فاروق
الجفري
الجفري
كثيراً ما تتردد بين بعض نقاد
الفن في أمريكا وأوروبا بأن الفن الإسلامي فن غير ذاتي لا تتجلى فيه كثيراً ما تتردد بين بعض نقاد الفن في
أمريكا وأوروبا بأن الفن الإسلامي فن غير ذاتي لا تتجلى فيه شخصية إبداعية ولا يعبر
عن فردية فنانية، ولعل ما تستند إليه هذه الدعاوى الباطلة أن معظم التحف الفنية
الإسلامية مجهولة الصانع إلى جانب ندرة تراجم الفنانين التشكيليين في الإسلام على
عكس كثرة تراجم غيرهم من الطوائف، وإذا كان كثير من المؤرخين والباحثين في
مجال النقد الفني على المستوى العربي والإسلامي قد تصدوا لهذه الدعاوى الباطلة
بالرد بشتى الأدلة والبراهين، إلا أن صدر هذا الموضوع لا يتسع لمناقشة مثل هذه
الآراء على أنه بوسعنا في هذا الصدد أن نكتفي بتحديد ملامح الإطار الفكري والنفسي
الذي صاغ من خلاله الفنان المسلم إبداعاته بوجه عام، وأن نضع في اعتبارنا تلك
الاتجاهات والمبادئ التي ترسبت في وجدان الفنان المسلم وكانت أساساً للقوام الروحي
لإبداعه الفني، ذلك أن الفنان المسلم تختفي من فكره ونفسيته تلك الثنائية التي
يعرفها علماء النفس بين "الأنا" والعالم المحيط به، إذ أن الفنان والطبيعة الخارجية
كل واحد لا يتجزأ، فالفنان ينتسب إلى هذا الكل ويشعر أنه جزء يسير منه ضئيل القدر
ومحدود الإرادة، لذلك ينعدم كل توتر وتختفي كل الضغوط الخارجية، والفنان في ذلك
ينسجم مع عالمه دون قهر منه أو عليه ودون أدنى قلق منه أو تمرد.بهذا فإن كل أثر من
آثار الفن الإسلامي تبدو فيه تلك النزعة الفكرية التي يختفي فيها أي أثر للفردية
ولا يخضع فيها الفنانون لقوانين الطبيعة أو البشر باعتبارها قوانين عديمة الدوام
سريعة التقلب والتغير فهو لا يخضع إلا لقانون الأزلية والسرمدية الإلهية، تلك
القوانين الثابتة الجوهرية التي يحاول الفنان المسلم إبرازها بعد أن يخلصها من كل
ما هو عرض زائل وبالرغم من ذلك فإن الفن الإسلامي لا يشكو ضياع الشخصية كما يدعي
البعض فقد برزت كثير من أسماء الفنانين المسلمين في ميادين الخزف والزخرفة والحفر،
وأشار كتاب "فن التصوير عند العرب" لمؤلفه أحمد تيمور إلى أكثر من مائة فنان
مسلم.
الفن في أمريكا وأوروبا بأن الفن الإسلامي فن غير ذاتي لا تتجلى فيه كثيراً ما تتردد بين بعض نقاد الفن في
أمريكا وأوروبا بأن الفن الإسلامي فن غير ذاتي لا تتجلى فيه شخصية إبداعية ولا يعبر
عن فردية فنانية، ولعل ما تستند إليه هذه الدعاوى الباطلة أن معظم التحف الفنية
الإسلامية مجهولة الصانع إلى جانب ندرة تراجم الفنانين التشكيليين في الإسلام على
عكس كثرة تراجم غيرهم من الطوائف، وإذا كان كثير من المؤرخين والباحثين في
مجال النقد الفني على المستوى العربي والإسلامي قد تصدوا لهذه الدعاوى الباطلة
بالرد بشتى الأدلة والبراهين، إلا أن صدر هذا الموضوع لا يتسع لمناقشة مثل هذه
الآراء على أنه بوسعنا في هذا الصدد أن نكتفي بتحديد ملامح الإطار الفكري والنفسي
الذي صاغ من خلاله الفنان المسلم إبداعاته بوجه عام، وأن نضع في اعتبارنا تلك
الاتجاهات والمبادئ التي ترسبت في وجدان الفنان المسلم وكانت أساساً للقوام الروحي
لإبداعه الفني، ذلك أن الفنان المسلم تختفي من فكره ونفسيته تلك الثنائية التي
يعرفها علماء النفس بين "الأنا" والعالم المحيط به، إذ أن الفنان والطبيعة الخارجية
كل واحد لا يتجزأ، فالفنان ينتسب إلى هذا الكل ويشعر أنه جزء يسير منه ضئيل القدر
ومحدود الإرادة، لذلك ينعدم كل توتر وتختفي كل الضغوط الخارجية، والفنان في ذلك
ينسجم مع عالمه دون قهر منه أو عليه ودون أدنى قلق منه أو تمرد.بهذا فإن كل أثر من
آثار الفن الإسلامي تبدو فيه تلك النزعة الفكرية التي يختفي فيها أي أثر للفردية
ولا يخضع فيها الفنانون لقوانين الطبيعة أو البشر باعتبارها قوانين عديمة الدوام
سريعة التقلب والتغير فهو لا يخضع إلا لقانون الأزلية والسرمدية الإلهية، تلك
القوانين الثابتة الجوهرية التي يحاول الفنان المسلم إبرازها بعد أن يخلصها من كل
ما هو عرض زائل وبالرغم من ذلك فإن الفن الإسلامي لا يشكو ضياع الشخصية كما يدعي
البعض فقد برزت كثير من أسماء الفنانين المسلمين في ميادين الخزف والزخرفة والحفر،
وأشار كتاب "فن التصوير عند العرب" لمؤلفه أحمد تيمور إلى أكثر من مائة فنان
مسلم.