صالح باسيد
2010م وهذا الحدث التاريخي الذي ينتظره كل سكان قد مر أسبوع منذ انطلاقة كأس العالم 2010م وهذا
الحدث التاريخي الذي ينتظره كل سكان المعمورة يبدو لي أن هذا العام سيكون أكثر
تميزاً لأن جنوب افريقيا هي البلد المضيف رغم كل المراهنات الكثيرة التي كانت من
قبل جهات دولية والتي حاولت التشكيك في قدرة إحدى دول العالم الثالث على استضافة
هذا الكرنفال الكروي العالمي جنوب افريقيا هذا البلد الذي يتمتع بطبيعة خلابة وبيئة
حيوانية متنوعة وثروات مختلفة وشعب عريق بعاداته وتقاليده لكنه بلد لا يزال
يعاني حتى اللحظة من الفقر والعنف والجريمة، هذا البلد ذو تاريخ حافل جداً بالنضال
ضد الاستعمار والعنصرية والدعوة إلى الحرية والمساواة ومن منا لا يعرف "مانديلا"
الزعيم الذي سجن لسبعة وعشرين عاماً ليخرج بعد هذه التجربة القاسية رئيساً للبلاد
حيث وقف يوما ً أمام شعبه وقال كلمته الشهيرة: "أيها الناس إن الحرية لا تعطى على
جرعات فإما أن تكونوا أحراراً وإما ألا تكونوا" ومن جنوب افريقيا أيضاً بدأ "غاندي"
نضاله ضد الاستعمار في الهند ومن نفس المكان أسس أول جريدة هندية وهي "الرأي
الهندية"، مقارنة باليمن سؤال يحط بثقله على ذاكرتي: لماذا لا يصبح جنوب اليمن
كجنوب افريقيا؟؟ وهل نستطيع حقاً أن نحتضن خليجي "20" ونتمكن من استضافة العالم
أجمع وعلى قدر عالي من الجاهزية والنظام وكمواطنة يمنية أغبطهم على ما قاموا به
حقاً.
ففي بلادي اليمن اتمنى لو تصدق الإدارة ليصدق الفعل ولنشعر كلنا بالفخر
والثقة بجهاتنا المسؤولة مثلما افتخر شعب جنوب افريقيا بحكومته..
رسالة عاجلة
أبعثها لكل مسؤولي الكهرباء والإنارة والإضاءة أن يراعونا هذا الشهر ولا يقطعوا
علينا الضوء فطلاب الثانوية العامة يعانون تحت وطأءة الانقطاعات الهستيرية التي
تمنعهم ليس من مراجعتهم للامتحان بل من متابعة فرقهم ونجومهم المفضلين لأنه بالفعل
كأس العالم جاء في التوقيت المناسب لينسينا همومنا وأحزاناً وخيبتنا بالتعليم داخل
البلاد، فكيف لا يهرب الطالب من ضغط الامتحانات إلى المباريات إذا كان التعليم منذ
بداية العام مهملاً بل أن هناك مدارس ثانوية لم يتوفر فيها مدرسين لأهم المواد
العلمية كالفيزياء والرياضيات والكيمياء، فكيف سيمتحن الطلاب وكيف سيكون الغش هذا
الصباح؟؟ أم أنه لهم الحق في الغش فمسوؤلي التعليم من مدراء ومدرسين قد ضيعوا
الأمانة وقد غشوا طلابنا منذ البداية إلا من رحم ربي دعوهم ودعونا نشاهد كأس العالم
فهو يساعدنا على مداوات كل الجراح ويوحد شعورنا بالإنسانية فعلى الأقل عالمنا
الكبير المليئ بالمشاكل والحروب قادر على التوحد في كرة القدم التي جعلت عيون
العالم أجمع على القارة السمراء وكذلك قلوبهم متعلقة بتلك المستديرة الصغيرة، يا رب
تفوز بالكأس الأرجنتين فهي تستحق وبكل جدارة أن تفوز بالبطولة وكل الآمال والأحلام
منعقدة على الأسطورة "مارادونا" ومهارات "ميسي".
فهذا المونديال أعاد بذاكرتي
إلى مونديال 1994م كنت حينها في السادسة من عمري وأذكر أنني قمت بتعليق صور
مارادونا على كل الجدران ولا أستطيع حتى اللحظة أن أنسى صورته وهو حاملاً لكأس
العالم كان هذا المشهد يخفف عن نفس بعض ذكريات أليمه لحرب قاسية استقبلنا بها
طفولتنا فيا رب تفوز الأرجنتين حتى يخفف ذلك عن نفسي بعض الجراح وأنا أرى بلادي
اليوم في مأزق لا يصدنا عليه أحد، أتمنى أن ينهزم الأميركان والانجليز شر هزيمة،
أما الفرنسيين فقد خيبوا كل الآمال وقد أصبحوا كالحلوى دون سكر بدون المايستري
"زيدان" والطليان تكفيهم البطولة الفائتة والجزائر ممثل العرب الوحيد نتمنى أن
يفاجأنا على أرض الملعب فهذا هو مونديال المفاجآت أما جنوب افريقيا كمنتخب وشعب
وحكومة وأرض قد علمونا درس ثمين اسمه "الإرادة والثقة بالنفس"، أما المنتخب اليمني
فيبدو لي في هذا المونديال مخزناً للقات لا ..لا اعذروني فقد نسيت نحن لسنا في
البطولة ولكن جرفتني الأحلام حين سمعت طفل الجيران يقول " حين أكبر سأصبح مثل
"ميسي" وتفوز اليمن بكأس العالم قلت في نفسي: ما أعظم أحلام الصغار!! نحن في حاجة
ملحة للخروج من كل الأزمات السياسية والاقتصادية أولاً لنستضيف خليجي عشرين لكن ما
المانع دعونا نحلم فربما يتحقق أحلامنا يوماً مثلماً تحققت أحلام "مانديلا" واستحقت
بلاده أن تنال شرف الضيافة وبكل وجدارة.