الفيروز
عشية يوم البيئة العالمي، استعرضت السيدة علا عوض القائم بأعمال رئيس الاحصاء
الفلسطيني الواقع البيئي في الأراضي الفلسطينية تحت عنوان «البيئة الفلسطينية إلى
أين؟» وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن يوم البيئة العالمي الذي يصادف في
الخامس من يونيو من كل عام، والعام 1972 هو ذكرى افتتاح «مؤتمر استكهولم حول البيئة
الإنسانية»،
وقالت رئيس الاحصاء الفلسطيني: ان الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلى جذب الاهتمام
العالمي إلى اهمية البيئة والتحفيز والترويج لأهمية دور المجتمعات المحوري في تغيير
المواقف تجاه القضايا البيئية، ومناصرة الشراكة التي تضمن ان تتمتع كل الأمم
والشعوب بمستقبل اكثر أمانا وازدهاراً.
وأشار البيان إلى ان شعار يوم
البيئة لهذا العام «هو كثير من الأنواع الحية وكوكب واحد ومستقبل واحد»، وهي بمثابة
رسالة تركز على الأهمية المركزية للأنواع والنظم الايكولوجية، ويصادف ايضاً هذا
العام السنة الدولية للأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، هذا وستجرى الاحتفالات
الدولية الرئيسية بيوم البيئة العالمي 2010 في رواندا نظراً لما توجهه هذه الدولة
من مشاكل بيئية...
ونوه القائم بأعمال رئيس الاحصاء الفلسطيني ان العالم يحتفل
بهذه المناسبة في ظل العديد من التحديات البيئية العالمية أهمها استمرار انبعاث
الغازات الدفينة بما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الكون وزيادة ظاهرة تغير المناخ،
وزيادة التصحر، ونقص الغذاء، والفقر، وقلة التنمية المستدامة، وزيادة الفيضانات
وثورات الزلازل، والبراكين وغيرها، وأضافت، أما في فلسطين ففي الوقت الذي يحتفل
العالم فيه بيوم البيئة العالمي وتتبارى الدول في التباهي بالانجازات البيئية التي
حققتها ومستوى جودة الحياة لمواطنيها مستخدمة معايير الاستدامة البيئية الدولية،
فإن هذا التاريخ يذكرنا بقيام إسرائيل باحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس
الشرقية وقطاع غزة وغيرها من الأراضي العربية عام 1967.
فبعد مرور 43 عاماً على
هذا الاحتلال، مازال شعبنا يعيش تحت وطأته وممارساته التي تتمثل باستنزاف الموارد
البيئية في الزراضي الفلسطينية وتدميرها واقامة المستعمرات التي تركت اثاراً مدمرة
طالت جميع عناصر البيئة الفلسطينية، بالاضافة إلى اعمال مصادرة الأراضي ومنع
المواطنين الفلسطينيين من دخولها وممارسة انشطتهم المختلفة، فإن هناك الكثير من
مظاهر التدمير للبيئة الفلسطينية من ابرزها: إقامة الطرق الالتفافية وتشييد جدار
الضم والتوسع وتدمير التنوع الحيوي، واستنزاف المياه الفلسطينية، والمياه العادمة
والنفايات الصلبة، وتلوث الهواء، والضجيج، وتدمير التراث الحضاري، وتدمير القطاع
الزراعي كما استعرضت السيدة علا عوض الواقع البيئي في الأراضي الفلسطينية عشية يوم
البيئة العالمي على النحو التالي: قطاع غزة اكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان
وأقلها موارد طبيعية، ان الاستغلال والاستخدام الجائرين للموارد البيئية من قبل
الاحتلال الإسرائيلي يؤثران سلباً على البيئة وينهكانها، كما وان زيادة السكان على
حساب الموارد المتاحة تسبب تدهوراً في البيئة المحيطة وفي هذا السياق تعاني الأراضي
الفلسطينية من كثافة سكانية عالية، وشح في الموارد الطبيعية، فقد بلغت الكثافة
السكانية في الأراضي الفلسطينية في نهاية العام 2009 حوالي 663 فردا/كم2 بواقع 439
فردا/كم2 في الضفة الغربية و4.140 فرد/كم1 في قطاع غزة اما في إسرائيل فبلغت
الكثافة السكانية في نهاية العام 2009 حوالي 350 فرد/كم2 من العرب واليهود، وفي
مقابل هذه الكثافة السكانية العالية لا نجد مصادر طبيعية متجددة وانما استنزاف من
قبل الاحتلال الإسرائيلي لما هو موجود، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحياة الطبيعية
والبيئة وتردي جودة المياه وندرتها، وازدياد المناطق السكنية المكتظة على حساب
الأراضي الزراعية والغابات، فالمياه في الأراضي الفلسطينية واقع وتحديات، تجمعت
عوامل عديدة لتشكل مخاطر على المياه في فلسطين، من بينها الاستهلاك المفرط للمياه
من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ما ادى إلى استنزاف المخزون الجوفي المتاح،
الا ان اهم هذه المخاطر يتمثل في الاجراءات الإسرائيلية المختلفة حيث حددت إسرائيل
الاستهلاك الفلسطيني للمياه من خلال العديد من الاجراءات، اذ وضعت سقفاً لكمية
المياه المستخرجة من الآبار الفلسطينية بحيث لاتزيد على 100 متر مكعب في الساعة،
ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة، بعد مصادرتها للآبار القديمة والأراضي التي
بنت عليها المستعمرات، وفي حالة الموافقة على حفر آبار الفلسطينيين فإنها تلزمهم
بألا يزيد عمقها على 140 متراً، وتحرم إسرائيل الفلسطينيين من استخدام مياه نهر
الأردن، كما تعرقل امدادات المياه إلى البلديات الفلسطينية بالاضافة إلى ذلك أدى
الاستعمال الإسرائيلي المفرط للمياه وزيادة النمو السكاني بمعدل 2.9 في المئة
سنوياً، وتذبذب كميات مياه الامطار من عام لآخر والاستهلاك غير المتوازن إلى تناقص
المياه في فلسطين.
وهذا إضافة إلى تلوث المياه لأسباب عديدة أهمها تزايد أعداد
السكان وعدم توافر الإمكانات اللأزمة وضعف الخبرات الفنية لإدارة النفايات الصلبة
واعوام الاحتلال الإسرائيلية الطويلة للأراضي الفلسطينية التي تركت اثارها على هذا
الجانب، فالاحتلال يستخدم الأراضي كمكبات للنفايات الصناعية والمياه العادمة،
الناتجة من المستعمرات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية وهي في الغالب
نفايات صناعية من الدرجة الأولى، وبالتالي عالية الخطورة على البيئة وعلى المياه
السطحية والارتوازية الفلسطينية، هذا وساهمت سياسة الاغلاق والحصار وجدار الفصل
العنصري في زيادة عدد مكبات النفايات العشوائية المفتوحة، حيث وصل عدد هذه المكبات
إلى 189 مكب نفايات عشوائيا منها 133 مكبا في الضفة الغربية، مع العلم ان هذه
المكبات العشوائية متواجدة بالقرب من المناطق السكنية وتستخدم تقنية حرق النفايات
الصلبة.
تتعرض التربة في فلسطين إلى العديد من الانشطة البشرية الزراعية
والصناعية ما ينتج عنه الكثير من الاثار السلبية التي تحد من قدرة الارض على
الانتاج ومن ابرز القضايا التي تواجه التربة في فلسطين هي الافراط في استخدام
المخصبات الزراعية ومبيدات الآفات الزراعية، ونظرا للزيادة الكبيرة في عدد السكان
وضيق الرقعة الزراعية، لجأ السكان إلى استخدام المخصبات الزراعية ومبيدات الآفات
الزراعية لزيادة كمية انتاج الاراضي الزراعية، المخصبات الزراعية لقد طالت
الاعتداءات الاسرائيلية على البيئة الفلسطينية الهواء، حيث نجد ان اسرائيل عملت على
زيادة معدلات هذا التلوث عن طريق المصانع المنتشرة في مستعمراتها، فإن كمية كبيرة
من الغازات السامة والضارة الناتجة عن المصانع الاسرائيلية داخل اسرائيل تصل إلى
الاجواء الفلسطينية بفعل الرياح بسبب قرب موقعها الجغرافي من الحدود، كما يصل
الدخان والغازات الناتجة عن محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم في أسدود والمجدل
إلى قطاع غزة بفعل الرياح وايضا تزيد من درجات تلوث الهواء، كما تنبعث الغازات
السامة التي تلوث الهواء من المصانع الاسرائيلية اثناء عملية النقل الامر الذي يؤدي
إلى حدوث عمليات تسريب لهذه المواد.
تشكل الصناعات الاسرائيلية في الضفة الغربية
وقطاع غزة، والصناعات داخل اسرائيل الخطر الاكبر على تلوث الغلاف الجوي في الاراضي
الفلسطينية، حيث ان المراكز الصناعية الاسرائيلية الكثيرة المنتشرة في شتى انحاء
الضفة الغربية تلوث الغلاف الجوي بكميات كبيرة من الغازات الدفيئة، حيث يتوقع خبراء
المناخ ان تزداد الغازات الدفيئة المنبعثة من المناطق المحتلة عام 1948 بنسبة 40 في
المئة وذلك حتى العام 2020، ومن مظاهر تغير المناخ في فلسطين تناقص كميات الامطار
وارتفاع درجات الحرارة .
ان الواقع البيئي في الاراضي الفلسطينية سيئ للغاية
بسبب قيام اسرائيل باحتلالها الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة
وغيرها على مدى اعوام طويلة وهي كفيلة باستنزاف الموارد البيئية وتدميرها والتي
تركت فعلا اثارا مدمرة، لذا نكرر ما بينه الاحصاء الفلسطيني عشية يوم البيئة
العالمي: البيئة الفلسطينية ذاهبة إلى أين؟.