العرب
أونلاين
أونلاين
الدبلوماسية المصرية اختفت في
الأشهر الأخيرة من الساحة الدولية وخفتت أصوات ممثليها منذ التصريح الشهير لأبو
الغيط الذي تعهد فيه بكسر رجلي ويدي أي فلسطيني يحاول دخول تراب مصر هربا من جحيم
الحصار في غزة..هذه الدبلوماسية استفاقت فجأة من خلال احتجاجها على تصريحات لوزير
الخارجية السوداني الجديد علي كرتي التي قال فيها إن دور مصر في الملفات السودانية
المختلفة ضعيف وأن السودانيين كانوا يتمنون دورا مصريا أفضل وأكثر حماسا وانحيازا
لوحدة البلد الذي تربطهم به روابط قوية.
ولا ندري هنا لماذا يحتج
المسؤولون المصريون على هذه التصريحات وهم أنفسهم يعترفون بأن دورهم لم يعد كما كان
حين كانت مصر تنتصر لقضايا الأمة وتدافع عن تحررها ووحدتها وتتزعم حركة رفض دولية
واسعة في مواجهة الامبريالية..
فقد شاهد المصريون، حكومة وشعبا، كيف أن دولا
أفريقية ناشئة اتفقت على استهداف حق مصر في مياه النيل، وقررت دون الرجوع إلى
القاهرة ولا التفاوض معها أن تغيّر نصوص اتفاقيات تقسيم مياه هذا النهر الذي ارتبط
تاريخه باسم مصر..
ولم يغيّر الاحتجاج المصري من الصورة شيئا خاصة أن بعض هذه
الدول يتواطأ مع إسرائيل جهارا نهارا ويقيم السدود بإشراف مباشر من مهندسين
إسرائيليين، وهناك حديث عن أن الكيان الصهيوني، ورغم اتفاقية التطبيع والمهانة التي
أبرمها مع السادات وأجهض بها أي التزام قومي للقاهرة، هذا الكيان يريد أن يخنق مصر
ويقزّم دورها حتى إذا فكّرت يوما في أن تنتفض على اتفاقية العار تجد نفسها عاجزة عن
فعل أي شيء.
يضاف إلى ذلك أن مصر التي عاملت أهل غزة بغلظة وغطرسة وأحكمت الحصار
عليهم، وانخرطت بحماس في "حرب كرامة" مع الجزائر من أجل لقاء في كرة القدم، وتحتج
الآن على تصريحات الوزير السوداني بما يكشف الحساسية البالغة لدى المسؤولين
المصريين من نقد الأشقاء لدور القاهرة أو الاختلاف معها أو الظهور في الساحة بديلا
عنها، هي نفسها التي تحملت بصبر أيوب التصريحات المتعجرفة لوزير الخارجية
الإسرائيلي ليبرمان التي جاء فيها ما يمس من كرامة الرئيس مبارك وكرامة مصر، وهي
نفسها التي تتحمل نقد شخصيات من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية لأوضاع
الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلد المحوري بالمنطقة دون احتجاج ولو بصوت خافت على
التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية.
الحقيقة التي لا جدال فيها أن مصر
تراجعت تراجعا مذهلا في السنوات الأخيرة بعد أن غرقت في قضية التوريث التي صارت
الشغل الشاغل للشارع المصري سواء داخل الحزب الحاكم والسلطة أو داخل المعارضة، وقد
أثّر الأمر على صورتها كدولة تقوم على هامش من الحرية الفكرية والسياسية وكقطب
سياسي إقليمي خاصة وهي تحتضن مقر الجامعة العربية ومنها تصاغ أغلب القرارات
العربية
الأشهر الأخيرة من الساحة الدولية وخفتت أصوات ممثليها منذ التصريح الشهير لأبو
الغيط الذي تعهد فيه بكسر رجلي ويدي أي فلسطيني يحاول دخول تراب مصر هربا من جحيم
الحصار في غزة..هذه الدبلوماسية استفاقت فجأة من خلال احتجاجها على تصريحات لوزير
الخارجية السوداني الجديد علي كرتي التي قال فيها إن دور مصر في الملفات السودانية
المختلفة ضعيف وأن السودانيين كانوا يتمنون دورا مصريا أفضل وأكثر حماسا وانحيازا
لوحدة البلد الذي تربطهم به روابط قوية.
ولا ندري هنا لماذا يحتج
المسؤولون المصريون على هذه التصريحات وهم أنفسهم يعترفون بأن دورهم لم يعد كما كان
حين كانت مصر تنتصر لقضايا الأمة وتدافع عن تحررها ووحدتها وتتزعم حركة رفض دولية
واسعة في مواجهة الامبريالية..
فقد شاهد المصريون، حكومة وشعبا، كيف أن دولا
أفريقية ناشئة اتفقت على استهداف حق مصر في مياه النيل، وقررت دون الرجوع إلى
القاهرة ولا التفاوض معها أن تغيّر نصوص اتفاقيات تقسيم مياه هذا النهر الذي ارتبط
تاريخه باسم مصر..
ولم يغيّر الاحتجاج المصري من الصورة شيئا خاصة أن بعض هذه
الدول يتواطأ مع إسرائيل جهارا نهارا ويقيم السدود بإشراف مباشر من مهندسين
إسرائيليين، وهناك حديث عن أن الكيان الصهيوني، ورغم اتفاقية التطبيع والمهانة التي
أبرمها مع السادات وأجهض بها أي التزام قومي للقاهرة، هذا الكيان يريد أن يخنق مصر
ويقزّم دورها حتى إذا فكّرت يوما في أن تنتفض على اتفاقية العار تجد نفسها عاجزة عن
فعل أي شيء.
يضاف إلى ذلك أن مصر التي عاملت أهل غزة بغلظة وغطرسة وأحكمت الحصار
عليهم، وانخرطت بحماس في "حرب كرامة" مع الجزائر من أجل لقاء في كرة القدم، وتحتج
الآن على تصريحات الوزير السوداني بما يكشف الحساسية البالغة لدى المسؤولين
المصريين من نقد الأشقاء لدور القاهرة أو الاختلاف معها أو الظهور في الساحة بديلا
عنها، هي نفسها التي تحملت بصبر أيوب التصريحات المتعجرفة لوزير الخارجية
الإسرائيلي ليبرمان التي جاء فيها ما يمس من كرامة الرئيس مبارك وكرامة مصر، وهي
نفسها التي تتحمل نقد شخصيات من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية لأوضاع
الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلد المحوري بالمنطقة دون احتجاج ولو بصوت خافت على
التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية.
الحقيقة التي لا جدال فيها أن مصر
تراجعت تراجعا مذهلا في السنوات الأخيرة بعد أن غرقت في قضية التوريث التي صارت
الشغل الشاغل للشارع المصري سواء داخل الحزب الحاكم والسلطة أو داخل المعارضة، وقد
أثّر الأمر على صورتها كدولة تقوم على هامش من الحرية الفكرية والسياسية وكقطب
سياسي إقليمي خاصة وهي تحتضن مقر الجامعة العربية ومنها تصاغ أغلب القرارات
العربية