الجفري
شخصية للأمراض النفسية من الميادين المستحدثة التي ما زال البحث تعتبر دراسة الفن كوسيلة شخصية للأمراض
النفسية من الميادين المستحدثة التي ما زال البحث والتجريب دائرين حولها في أمريكا
وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وقد ظهرت بعض المؤلفات في الربع الأول من القرن العشرين
الماضي والتي تبين الاهتمام المبكر بهذا المجال ولكن حتى هذه اللحظة لم يصل
العلماء إلى استقرار مؤكد لتنظيم دراسة أكاديمية لهذا الموضوع، على الرغم من وجود
جمعية في بريطانيا تدعى "جمعية العلاج بالفن" وازدياد عدد المشتغلين بها في
مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية والعصبية والحقيقية أن المفاهيم الشائعة عن الفن
كمجال ابتكاري لا تحدد بالضرورة النظرة للفن كوسيلة شخصية وعلاجية ومع ذلك لا
يستطاع إغفال أهمية الابتكار في التعبير ولكن النظرة التحليلية أساساً لا تتناول
التعبير الفني أو الرسوم من الجوانب الإبداعية أو من زاوية إتقان المهارات بقدر ما
تتناولها من ناحية قراءة الرموز التي تحتويها لفهم مضمونها او ما تشير إليه،
فالتعبير الفني لغة تزخر بالمعاني ولذلك كلما استطاع المحلل أن يفك الرموز ويقرأ ما
تنطوي عليه من معان يكون قد وصل في تفكيره إلى تكوين المادة التي تعينه في تشخيص
بعض ما يعانيه الفرد الذي يحلل رسومه، بل ويستطيع بالأدلة الظاهرة في الرسوم إيجاد
إيضاحات لها من النوع الذي لا يتحدث عنه المريض جهاراً أمام الغير، أي أن الرسم أو
التعبير الفني يمثل في بعض الأحيان بالنسبة للمريض الصفحة التي يمكنه أن يعكس عليها
ألوان صراعاته ومكنوناته وما خفق في تحقيقه وتلك الآلام التي يعانيها نتيجة ضغط
المجتمع عليه وإغفاله وعدم الاعتدناء بحاجاته، فكان الرسم أو التعبير الفني بوجه
عام يعطي المجال للشخص كي ينفس عما يعانيه لا شعورياً، كما يعطي الرسم مفتاحاً
للطبيب المحلل كي يعرف ما بطن ولذلك لا يكون توجيهه سطحياً ، بل يستند إلى فهم وبحث
ودراسة شخصية المريض.