منصور مقراط
الشنيع الذي شهدته مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية الجريمة الجسيمة والعمل
الإرهابي الشنيع الذي شهدته مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية صباح يوم أمس
الأول السبت نفذته عناصر إرهابية مسلحة من المؤكد انتماؤها إلى تنظيم القاعدة قد
استهدفت أهم معقل أمني وطني استخباراتي وهو مبنى جهاز الأمن السياسي الواقع بمدينة
التواهي وكان ضحيته "7" من عناصر الأمن السياسي و"3" مجندات وطفل و"7" جرحى حسب
المصادر التي تناقلتها وسائل الإعلام. .
هذا العمل الإجرامي البشع حقيقة
لم يكن في الحسبان ليس على مستوى قادة العمل الأمني والسياسي في البلاد بل أحدث
صدمة عنيفة لدى المواطن العادي لهذه الجرأة والاختراق المفاجئ المريب لهذه العناصر
الإرهابية من القتلة والسفاحين المدججين بالأسلحة إلى منطقة حساسة تمثل عمقاً
استراتيجياً مهماً من الصعوبة الوصول إليها ولكن مسلحون يقدمون على فعل إجرامي جبان
نهاراً جهارأً بهذا الحجم الذي لم أرَ له مثيلاً من قبل إلا في الحروب التي شهدتها
البلاد في العقود الماضية. .
لقد كنا حتى قبل وقوع هذا الحادث الإجرامي المؤسف
نتوقع أن مدينة عدن محصنة وتمثل النموذج في الحالة الأمنية المستتبة ونتحدث عن تميز
الأداء الأمني الفاعل واليقظة وهو الذي يجب أن يكون كذلك في مدينة إستراتيجية ذات
أهمية قصوى بمستوى عدن قلب اليمن النابض وحاضرتها وان ما يحدث من اضطرابات وأحداث
أمنية خطيرة في بعض المحافظات باستثناء العاصمة صنعاء يعد شيئاً طبيعياً من عناصر
تنظيم القاعدة وعصابات التخريب وما يسمى بالحراك الجنوبي وجماعات الحوثيين في صعدة
وعمران وحتى الجوف نعتبر ذلك لا يرتقي إلى هز كيان الدولة وإرباك النظام. .
لكن
أن يحصل عمل كارثي مأساوي في مدينة عدن وبصورة لم يستوعبها العقل ولا المنطق أن
تقتحم عناصر مسلحة بعد تخطيها واجتيازها النقاط الأمنية وتصل إلى مبنى الأمن
السياسي وتقاتل جنود الحراسة في البوابة وتدخل لتواصل الاغتيالات وإزهاق الأرواح
البريئة وتوجه قذائف ال"آر بي جي" إلى مكاتب الإدارة وتفجيرها هذا غير مقبول على
الإطلاق وكشف حقيقة الخلل الأمني الذي أدهش وأذهل وأصاب الجميع بخيبة
الأمل. .
الثابت الآن وقد حدثت الكارثة يبقى على الدولة أن تتحرك بكل آلياتها
الأمنية الاستخباراتية الوطنية اليقظة وأسلحتها في مواجهة هذا المشهد للإرهابيين في
القاعدة وأدوات التخريب والعنف في الحراك واقصد هنا المليشيات المسلحة وليس
السياسيين أصحاب المشاريع السلمية الذي يجب أن نتحاور معهم لإنقاذ الوطن من المصير
المجهول لكن نخاطب القيادة السياسية ممثلة بالرئيس صالح أن تضرب بيد من حديد القتلة
والمجرمين والإرهابيين والأهم من ذلك محاسبة وعزل القيادات الأمنية والتنفيذية
والسياسية في المؤتمر الحاكم من الذين اظهروا فشلهم وقتها ولم يكونوا رجال مرحلة
صعبة كهذه في جميع المحافظات وهنا يكمن الخطر على أمن الوطن والسلم
الأهلي. .
والله الموفق. .