علي محمد
الحزمي
الحزمي
جميل أن تكتظ المساجد بالمصلين في
الأوقات الخمسة المفروضة، وجميل أن تكون وجوه وقلوب الشباب حاضرة في كل صلاة، وهذا
يدل بما لا يدع مجالاً للشك على بقوة ارتباط هذه الأمة بخالقها والعمل بأوامره
والامتثال له والابتعاد عن كل ما نهى عنه، والمساجد كانت ولازالت هي المنارة الأولى
لنشر الدين الإسلامي وذات دور رائد منذ ولادة الإسلام في نشر تعاليم الإسلام
والاحتكام إليه والتعلم والنقاش في
كل ما يخص المسلمين وأمورهم، ولعل المساجد في زمننا الحاضر لها نفس الدور باختلاف
بعض متغيرات العصر الحديث من وسائل تقنية وتكنولوجيا متطورة وعلوم إنسانية حديثة
ومستحدثة، وفي عهد كثر تكالب اليهود على المسلمين وجعلوا يحاربون المساجد في أي بلد
يتم إنشاؤها فيه، فتجد بعض الدول المسيحية واليهودية تقف بقوة ضد بناء المساجد
وتعمل على اضطهاد المسلمين بكافة الأشكال، وفي أوطاننا العربية عامة والإسلامية
خاصة قد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بحرية ممارسة العبادة والتعبد بعيداً عن كل ما
يعانيه المسلمون في بقاع شتى من الأرض، ولعل تطور التكنولوجيا الحديثة قد خدمت نشر
الدين الإسلامي بشكل ملموس من خلال وجود التقنيات الحديثة في الجوامع، من مكبرات
للصوت وهندسة صوتية وتقنيات تتيح لنا تسجيل قراءة القرآن بأصوات من وهبهم الله ميزة
الصوت الحسن، في القراءة والقدرة على التخاطب بلباقة وتمكّن، وإذا كانت المساجد
تعمل دوماً من أجل خدمة المسلمين، إلا أن هناك بعض النقاط التي يستوجب دوماً علينا
التوقف أمامها ومحاولة البحث عن حلول لها، فمن بداية الهاتف النقال (الجوال)
ونغماته باختلافها مابين أغانٍ وأناشيد وأدعية ينسى الكثير من المصلين إقفال هاتفه
حال دخوله إلى المسجد، فتسمع ما يلهيك عن الصلاة ويشغل المصلين، ويسبب إحراجاً
كبيراً للشخص ذاته، ولعل لافتات التنبيه التي تجدها في مدخل أغلب المساجد وعلى
أعمدتها، والتي تنبه المصلي إلى قفل جواله قبل الصلاة أو خطبة الجمعة أو حضور أي
حلقة من حلقات الذكر، فإن البعض قد ينسى وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (رفع
عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) صدق رسول الله.
إلا أن البعض لا
يتقبل فكرة النسيان هذه أبداً بل ولا يقبل لهذا الشخص المخطئ أي عذر، فتنهال
الكلمات من هنا وهناك وتصبح المسألة عبارة عن فوضى داخل المسجد..
فهل هذه هي
أخلاق المسلمين ؟ مجرد حل، وإن كان مكلفاً بعض الشيء تجد بعض المساجد والتي يقوم
بإيقافها بعض الميسورين وممن أعطاهم الله من فضله بشراء جهاز الكتروني يعمل على حجب
التغطية وإيقاف كافة الاتصالات الواردة إلى هذا الهاتف بمجرد وجود الشخص في المسجد،
ويكفي أن يكون تشغيل هذه الأجهزة وقت الصلاة من أجل ألا تعطل مصالح الناس الساكنين
بجوار كل مسجد، ولم تعد هذه التكنولوجيا تخفى على أحد ففي البرلمان تجد هذه الأجهزة
وفي أغلب المرافق الحكومية ومكاتب الوزراء وما جاورها، وإنه لمن العيب الكبير أن
تسمع صوت هاتفك يرن وأنت في مقابلة مع هذا المسؤول أو ذاك وقد يعتبرها البعض إهانة
شخصية له حين تترك هاتفك يعمل وأنت في حضرة سموه..
فهل هو أحق بالاحترام من بيوت
الخالق جلَّ وعلا؟!! ظاهرة التسول في المساجد أصبحت عادة في كل محافظات الجمهورية
إلا فيما ندر والعجيب أن البعض احترفها مهنة يقتات منها وترك البحث عن العمل ليجول
في مساجد الله هنا وهناك من أجل الوقوف بعد كل صلاة والنحيب بكلمة أو كلمتين
للمصلين ومن ثم الجلوس على باب المسجد من أجل الحصول على بعض مساعدة فاعلي الخير،
ولعل انتشار هذه الظاهرة يحتاج إلى الكثير من العمل وليس مجرد أخذ المتسولين بباصات
حكومية إلى مكان مجهول يتم فيه ضربهم وأخذ ما تحصلوا عليه من فاعلي الخير وأخذ
تعهدهم بعدم التسول وتركهم، وكأنهم بذلك قاموا بحل الظاهرة، فالمسألة تحتاج إلى
توفير العمل أولاً، ومن ثم إيجاد مراكز تعمل على رعاية المسنين من هؤلاء والعاجزين
وبالذات النساء،وهو موضوع آخر سأتطرق له في عدد قادم بإذن الله.
ففي إحدى المرات
كنا نصلي في أحد مساجد العاصمة واستغربت ورغم كثرة المصلين أني لم أجد أي متسول يقف
ويتكلم بأنه حصل عليه شيء ما، فانتظرت إلى أن سنحت الفرصة لي بالتكلم مع إمام
المسجد وكانت المفاجأة حين أخبرني بأنه لا يسمح لأي متسول بالوقوف بعد الصلاة، لأن
المسجد فيه صندوق تبرع ويكفي المحتاج أن يأتي ويشرح ظروفه لإمام الجامع فيقوم
بإعطائه ما يسد وقت الحاجة وإذا لم تتوفر سيولة كافية في صندوق التبرعات يذكر
المصلين بالتصدق ومساعدة محتاج عليه مشكلة كذا أو قضية كذا..
ويا له من تصرف
حكيم!! لا تزال سرقة الأحذية هي خوف المصلين في كل مسجد وما تدري في صلاتك تخشع في
الصلاة وإلا تطالع بعيونك خوفاً من أن يأخذ أحدهم حذائك فترجع إلى البيت حافي
القدمين، ولحل هذه الظاهرة قامت بعض المساجد في بعض المحافظات بعمل خطوة قد تكون
غريبة نوعاً ما، وهي وضع الحذاء كأمانة وتقوم بأخذ بطاقة عليها برقم معين وحال
الانتهاء من الصلاة تذهب لتأخذ حذائك فقط.
جميلة هي الأندية الثقافية في المساجد
وتحتاج إلى كثير من الدعم والمتابعة من قبل وزارة الأوقاف وبعض المعنيين، ليس خوفاً
من تسييس الشباب فقط بل من أجل المحافظة على جيل إسلامي يحفظ لنا أصالتنا
الإسلامية.
الأوقات الخمسة المفروضة، وجميل أن تكون وجوه وقلوب الشباب حاضرة في كل صلاة، وهذا
يدل بما لا يدع مجالاً للشك على بقوة ارتباط هذه الأمة بخالقها والعمل بأوامره
والامتثال له والابتعاد عن كل ما نهى عنه، والمساجد كانت ولازالت هي المنارة الأولى
لنشر الدين الإسلامي وذات دور رائد منذ ولادة الإسلام في نشر تعاليم الإسلام
والاحتكام إليه والتعلم والنقاش في
كل ما يخص المسلمين وأمورهم، ولعل المساجد في زمننا الحاضر لها نفس الدور باختلاف
بعض متغيرات العصر الحديث من وسائل تقنية وتكنولوجيا متطورة وعلوم إنسانية حديثة
ومستحدثة، وفي عهد كثر تكالب اليهود على المسلمين وجعلوا يحاربون المساجد في أي بلد
يتم إنشاؤها فيه، فتجد بعض الدول المسيحية واليهودية تقف بقوة ضد بناء المساجد
وتعمل على اضطهاد المسلمين بكافة الأشكال، وفي أوطاننا العربية عامة والإسلامية
خاصة قد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بحرية ممارسة العبادة والتعبد بعيداً عن كل ما
يعانيه المسلمون في بقاع شتى من الأرض، ولعل تطور التكنولوجيا الحديثة قد خدمت نشر
الدين الإسلامي بشكل ملموس من خلال وجود التقنيات الحديثة في الجوامع، من مكبرات
للصوت وهندسة صوتية وتقنيات تتيح لنا تسجيل قراءة القرآن بأصوات من وهبهم الله ميزة
الصوت الحسن، في القراءة والقدرة على التخاطب بلباقة وتمكّن، وإذا كانت المساجد
تعمل دوماً من أجل خدمة المسلمين، إلا أن هناك بعض النقاط التي يستوجب دوماً علينا
التوقف أمامها ومحاولة البحث عن حلول لها، فمن بداية الهاتف النقال (الجوال)
ونغماته باختلافها مابين أغانٍ وأناشيد وأدعية ينسى الكثير من المصلين إقفال هاتفه
حال دخوله إلى المسجد، فتسمع ما يلهيك عن الصلاة ويشغل المصلين، ويسبب إحراجاً
كبيراً للشخص ذاته، ولعل لافتات التنبيه التي تجدها في مدخل أغلب المساجد وعلى
أعمدتها، والتي تنبه المصلي إلى قفل جواله قبل الصلاة أو خطبة الجمعة أو حضور أي
حلقة من حلقات الذكر، فإن البعض قد ينسى وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (رفع
عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) صدق رسول الله.
إلا أن البعض لا
يتقبل فكرة النسيان هذه أبداً بل ولا يقبل لهذا الشخص المخطئ أي عذر، فتنهال
الكلمات من هنا وهناك وتصبح المسألة عبارة عن فوضى داخل المسجد..
فهل هذه هي
أخلاق المسلمين ؟ مجرد حل، وإن كان مكلفاً بعض الشيء تجد بعض المساجد والتي يقوم
بإيقافها بعض الميسورين وممن أعطاهم الله من فضله بشراء جهاز الكتروني يعمل على حجب
التغطية وإيقاف كافة الاتصالات الواردة إلى هذا الهاتف بمجرد وجود الشخص في المسجد،
ويكفي أن يكون تشغيل هذه الأجهزة وقت الصلاة من أجل ألا تعطل مصالح الناس الساكنين
بجوار كل مسجد، ولم تعد هذه التكنولوجيا تخفى على أحد ففي البرلمان تجد هذه الأجهزة
وفي أغلب المرافق الحكومية ومكاتب الوزراء وما جاورها، وإنه لمن العيب الكبير أن
تسمع صوت هاتفك يرن وأنت في مقابلة مع هذا المسؤول أو ذاك وقد يعتبرها البعض إهانة
شخصية له حين تترك هاتفك يعمل وأنت في حضرة سموه..
فهل هو أحق بالاحترام من بيوت
الخالق جلَّ وعلا؟!! ظاهرة التسول في المساجد أصبحت عادة في كل محافظات الجمهورية
إلا فيما ندر والعجيب أن البعض احترفها مهنة يقتات منها وترك البحث عن العمل ليجول
في مساجد الله هنا وهناك من أجل الوقوف بعد كل صلاة والنحيب بكلمة أو كلمتين
للمصلين ومن ثم الجلوس على باب المسجد من أجل الحصول على بعض مساعدة فاعلي الخير،
ولعل انتشار هذه الظاهرة يحتاج إلى الكثير من العمل وليس مجرد أخذ المتسولين بباصات
حكومية إلى مكان مجهول يتم فيه ضربهم وأخذ ما تحصلوا عليه من فاعلي الخير وأخذ
تعهدهم بعدم التسول وتركهم، وكأنهم بذلك قاموا بحل الظاهرة، فالمسألة تحتاج إلى
توفير العمل أولاً، ومن ثم إيجاد مراكز تعمل على رعاية المسنين من هؤلاء والعاجزين
وبالذات النساء،وهو موضوع آخر سأتطرق له في عدد قادم بإذن الله.
ففي إحدى المرات
كنا نصلي في أحد مساجد العاصمة واستغربت ورغم كثرة المصلين أني لم أجد أي متسول يقف
ويتكلم بأنه حصل عليه شيء ما، فانتظرت إلى أن سنحت الفرصة لي بالتكلم مع إمام
المسجد وكانت المفاجأة حين أخبرني بأنه لا يسمح لأي متسول بالوقوف بعد الصلاة، لأن
المسجد فيه صندوق تبرع ويكفي المحتاج أن يأتي ويشرح ظروفه لإمام الجامع فيقوم
بإعطائه ما يسد وقت الحاجة وإذا لم تتوفر سيولة كافية في صندوق التبرعات يذكر
المصلين بالتصدق ومساعدة محتاج عليه مشكلة كذا أو قضية كذا..
ويا له من تصرف
حكيم!! لا تزال سرقة الأحذية هي خوف المصلين في كل مسجد وما تدري في صلاتك تخشع في
الصلاة وإلا تطالع بعيونك خوفاً من أن يأخذ أحدهم حذائك فترجع إلى البيت حافي
القدمين، ولحل هذه الظاهرة قامت بعض المساجد في بعض المحافظات بعمل خطوة قد تكون
غريبة نوعاً ما، وهي وضع الحذاء كأمانة وتقوم بأخذ بطاقة عليها برقم معين وحال
الانتهاء من الصلاة تذهب لتأخذ حذائك فقط.
جميلة هي الأندية الثقافية في المساجد
وتحتاج إلى كثير من الدعم والمتابعة من قبل وزارة الأوقاف وبعض المعنيين، ليس خوفاً
من تسييس الشباب فقط بل من أجل المحافظة على جيل إسلامي يحفظ لنا أصالتنا
الإسلامية.