الجفري
مسرحيته إلا وتخيل صورة تعيش فيها أفكاره وتحيا بداخلها ما خط كاتب مسرحي سطراً في مسرحيته إلا وتخيل صورة تعيش
فيها أفكاره وتحيا بداخلها شخوصه، وما خط رسام أي خط في لوحته إلا وكانت الصورة
العامة للوحة مكتملة في مخيلته ووجدانه وبصيرته ، وبقدر المعايشة الحقيقية للكاتب
أو للرسام للصورة التخيلية التي نبع منها إنتاجه الفني يكون صدق إبداعه
وبالقدر الذي تتمتع به هذه الصورة التخيلية من ارتباط بالواقع وبالحياة وبالإنسان
في كل مكان وأيضاً بالتقاليد والقيم والمثل يكون أيضاً صدق الإبداع والكاتب أو
الرسام محتاج إلى قدرة مكتسبة عن طريق العلم والخبرة لترجمة هذه الصورة التخيلية
إلى ألفاظ أو خطوط وألوان، وبقدر التضافر بين القدرة على ترجمة الصورة التخيلية
وصدق ينابيع ومصادر هذه الصورة تكون درجة الإبداع ودرجة تلاحم هذا العمل الفني مع
الجمهور له، وبقدر هذا التلاحم والارتباط تكون فائدة الفن وتكون أيضاً درجة
الوظيفية والمناظر المسرحية عند صدق ارتباطها بالصورة الأولى للأحداث تعطي الممثل
سهولة الانتقال والمعايشة الحقيقية داخل الإطار التشكيلي المعادل للصورة التخيلية
الأصلية التي ابتدعها المؤلف حيث تحيا فيها شخصيات مسرحية صاحبة الأحداث وصدق
المناظر المسرحية يعطي الممثل قدرة على تدفقه بتلقائية غير مفتعلة عبر سطور
المسرحية ، وهكذا يكون الأداء والحركة مرتبطين تمام الارتباط مع نص المسرحية من
معان وأفكار ولذلك كله ينساب الجمهور خلال ساعات العرض المسرحي انسياباً كلياً
متمتعاً بالفهم والإدراك لمعاني وأحداث النص، وإذا صح كل ذلك يصبح المسرح حقيقة
ويكون دوره كاملاًَ في مضمار الثقافة والحضارة الإنسانية والمناظر المسرحية فضلاً
عن ارتباطها بمدارس الفن التشكيلي المتعددة فهي مرتبطة بالتطور العلمي والتقني
والمناظر المرئية على خشبة المسرح في قابلها التشكيلي تعتمد على الخطوط والمساحات
والألوان وعلى ارتباطها بالأسلوب الذي تقدم به العروض المسرحية لذلك يمكن لمسرحية
واحدة أن تقدم في إطار تشكيلي مختلف ومتعدد.