الحزمي
قناة السعيدة والتي تميزت بتنوع برامجها وجمال ما تقدمه للمشاهد اليمني في الداخل
والخارج ولعل ما كان يميز هذه القناة التي لا تعتبر قناة دينية متخصصة بقدر ما تكون
اقرب لان تكون قناة غنائية أنها تهتم بالأناشيد وتقوم بعرضها بصورة مستمرة وهذا شيء
جميل جدا ، وكثيرة هي الأناشيد التي تعرضها سواء كانت صوتية أو مصورة على طريقة
فيديو كليب ولكن ما شاهدته بالأمس
القريب والله كان كارثة حقيقية بحق الأناشيد وكل ما يتعلق بهذا اللون من الفن
الإسلامي والذي أصبح من النادر وجوده في ظل وجود شركات إنتاج تبحث عن المردود
المادي فقط دون النظر إلى القيمة التي يقدمها وافتقادها لكل ما له معنى أو صلة
قرابة مع الإنشاد من قريب أو بعيد ، فتم عرض أنشودة إيقاعاتها ليست بغريبة أبداً عن
الأغاني وبالتحديد أغاني هذا الزمن وبسم الله ما شاء الله أخونا المنشد يقوم
بالتمايل يمينا ويسارا في حركات حتى بعض الفنانين ابتعد عنها وحاول أن يكون ثابتا
وهو يغني وليس ينشد وطبعا الجمهور يصفق ولا بد طبعا من تدخل فنيات المخرج والمصور
فيقوم المصور بأخذ لقطات لفتيات يقمن بالتصفيق ومرات يحاول أن يدبلج المنظر على
عيون هذه الفتيات ومرات على أشياء أخرى لا نريد ذكرها لأننا نتكلم عن الأناشيد وليس
عن سواها ، فاستغربت واستنكر كل من حولي هذا الشيء وقام احدهم يخاطبني ويقول بأمانة
هل هذه هي الأناشيد يا أخي علي وأين أناشيد زمان فتية الحق انيبوا والى الله
استجيبوا أن بشأن الدين قمنا جاءنا النصر القريب وأين الكلمات الخالدة والشامخة :
تقدم تقدم فدرب مجد وموتك نصر وصوتك رعد تبسم بوجه الردى يا فتى فانك ماضٍ لجنات
خلد وأين : هبّي يا ريح الإيمان وكوني إعصاراً هبي في إرجاء الأرض وذري الأنوارا
فلعل الأسرى في الأرض تغدو أحرار تنعم بالأمن ** من رب الكون ** يا رب وأين خوالد
الاعتزاز والتي كانت تبعث الاعتزاز في كل مسلم وهو يرددها وليس لأناشيد والله حتى
الأغاني منها بريئة فلم تعد الكلمات هي الكلمات وأصبحت الموسيقي الغربية قبل
العربية لا تصاحبها فحسب بل وتسمع الأنشودة التي أصبحت عبارة عن معزوفة من الراب أو
الموسيقى التي تميز بها الهنود الحمر المؤسسين لبلد العم سام - الولايات المتحدة
الأمريكية ، وفوق هذا وذاك تجد المنشدين وكأنهم حرروا ارض المقدس واحدهم يقف ويتكلم
ولم يبقى فيه ذرة حياء لما يقدمه بل ويفخر وتتهلل أسارير وجهه فرحا حين يناديه
احدهم باسم الفنان وليس المنشد وهكذا كان الانحدار والتحول إلى جني الأموال بدلاً
عن البحث عن الخير ورضا رب العباد .
لذا أتمنى ألا يحمل البعض طرحي هذا تحاملا
على المنشد أمين حاميم بعينه أو حتى قناة السعيدة فهذا ليس إلا الشيء اليسير ، وهذا
الكلام ليس محض افتراء على احد ولا من ضروب الخيال، هو فقط مجرد طرح أتمنى أن يلاقي
بعض القبول من المعنيين أمثال أصحاب المؤسسات التي تسعى للبحث عن المردود المادي
فقط فتجد المنشد ينشد اليوم ذكر الحبيب المصطفى وأناشيد في قمة الروحانية وإذا لاقى
بعض الرواج والاستحسان قام بعمل الكاسيت الثاني أو الإصدار الآخر عبارة عن أناشيد
زفاف واستند وجمع كل الحان منى علي وأيوب طارش وعبدالباسط عبسي وقال أناشيد ولم
يراجعه احد بل واستدل ببعض الفتاوى التي أجازت استخدام بعض الآلات الموسيقي أو
التأثيرات الموسيقية الطبيعية ومنها تجد بعض الأناشيد تبدأ بكلمة انجليزية "ون تو
ثري" وكلام انجليزي وبعض الجنون المتعلق بأماكن الفوضى في المجتمعات الغريبة وتجد
لهذه الأشياء القبول ، وكأن من حاول الابتعاد عن سماع الأغاني دخل في أسوا من
الأغاني فلا ضير والله أن يسمع الأغاني ولا يحمل نفسه تهمة الاستماع إلى أناشيد وهي
في الحقيقة أغاني بل واخطر من الأغاني لان لها مشرعين من وجه آخر ويقبلون بكل أنواع
الرخيص ويكفيهم أنهم يكسبون مالا ولا يهم ما يقدمون ولا يهم حتى ردود أفعال
المستمعين ما دام هناك جمهور من الفتيات يقومن بالتلويح للكاميرات والتصفيق ومخرجين
ومصورين يقومون بتجسيد الأنشودة كأنها أغنية متكاملة الإطراف من نظرات وهمسات
وحركات ويختتمها المخرج بلقطات للمنشد وهو يتمايل يميناً ويساراً ويتراقص وقالوا
بالطبع أناشيد ، فهل ستكون قناة السعيدة كما كانت محل احترام الجميع وتعمل على عدم
الإساءة إلى نفسها ولا الإساءة إلى الإنشاد ومواصلة المسير في تقديم مادة إعلامية
متميزة وليس مادة إعلانية عفى عليها الزمن ولم يقبلها أحد فارتضت بالرخيص ونحن
بالطبع سنقول لها عفواً نحن لا نقبل بالرخيص.
تحية اقدار وإجلال لكل المنشدين
الذين يكافحون مع لقمة العيش من اجل الحفاظ على مبادئ سامية جسدوها في مشاويرهم ولم
يريدوا من تقديم ما قدموه سوى رضى الله سبحانه وتعالى ولا سواه حتى وان كانوا لا
يصنفون من المحظوظين ولكن يكفيهم فخرا أنهم لا يزالوا على المبدأ ، وشكراً لكل صاحب
مبدأ.