;

الإمة عند الحوثي اختيار إلهي وتعيين رباني 1477

2010-06-07 03:53:47

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


الإمامة الإلهية من أخطر العقائد
التي سعى حسين الحوثي إلى ترويجها !! لأنها دعوة باطنية لاستمرار النبوة !!!! بل
وفوق هذا فقد نشر دعوته هذه في أكثر من ملزمة !! حتى أصبحت فتنة متناحلة زجت
بالآلاف في هوات الخطر !! فتسارعوا إلى الفتنة والشر بلسان سليط وسلعة خاسرة !!
وعمت بهم البلية وكثرت الرزية !! وقد اندهشت لقيامه بذلك دون أن يجد من يقول له قف
عند
حدك فقد تعديت المدى وتجاوزت
الخطى !! وفي هذا البحث الأول من نوعه سنلقي نظرة على ما قال في بعض ملازمه ثم أرد
عليه بطرح أسئلة بسيطة تزيح الشبهة وتقيم الحجة فإلى التفاصيل : النبوة التشريعية
والتبليغية قبل الدخول في الموضوع سأتحدث بإيجاز عن بعض ما لا بد منه حتى نفهم
القضية التي نتحدث عنها وأولها الحديث عن النبوة التشريعية والنبوة التبليغية فقد
كانت النبوة التشريعية لخمسة من الأنبياء هم نوح ،وإبراهيم ،وموسى ،وعيسى ،ومحمد
عليهم الصلاة والسلام والنبوة التبليغية كانت لباقي الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام.
صفات أنبياء التبليغ 1- أن الله عز وجل هو الذي يختارهم
ويصطفيهم.
2- أن الله سبحانه هو الذي يعين ويحدد من هو النبي.
3- يكونون
مرشدين لقومهم ومصححين لعقائدهم عن طريق الوحي.
4- يكونون أعلاماً لأمتهم.
5-
يكونون هم المدخل لمعرفة شريعة النبي المرسل.
6- يهتدى لكتاب النبي المرسل وشرعه
عن طريقهم.
7- على أيديهم هداية الناس.
8- من يرفض إتباعهم فإنه سيتبع
الشيطان.
لماذا نبوة التبليغ ؟ أسباب كثيرة كانت تستلزم إرسال أنبياء للتبليغ في
الأمم السابقة أذكر بعضها باختصار شديد فمنها تحريف الأمم السابقة للكتب السماوية
وعدم نضج الأمم السابقة وتعودهم على طاعة الأنبياء فقط.
ختم النبوة ختمت النبوة
التشريعية والنبوة التبليغية بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى : ( مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً )
الأحزاب40.
الإمامة يقول ابن منظور في لسان العرب : ( الإمام كل من أئتم به قوم
كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين. .
والجمع أئمة وإمام كل شيء قيمه
والمصلح له والقرآن إمام المسلمين وسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام
الأئمة والخليفة إمام الرعية وأممت قوم في الصلاة إمامة أئتم به : أقتدي به والإمام
: المثال. . .
) ويتقارب مدلول هذه الألفاظ كذلك عند غيره من أصحاب اللغة وكلها
تدور حول معاني التقدم والاقتداء.
في الاصطلاح سأكتفي بإيراد تعريف الماوردي
وابن خلدون يقول الماوردي في "الأحكام السلطانية" ص : ( الإمامة موضوعة لخلافة
النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) ويقول ابن خلدون في المقدمة : ( هي حمل
الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها إذ
أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة فهي في الحقيقة
خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) وعليه فالإمام إذا أطلق
فيقصد به رئيس وسلطان وخليفة المسلمين وإذا لم يطلق فبحسب قيده فهناك إمام الصلاة
وإمام السفر وإمام اللغة وإمام الفقه. . .
الخ.
وجوب الإمامة اتفق السواد
الأعظم من المسلمين على وجوب نصب الإمام ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا النجدات من
الخوارج وقلة من المعتزلة والإمام ينصبه الناس بينما اوجب الاثنى عشرية ومن سلك
مسلكهم على الله عز وجل تنصيب الإمام !!! - تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا -
وقد تعورف على أن من يتولى أمر المسلمين يسمى بالخليفة والإمام وأمير المؤمنين دون
أي تقييد.
لكن وفي أواخر الدولة الأموية استخدم العباسيون كلمة الإمام ويقصدون
بذلك زعيمهم الذي يشار إليه بالرضا من آل محمد وأصبحت كلمة الإمام بعد ذلك تحتاج
إلى تقييد وإضافة فيقال إمام المسلمين وعليه فكل خليفة هو إمام وليس كل إمام
خليفة.
الإمام والأئمة في القرآن على عكس ما يروج له حسين الحوثي وأمثاله لم تأت
في القرآن الكريم كلمة "إمام" أو "أئمة" بمعنى صاحب السلطان ورئيس المسلمين وحاكمهم
ففي قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ
فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي
قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة124.
واضح أن المقصود بذلك
القدوة الحسنة وليس السلطان والحكم فإبراهيم عليه السلام لم يحكم أو يتسلطن !!!
وأما قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ
شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ
فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ) هود17.
وقوله تعالى : ( وَمِن قَبْلِهِ
كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً
عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ )
الأحقاف12.
فلا يحتاج إلى بيان فهو واضح للعيان لأن الحديث على كتاب موسى عليه
السلام.
كل متقي إمام !! بل لو أخذنا بتعريفهم القاصر للإمامة لأصبح كل مسلم
إمام قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )
الفرقان74.
أئمة الهدى والضلال وجاء الحديث عن أئمة الهدى وأئمة الضلال والمقصود
بذلك رؤساء الضلال ورؤساء الهدى وليس الحكام والسلاطين بذاتهم وإن كانوا من جملتهم
قال تعالى : ( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ
فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ
لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ) التوبة12.
وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ) القصص41.
وفي
الحديث عن أئمة الهدى قال عز وجل : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوَارِثِينَ ) القصص5.
وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )
السجدة24.
أما قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا
وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء
الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) فالمقصود بذلك إسحاق ويعقوب عليهما السلام
بدليل الآية التي قبلها : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً
وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) الأنبياء72.
وحان الوقت لندخل في الموضوع والله
الموفق.
مقدمة حوثية خائبة يبدأ بمقدمة خائبة خاطئة كاذبة فيقول في "دروس من
سورة آل عمران - الدرس الأول" ص5 : ( لأن الله سبحانه وتعالى يهمه أمر عباده جميعاً
،لكن عن طريق من ؟.
- كما اقتضت سنته - عن طريق بعض عباده ،إذا لم يتحمل هذا
البعض المسؤولية فإنه هو من يجني على البشرية كاملاً ،وهذا حقيقة ،أليس صحيحاً لو
أن العرب هم من التزموا بالدين فإن الله قد وعد بأن يظهره على الدين كله ؟ ،وأمرهم
أن يقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) !!! وكأنهم لم يفتحوا أقطار
الدنيا !! وكأنهم لم يسقطوا إمبراطورية فارس !! وكأنهم لم ينتصروا على الروم !!
وكأن الإمامة الإلهية لا تكون إلا بشرط الطعن في الصحابة !! ثم ما دام أن الله عز
وجل لم يختارهم فأي جناية جنوها على البشرية ؟!! يوجب على الله !!!! ينتقل من
التنظير إلى الإيجاب !! وعلى من ؟ على الله عز وجل !! حيث يوجب على الله عز وجل نصب
واختيار أعلام وخلفاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم !!!! ويجعل عدم وجود هؤلاء
الأعلام منافياً لرحمة الله تعالى !!!! بل ويعتبر إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم
لفترة قصيرة وعدم وجود الأعلام المختارين من الله سبحانه باستمرار وعلى مدى الزمان
تضييع للأمة !!!! وكأن الوحي الإلهي مستمر إلى يوم القيامة ولم ينقطع بوفاة الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم !!! يقول بكل صفاقة في ملزمته "دروس من سورة آل عمران -
الدرس الأول" ص9 : ( إذن فالأمة تحتاج في تاريخها إلى القرآن - وهو قائم بين أظهرنا
- لكن ( رسوله ) هل كان رسول لتلك الفترة إذن فنحن يا الله لماذا تضيعنا ؟.
فترة
قصيرة هي ثلاثة وعشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة تعطي أهلها ،وهم لا يتجاوزون آلافاً
معدودة تعطيهم رسول الله هو سيد الأنبياء والرسل ،ثم تضيعنا من بعد فلا تهدينا إلى
أعلام ،ولا تجعل لنا أعلام ،ولا ترشدنا إلى أعلام ،يقوم فينا خلفاء لرسولك صلواتك
وسلامك عليه ،يهدون الناس بهديه فيجسدون قيمه ومبادئه ويسيرون بالناس سيرته فيلتف
الناس حولهم.
لا يجوز هذا على الله إطلاقاً ،لا يجوز على الله وإلا كان منافياً
لرحمته ) !! ويبقى السؤال الهام : كيف يهدينا الله سبحانه إلى هؤلاء الأعلام ؟ وكيف
يرشدنا إليهم ؟ هل سيقولون للمسلمين نحن الأعلام الذين اختارنا الله عز وجل مثل ما
قال الأنبياء عليهم السلام ؟ وإذا قالوا ذلك وكذبناهم هل تكذيبهم مثل تكذيب
الأنبياء والرسل ؟ الحق عن طريق الأعلام فقط !! الأنبياء أعلام لأممهم والنبي يرشد
قومه إلى الحق ويبعدهم عن الباطل وهذا كما قلنا سابقاً كان في الأمم السابقة أما
أمتنا فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا مختار يختاره الله للعباد بل
من تعلم هذا الدين وأخلص في ذلك وسهر الليالي في التحصيل أصبح إماماً في الدين يشار
إليه بالبنان وإن كان عبداً حبشياً أو مولى فارسياً أما عند حسين الحوثي فالمسألة
مختلفة إذ لا بد من وجود الأعلام المختارين لنعرف الحق وبدونهم فما نحن فيه فهو
باطل !!!! أما كيف أصبحوا أعلاماً فذلك ما سيجيب عليه لاحقاً !! يقول حسين الحوثي :
( فالباطل نفسه يحتاج إلى أعلام ،وما بين أيدينا لم ينتشر تلقائياً ،إنما عن طريق
أعلام شدونا نحوهم ،ثم قالوا هذا هو دينهم هذه هي عقيدتهم ،هذه هي سيرتهم ،هذا هو
ما كانوا عليه ،فالتزموا بما كانوا عليه ،وأصبحوا يملئون أنفسنا ،هكذا يكون انتشار
الباطل ،ولا بد في نفس الوقت أن الحق يسري على هذا النحو.
إذا فالحق يأتي عن
طريق أعلام لهم مكانة في نفوسنا ،أعلام نجلهم ،أعلام نحبهم ،أعلام نحترمهم ،أعلام
ندين بحبهم ،أعلام نعرف تاريخهم المشرق ،أعلام نعرف كيف كانوا يجسدون القيم الصالحة
،كيف كانوا رحماء بالأمة ،من خلال حبي لهم وانشدادي لهم وإجلالي لهم أتحلى بما
كانوا يتحلون به ،أدين بما كانوا يدينون به ،فمن هنا يأتي تقبل الحق. ) ( المصدر
السابق ص11 ) إذاً وحتى يسيطر على المستمعين ويحاصرهم من كل ناحية من أجل هذه
القضية فقد اعتبر كل ما جاء عن غير أعلامه باطل !!! كل دين المسلمين وعقائدهم وما
وصل إلينا عن طريق غير الأعلام المختارين باطل وضلال !!!! ولن أرد عليه بخصوص هذه
النقطة لأن من يسهل عليه الطعن في الصحابة الكرام سيسهل عليه الطعن في غيرهم من
الأنام !!! لكن سيبقى السؤال الهام : كيف نعرف هؤلاء الأعلام ؟ وهل هم فرد أم
مجموعة ؟ ومتى يرسلهم الله عز وجل إلينا وكيف وكيف. . .
الخ الأسئلة التي سنوردها
لاحقاً وفي غمرة هذا الاندفاع الجاهل للترويج للباطل نسي أننا أمرنا بالتحلي
بقدوتنا الوحيد والذي لا يجب أن نتحلى إلا بما كان يتحلى به صلى الله عليه وآله
وسلم قال تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )
الأحزاب21.
ولا ندين إلا بما كان يدين به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال
تعالى : ( قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ
لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران32.
( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل عمران132.
( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ ) الحشر7.
وعشرات الآيات غيرها وهذا هو الدين يا من تزعمون أن
ثقافتكم قرآنية وبينكم وبين القرآن بعد المشرق والمغرب !! من هم المختارون ؟ حان
الوقت ليفصح عما يدور في رأسه وحان الوقت ليوضح لنا من هم هؤلاء الأعلام وأين نجدهم
؟ فقال : ( وورثة من أهل بيت نبيه ،هم لا يرقون بالطبع إلى درجة أنبياء ،إنما هم
ورثة لنبيه يسيرون بسيرته يهدون الأمة بهدية ،يكونون هم أعلام دينه وأعلام هديه
،تلتف الأمة حولهم ) !!!! ( المصدر السابق ص11 ).
وكلامه هذا زاد الطين بلة فأهل
بيته عليه الصلاة والسلام أصبحوا الآن بالملايين !! فهناك من أهل البيت من هم
شافعية مثل آل با علوي بحضرموت وهناك من هم مالكية مثل الأدارسة بالمغرب العربي
وهناك من هم حنابلة وزيدية وحنفية بل واثنى عشرية فمن نتبع من هؤلاء ؟ وهل نتبعه
لمذهبه أم لنسبه ؟ وهل يجمع عليه أهل البيت أولاً ثم يخبرونا بذلك ؟ ويا للعجب !!
حتى الدين له ورثة من أهل بيت نبيه ؟! وكيف نلوم من يورث الملك لأهل بيته إذا كان
نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد ورث الدين لأهل بيته فقط حسب زعم الحوثي ؟!
يقومون مقام الرسول !!! لم يستطع أن يواري ويداري أكثر مما سبق فزل لسانه وأخرج ما
يدور في رأسه وصرح بكلام خطير فقال : ( وفعلاً إذا بقيت الأمة وخاصة نحن الزيدية لم
نؤمن بعد بهذه المسألة ،أنه فعلاً ثقلين لا بد منهما "كتاب الله وعترتي" كما قال
هنا "وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله" أليس المعنى واحد ؟.
والتعبير
واحد ؟.
) !!!! ( المصدر السابق ص12 ) ولا أدري من قال إن المعنى واحد والتعبير
واحد ؟!! هذا والله الجنون بذاته والخبل في أبشع صوره !! وفقط وحتى أبين زيف ما قال
بأبسط مثال أسأل : أليس الدكتور العلامة عبد الوهاب بن لطف الديلمي من العترة ؟
وأليس العلامة مجد الدين المؤيدي - رحمه الله تعالى - من العترة ؟ وأليس العلامة
حمود عباس المؤيد من العترة ؟ - وغيرهم الآلاف من علماء العترة - فلماذا يخالفهم
ولا يتبعهم ؟!! هل لأن هؤلاء وصلوا إلى أعلى مراتب العلم بتعبهم وجدهم فهم ليسوا
ممن اختارهم الله عز وجل في نظر الحوثي حتى وإن كانوا من أهل البيت !!! أم أن حسين
الحوثي هو الوحيد الذي يعلم بالمختارين !!! المقاصاة مع الله !!! سأشير مجرد إشارة
إلى قلة أدبه مع الله عز وجل في عبارته عن المقاصاة !!! وأستمر في إيراد كلامه عن
الأعلام الذين فيهم الكفاية !! حيث يقول : ( لو نريد أن نُقاصي الله ،ولولا أنه
يعلم أن في المسألة كفاية لكان بالإمكان أن نقول : كان تنعكس القضية كان اجعل
محمداً يأتي في القرن العشرين وقت الشدة وقت الأزمات ،لكن لا ؛ لأن الله يعلم أن في
المسألة كفاية وفوق الكفاية ،أن عترته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم كفاية وفوق
الكفاية ،أن يكونوا أعلام للأمة ) !! ( المصدر السابق ص12 ) والسؤال الهام ما
المقصود بالعترة الذين فيهم الكفاية إذا كان المؤيدي والمؤيد والديلمي والشامي ليس
فيهم كفاية ؟! وهل العترة باقية لليوم أم دخل آخرهم السرداب عام 260ه ؟ سأستعين
بأحد أعلام الاثنى عشرية ليخالف الحوثي في موضوع العترة !! وهو أيضاً علوي حسني !!
يقول العلامة الاثنى عشري هاشم معروف الحسني في كتابه "سيرة الأئمة الاثنى عشرية -
القسم الأول" ص11-12 : ( كما وأن الآية الكريمة من سورة الأحزاب التي اشتملت على
كلمتي أهل البيت وإن كان موردها الخمسة أصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن
والحسين ( ع ) كما فهم منها ذلك أكثر المحدثين والمفسرين لكتاب الله إلا أن استعمال
النبي (ص) لهذه الكلمة يعطيها معنى أوسع من ذلك يتسع للأئمة الاثنى عشرية الذين
يدين الشيعة بإمامتهم والبراءة من أعدائهم ،فقد جاء عنه أنه قال أكثر من مرة : أني
مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا
.
وفي رواية ثانية : فانظر كيف تخلفوني فيهما.
فقد قرن النبي (ص) أهل بيته
إلى كتاب الله وجعلهم عدلا له يهتدي بهم الحائرون كما يهتدون به ويسترشد بهم
الضالون كما يسترشدون بأحكامه وتوجيهاته وتعاليمه ولن يضل المقتدي بهم والموالي لهم
لأنهم يعكسون في سلوكهم وأقوالهم وأفعالهم مبادئ القرآن وسنة الرسول وسيرته ويجسدون
الإسلام بكل ما يهدف إليه بدقة وأمانة وإخلاص ،وبلا شك فإن العترة الطاهرة التي
قرنها النبي (ص) بالكتاب ولن يضل المتمسك بها والموالي لها لا تنطبق إلا على الأئمة
الاثنى عشرية الذين نوّه الرسول عنهم في مختلف المناسبات وذكرهم بأسمائهم كما جاء
في كثير من المرويات عن الأئمة وغيرهم ) !!! فهو يقول بأن العترة المقرونة بالكتاب
لا تنطبق إلا على الأئمة الاثنى عشر - وآخرهم غائب منذ أكثر من ألف ومائة عام -
!!!! وحتى لو سلمنا بقول البعض بأن أهل البيت والعترة هم فقط الخمسة عليهم السلام
كل ذلك يهدم كل كلام الحوثي من الأساس !! ويكفينا عناء الرد
المفصل.
writerw1@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد