من حق
سكان القرية الكونية أن يغتنموها.
تشبه السفر بعيداً ولو عبر الشاشات
فقط.
فرصة للمواطن العربي أن ينسى هموم وطنه.
عجز الحكومة عن كبح التضخم أو
البطالة.
أو تحسين مستوى التعليم.
أو خفض منسوب الفساد.
وتقليص شهية
السياسيين للإقامة في مواقعهم الى الأبد.
والرفض العميق لمبدأ تداول
السلطة.
والاحتقار الشديد للدستور وبنوده.
والسخرية المُرّة من هيئات الرقابة والمجتمع المدني.
والعجز عن خفض
فظاظة الشرطة في معاملة المواطنين.
وتشوّق مديرية الاستخبارات الى انتزاع
الاعترافات.
ورغبة وزارة الإعلام في كتابة كل عناوين الصحف.
إنها فرصة للفرار
من الرسوم البيانية التي تحكي قصة بعض الانهيارات الاقتصادية.
وتقلب أسعار
العملات.
وتصدع شركات بحجم امبراطوريات.
ونداءات شدّ الأحزمة.
وخفض
الإنفاق.
يحتاج العربي الى إجازة بحجم «المونديال».
وجميل أن ينقسم عشاق
الكرة العرب.
هذا يراهن على المانيا.
وذاك على البرازيل.
وثالث على
ايطاليا.
ورابع على هولندا.
هذه الانقسامات أفضل بكثير من الانقسامات على
خطوط التماس العرقية والمذهبية.
والاستماع الى التصريحات التي تؤكد التلاحم
الوطني.
والانتظار المرير لولادة حكومات الوحدة الوطنية.
والذهاب المكلف الى
صناديق الاقتراع.
ثم إلغاء النتائج وكأنها لم تكن.
جميل أن ينهمك العربي
بأسماء اللاعبين البارزين.
وأسعارهم.
وعدد الأهداف التي
سجلوها.
والتمريرات والتسديدات.
ونزاعات النجوم المشاكسين مع
المدربين.
لذيذ مثلاً أن يقرأ أن مهاجم منتخب فرنسا نيكولا أنيلكا ردّ على
ملاحظات المدرب بالقول: «اذهب الى الجحيم يا ابن العاهرة».
ويرد المدرب: «إذاً
ستخرج».
معارك بلا شطب نهائي أو إلغاء.
صحيح أن بعض المباريات يستحضر مشاعر
قومية فوّارة.
ويستلهم جروحات التاريخ وحساسياته.
لكن الصحيح أيضاً أن هذه
الحروب تدور بلا أحزمة ناسفة وبلا عبوات متطورة وبلا انتحاريين.
لذيذ أن يرفع
العربي على شرفة منزله علم الفريق الذي يحب.
يشعر لمرة أن من حقه أن يحبّ
أحداً.
أن يختار.
وأن يشجع.
وأن يغامر.
ويتحمل مسؤولية قراره.
وأن
يكتشف أنه جزء من العالم.
وأن علاقته بهذا العالم لا تقتصر على الخوف والإحباط
والانتحار.
إنه أمر جيد فعلاً أن يدرك الشاب العربي أن على اللاعبين احترام
قانون اللعبة.
وأن الكاميرات ساهرة لكشف أي تلاعب إذا غابت أنظار الحكم عن
ارتكاب ما.
وجيد أن تكون للحكم سلطة شرعية فيرفع في وجه المخالف بطاقةً صفراء قد
تتحول حمراء إذا استمر في غيّه.
فلنذهب في إجازة.
علّها تريحنا.
من
سيناريوات التنافس التركي - الإيراني على كأس الإقليم.
من هذه المباريات المكلفة
على الملاعب العربية الممتدة من بغداد الى بيروت.
ومن إطلالات «القاعدة» في مأرب
وعدن.
ومن تعثر الفرق العربية في مباريات التأهل.
يستحق العربي
إجازة.
أناشد الصحافيين والمحللين السياسيين ألاّ يفسدوها.
سيكون لدينا متسع
من الوقت للعودة الى موسم الكآبات الطويل.