودية برجعة الإمام المنتظر ، واختلفت في ذلك
على ثلاث فرق ، ففرقة زعمت أن "محمداً" النفس الزكية لم يمت ( استشهد 145) وأنه
سيظهر فيملأ الأرض عدلاً (57) وفرقة أخرى زعمت أن "محمد بن القاسم" ( ت219 ) حي لم
يمت وسيخرج ويغلب(58) وفرقة قالت ذلك في "يحي بن عمر" ( استشهد عام 250 ) وساقت
الإمامة إليه )(59).
الجارودية والطعن في الصحابة ويقول كذلك : ( والإمامية تذهب
إلى القول بإمامة "علي بن أبي طالب" بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فصل ،
وتنفي خلافة كل الذين تقدموه في هذا المنصب (60) لأن النبي صلى الله عليه وسلم نص
عليه وعينه (61) وإلى هذا القول تذهب أحد فرق "الزيدية" وهي الجارودية (62) ) (63)
ويقول العمرجي : ( أنكرت الإمامية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وطعن الجارودية من
الزيدية في أبي بكر وعمر (64) وقال بعضهم بتكفيرهم ) (65) ( وهم يطعنون في أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما (66) ويفسقونهما وقال بعضهم : بتكفيرهما (67) ويكفرون أكثر
الصحابة (68) ) (69).
القرب من الإمامية والإسماعيلية ومن الأدلة على قربها من
الإمامية أن الشيخ الكليني الإمامي المعروف ( 329 ) روى عنه في "كتابه الكافي"
حديثاً عن "أبي جعفر الصادق"(70).
وعن التشابه بين "الجارودية" و "الإسماعيلية"
يقول "العمرجي" : ( ونسبت "الجارودية" العلوم الخاصة إلى الأئمة من "أهل البيت"
فطرة وضرورة قبل التعليم ، وأن التعليم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع المطر(71)
وأن الحلال حلال "محمد" وآله ، والحرام حرامهم ، والأحكام أحكامهم ، وأن صغيرهم
وكبيرهم في العلم سواء(72) وهذا يقرب من "الإسماعيلية"229.
وعن الصلة بين
"الجارودية" و "الصباحية" (أصحاب ابن القاسم المري) (73) : ( يذكر الطوسي(74) أن
مقالة هذه الفرقة كمقالة سائر الفرق في الموالاة والتعظيم ، ويقول "عبد الجبار "
عنه (75) أنهم يوافقون "أبا الجارود" ولكنهم يكفرون "أبا بكر" و "عمر" و
"الجارودية" يفسقونهما ولا يكفرونهما ( سبق قول أن بعضهم يكفرونهما ) أما صاحب
المقالات والفرق(76) فيضيف أنهم يعلنون البراءة من "أبي بكر" و "عمر" ويقرون
بالرجعة و ويبدو أن الأشعري يقصدهم بقوله (77): ( والفرقة الخامسة من الزيدية
يتبرؤون من "أبي بكر" و "عمر" ، ولا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة" ) ولم
يذكر اسم هذه الفرقة.
ولكن "المقريزي" يرى فيهم رأياً يختلف عما سبق من آراء
فيقول(78) : ( إنهم يقولون بإمامة "أبي بكر" وأنه لا نص في إمامة "علي" مع أنه
عندهم أفضل ، و"أبو بكر" مفضول ، ويعتبرهم أمثل الشيعة ) (79).
الجارودية فرقة
مستقلة وقد قال البعض بأن "الجارودية" خرجت على مذهب الإمام "زيد" وإن قالوا
بإمامته - كما قال "البغدادي" - أو أن "أبا الجارود" خالف "زيد بن علي ، في كثير
مخالفه تجعله بعيداً عن مذهب الزيدية كما قال "العمرجي" فحتى هذا القول بحاجة إلى
تعقيب بما ملخصه أن "أبا الجارود" لم يخرج من "الزيدية" لسبب بسيط أنه لم يدخل فيها
أصلاً و بل أن بعض من كان "زيدياً" أو "هادوياً" أو "حمزياً" خرج من "الزيدية" ودخل
في "الجارودية".
الختام وأخيراً أرجو أن أكون قد وضحت في هذا المقال ما وصلت
إليه من أن "الجارودية" ليست "زيدية" وليست "هادوية" لا دفاعاً عن "زيدية" ولا عن
"هادوية" ، ولا تخطئة "الجارودية"، وفي الوقت نفسه أزعم أنها ليست "إماميه" ، وليست
"إسماعيلية" وليست "صباحية" ولكنها فرقة من الفرق لا تنتمي إلى "زيد" ولا إلى غير
"زيد" وإنما تنسب إلى مؤسسها "أبي الجارود" وتشكلت كفرقة من الفرق ، لها معتقداتها
الخاصة ، ودوافعها الخاصة ، ولا تحتاج أن تنسب إلى هذا المذهب أو تلك
الفرقة.
وأنا عندما تحدثت عنها في هذا المقال ، فليس بهدف تجريحها ، أو تضميدها
، وإنما بقصد توضيحها ، فلست ممن يتناول التاريخ لدعم هذا وهدم ذلك ، وإنما كمؤرخ
يسعى جاهداً أن يعيد تركيب الأشياء في أماكنها ويضع اللبنات في مواضعها ويزيل
النتوءات من أماكنها ، لتظهر الأشكال المختلطة على حقيقتها ، من أجل أن يراها الناس
كما هي عليه ، فيتعامل معها ، وليس مع ظلالها ، لأن الظلال لا تنقل فوح الورد ، ولا
وخز الشوك.
الهامش (34) لم يسند د.
العمرجي خبره هذا إلى مرجع.
(35)
القمي : المقالات والفرق ، ص18.
النوبختي : ص55.
الأشعري : مقالات الإسلاميين
ج1 ص141.
المقدسي :البدء والتاريخ ، ج5 ص133.
( أبو الحسن علي بن الحسين بن
علي ) المسعودي ( ت346) : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محيي الدين عبد
الحميد ، بيروت : المكتبة الإسلامية ، بدون تاريخ ، ج3 ص220.
( عبد الجبار بن
أحمد ) الهمذاني ( ت415) : المغني في أبواب التوحيد والعدل ، مراجعة د.
إبراهيم
مدكور ، إشراف د.
طه حسين ، القاهرة : الدار المصرية للتأليف والترجمة 1650-
1965 ج20 ق2 ص184.
البغدادي ص31.
ابن تيمية : منهاج السنة ج1 ص265.
( محمد
بن شاكر ) ابن شاكر الكتبي ( ت764) : فوات الوفيات ، تحقيق إحسان عباس ، بيروت :
دار الثقافة ، مطابع دار صادر 1973 - 1974 ج2 ص37.
العسقلاني : تهذيب التهذيب ج3
ص386.
(36) الأشعري : مقالات ، ج1 ص141.
البغدادي : ص31.
(37) ( فخر الدين
محمد بن عمر الخطيب ) الرازي ( ت606) : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، تحقيق
علي سامي النشار ، القاهرة : طبعة دار النهضة المصرية 1356، ص52.
ابن شاكر
الكتبي : فوات الوفيات ج2 ص36.
(38) عبد الجبار الهمذاني : المغني ، ج20 ق2
ص36.
(39) البغدادي : ص308.
(40) البغدادي ص22.
الشهرستاني : الملل والنحل
ج1 ص163-164.
الحميري : الحور العين ، ص207-208.
(41) البغدادي : فرق الشيعة
ص55.
(42) المصدر نفسه ، ص55.
(43) الخياط : الانتصار ، القاهرة : مطبعة
الثقافة الدينية 1988 ص225.
(44) الأشعري : مقالات ج1 ص141.
الهمذاني :
المغني ج20 ص184.
البغدادي : ص23.
الشهرستاني : ج1 ص163.
ابن حزم : الفصل
ج4 ص137.
الإسفرياني : التبصير في الدين ، ص16.
الرسعني : مختصر كتاب الفرق
ص31-32.
(45) الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي : ص23.
الإسفرياني :
ص16.
الشهرستاني : ج1 ص163.
ابن حزم: الفصل ج4 ص137.
الرسغني :
ص32.
(46) د.
أحمد شوقي إبراهيم العمرجي : الحياة السياسية والفكرية للزيدية
في الشرق الإسلامي 132- 370-975 ، القاهرة مكتبة مدبولي الطبعة الأولى 2000
ص85.
ومصدره عن النوبختي : فرق الشيعة ص55.
(47) ( فخر الدين محمد بن عمر
الخطيب ) الرازي : اعتقادات ، ص52.
ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ج2
ص36.
(48) عبد الجبار الهمذاني : المغني ج20 ق2 ص185.
البغدادي ص303.
(49)
البغدادي ص308.
(50) الأشعري : مقالات الإسلاميين ص136-137.
(51) يحي بن حمزة
: الرسالة الوازعة ص58.
(52) المصدر السابق.
(53) د.
أحمد محمود صبحي :
الزيدية ص98.
(54) ( محمد بن محمد بن نعمان العكبري البغدادي ) المفيد (
ت413/1022 ) : أوائل المقالات في المذاهب والمختارات تبريز طبعة 1370
ص18-19.
(55) الأشعري : مقالات الإسلاميين ج1 ص141-142.
المسعودي : مروج
الذهب ج4 ، ص52.
الهمذاني : المغني ج20 ق2 ص184.
البغدادي ص33.
ابن حزم :
الفصل ، ج4، ص137.
الإسفرياني : التبصير صص16-17.
الشهرستاني ج1
ص163.
الرسعني: مختصر كتاب الفرق ص31-32.
(56) العمرجي ص230.
(57) الأشعري
: مقالات ج1 ص141.
الهمذاني : المغني ج20، ص184.
البغدادي ص23.
الشهرستاني
ج1 ص163.
ابن حزم : الفصل ج4 ص137.
الإسفرياني : التبصير ص16.
الرسغني :
مختصر كتاب الفرق ص31-32.
(58) الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي
ص23.
الإسفرياني ص16.
الشهرستاني ج1 ص163.
ابن حزم الفصل ج4 ص137.
(59)
الأشعري : مقالات ج1 ص142.
البغدادي ص23.
الإسفرياني ص16.
الشهرستاني ج1
ص163.
ابن حزم : الفصل ج4 ص137.
الرسغني ص32.
(60) المفيد : أوائل
المقالات ، ص3.
البغدادي 35.
الشهرستاني ج2صص 2-4.
(61) الهمذاني : المغني
، ج20 ، ق1 ص120، 125، 114.
(62) النوبختي : ص21.
الأشعري : مقالات ج1 ،
ص144.
البغدادي ص22-23.
الإسفرياني.
التبصير ص16.
الشهرستاني ج1
ص163-164.
الرسغني : مختصر الفرق ص31.
ابن تيمية ج1 ، ص256.
الجرجاني:
التعريفات ، ص64.
ابن المرتضى : القلائد ص47.
(63) العمرجي ص229.
(64)
الرازي اعتقاد فرق المسلمين والمشركين ص52.
ابن تيمية : منهاج السنة ج1،
ص265.
الكتبي : فوات الوفيات ، ج2 ص37.
(65) الهمذاني : المغني ج20، ق2 ،
ص185.
(66) العمرجي ص229.
(67) ( فخر الدين محمد بن عمر الخطيب ) الرازي ،
ص52.
ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ، ج2، ص36.
(68) البغدادي ص308.
(69)
العمرجي ص229.
( 70) ثامر هاشم حبيب العميدي : الشيخ الكليني البغدادي ، وكتابه
الكافي - الفروع ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأولى ، ربيع الأول 1414ه
، ق/1372ه ش ص129.
وقد اختلف في تاريخ وفاته ورجع ثامر ما ذكرناه.
(71)
البغدادي : فرق الشيعة ص55.
(72) المصدر نفسه.
(73) العمرجي ص185 نقلاً عن
الهمذاني : المغني ج20 ، ق2.
(74) الرسالة الوازعة ص33.
(والنجمة والرقم
يشيران إلى حواشي العمرجي نفسه.
ولم يذكر العمرجي هذه الرسالة في قائمة مراجعه
مع أنه ذكرها في المتن عند حديثه عن العقبية ناسياً الرسالة إلى الإمام يحي بن حمزة
فلعله رأى الطوسي عنه ).
(75) الهمذاني : المغني ج20 ، ق2 ص185.
(76) القمي
ص71.
(77) مقالات الإسلاميين ، ج1 ص45.
(78) المقريزي : الخطط ج2
ص354.
(79) العمرجي ص97. .