محمد الحزمي
التي لا نعرف ماذا نسميها غير بمياه الكوثر في كل مكان وفي عموم برغم انتشار محطات المياه التي لا نعرف
ماذا نسميها غير بمياه الكوثر في كل مكان وفي عموم محافظات الجمهورية بمختلف
مسمياتها وتنوعها إلا انك تجد المواصفات المذكورة في كل ورقة تأتي على غطاء دبة
الماء هي نفس المعلومات التي تجدها في غيرها من الكثير ، وبما أن هذا المشروع أصبح
مشروعاً رائجاً وبسهولة فانك تجد الكثير من هذه المحطات ليس فيها ابسط معايير
النظافة ولا ندري من هي الجهة المخولة بمتابعتها، فمسؤولو الصحة أو الفرق
الميدانية كلنا نعرف أن مائتي ريال إلى خمسمائة ريال تكون كافية لغض الطرف عن هذا
المطعم أو هذه الكافتيريا أو هذا المرفق حتى ولو لم يجد الموظفين تجديد البطائق
الصحية أو حتى لم يكن هناك بطائق صحية ، وعلى تناول الفرق الميدانية فإنها تعتبر
فرصة ودعوة أم في ليلة القدر لم يتحصلوا على هذا الشرف في الحصول على رزق يومي ولو
كان من باب الباطل ، وحين تناقشهم أو تناقش صاحب هذا المشروع الغذائي فانه يقول انه
بهذه الطريقة يوفر الكثير لأنه لو قام موظف الصحة بعمل مخالفة فإنها ستصل إلى خمسة
آلاف ريال إن لم تكن بمثابة إنذار لإغلاق هذا المحل أو تشميعه بالشمع الأحمر ،
وبالطبع تكون محطات المياه ضمن هذا الإطار وعلى هذا النهج ، فالمياه أساس الحياة
ولكن لا يعي أحد بأن الأمانة مطلوبة في كل شيء وبالذات أمانة البيع والشراء فتجد
داخل الحارات هذه المحطات وكأنها تعمل في الظلام ولا رقيب ولا حسيب ، وتجد أحياناً
أن المياه التي تقوم بتعليبها تحتوي على كمية كبيرة من الكلور والذي يستخدم لتنظيف
المياه ودون النظر في إي من المضاعفات التي قد يسببها أو الآثار التي تحدثها هذه
المادة ، ولا ندري ما فائدة الفلترات التي يدعي أصحاب هذه المحطات شراءها وهي لا
تستخدم إلا بصورة شكلية فقط ، فحين يصل "الوايت الماء" يقوم بتفريغه لخزانات المحطة
ومن ثم تعبئته في قوارير يتم بيعها للمواطن وبالطبع مياه الكوثر الصحية حسب ما
يقولون ، وفي مرات كثيرة تجد أحدهم يخبرك بأنه وجد شيئا داخل المياه ما بين قطعة
بلاستيك أو قليل من التراب أو حتى صرصوراً صغيراً أو أي حشرة ولكن من تحاسب ومن
تكلم ، وأحياناً حين يكون طعم المياه متغيراً بسبب مادة الكلور التي تزيد في
أحياناً كثيرة ، ولا يوجد إي دليل من اجل مقاضاة صاحب هذه المحطة أو تلك فكل
المحطات لها نفس شكل اللاصق الورقي والذي يتطلب قليل من الصمع لتثبيت الورقة على
الغطاء والسبب إن صاحب المحطة سيقول لك بسهولة وما الذي يضمن لي إنك أنت لم تقم
بوضع هذا الشيء داخل القارورة ، فلماذا نتعب أنفسنا بعمل هيئات للمواصفات والمقاييس
وفرق ولجان صحية وموظفين ميدانين يعملون على جباية الأموال بطريقة مسيئة جدا وبحجة
أن الراتب لا يكفي ، وبالله عليكم متى كان الراتب يكفي وعين ابن ادم لا تشبع إلا من
التراب كما كان يقال ولو أنها لم تعد حتى تشبع من التراب لان التراب أصبح بالملايين
هذه الأيام ، ولكن ما العمل إخواني إذا كان كلا منا يلجأ إلى هذه المحطات من أجل
الحصول على قطرة ماء نظيفة وأصبح قيمة القارورة التي تساوي خمسة لترات من المياه
بخمسين ريال وهي عبارة عن مياه محطة عادية من اقرب بئر وعبر وايت الماء أو الخزان
المتنقل والذي يكون عادة عبارة عن صندوق من الصدأ ودون أي رقابة وكل هذا بسبب الوضع
كما يقولون واحمدوا الله غيركم مش لاقي ، وهذا الحاصل وإلا اضرب براسك في اقرب جدار
وإلا موت عطش ، وإذا كانت محطات المياه المنتشرة في كل مكان لا تخضع لأي من معايير
ومقاييس ضبط الجودة أو حتى اقل مستويات الصحة التي تحفظ لنا مياه نقية حتى وان كانت
بخمسين ريال فهذا والله يستحق من الجميع أن يتقي الله في نفسه وفي أهله وفي مجتمعه
وفي وطنه ، فمطلوب دوما أن يكون الضمير الإنسان حاضرا في كل شيء ليس مجرد فقط عن
الضمير وإنما قولا وعملا والأمانة هي الأمانة في كل شيء ومطلوب تفعيل دور الرقابة
من وزارة الصحة والتي تعتبر من افشل الوزارات في بلادنا من خلال تفشي الأوبئة
والأمراض وتدهور حالة المستشفيات والمرافق الطبية وانعدام الرقابة على المراكز
والمستشفيات الخاصة ومن خلال بيع المواد الطبية التي نتحصل عليها كمنح إنسانية في
مواجهة أي وباء يتفشى وما وجود مرض حمى الضنك وانتشاره بصورة كبيرة إلا خير دليل
على فشل وزارة الصحة وبصراحة سئمنا ترديد الشعارات وسئمنا قراءة نفس الأسماء منذ
سنين ولم نجد أي تحسن في مستوى الخدمات الصحية ولا حتى الدور الرقابي ويكفي أن تكون
موظفاً ميدانياً في أي مرفق يتبع الصحة أن تستغل فرصتك التي لا تعوض من خلال ابتزاز
أصحاب المحلات التجارية والتغاضي عن المخالفات وإلا بالله عليكم من متى سمعتم عن
إغلاق مطعم أو أي مركز يقدم خدمات الطعام لأسباب صحية ، وكأن الحكومة لا تسائل أي
وزير أو حتى تنظر إلى مشاكل المواطن، فقط يكفيها المهرجانات السياسية والمماحكات
واستغلال أي حدث من اجل البكاء والنحيب وترك المواطن يعاني حتى من شربة ماء ولو
كانت على طريقة كوثر ماء جامع واشرب يا سامع.