;

الامتحانات ولعنة كأس العالم 1513

2010-06-24 05:55:09

علي
محمد الحزمي


تأتي امتحانات العام الحالي
للشهادتين الإعدادية والثانوية في خضم أحداث كأس العالم والمقامة
تأتي امتحانات العام الحالي
للشهادتين الإعدادية والثانوية في خضم أحداث كأس العالم والمقامة حالياً في جنوب
افريقيا ولأول مرة تقام في القارة السمراء وبمنافسات قد تكون شبه معدومة نظرا
لأسباب تتعلق بالمكان والزمان ، ولعل هذا التوقيت الذي لم يكن أبداً في صالح
أبنائنا الطلاب ممن يخوضون غمار المنافسة بوجه آخر من حيث البحث عن معدلات التحصيل
العلمي التي تخولهم الانضمام إلى الكليات العلمية العليا ومواصلة رحلة العلم التي
لا تنتهي.

وإذا كانت امتحانات هذا العام والتي صاحبتها قرارات حازمة من
قبل وزير التربية والتعليم والتي تمثلت في محاسبة المتسيبين بكل ما يعكر صفو
العملية الامتحانية للطلاب في شتى عموم محافظات الجمهورية وكذا بنقل مراكز امتحانية
حصل فيها بعض المخالفات التي استحقت نقلها إلى أماكن أخرى ، وهذا ما يدعونا حقا
كمواطنين العمل على إيجاد كافة السبل التي تتيح للطلاب دخول الامتحانات بعيداً عن
المماحكات التي عهدناها في شتى مناحي حياتنا ، بل ويتوجب على الجميع من أولياء أمور
ومسؤولين العمل جنبا إلى جنب من اجل توفير وتسهيل كل ما يتطلب ومن اجل إيجاد جيل
يستحق ما بذل من اجله مجهوداته في تحصيله العلمي وليس على جيل تعود على الغش منذ
سنوات الدراسة وهذا يرسم لنا مستقبلا أجمل من مستقبلنا الذي نعايشه من خلال وجود
الفساد المستشري في كافة المؤسسات والمرافق سواء كانت حكومية أو غيرها ، وإذا اعتمد
البعض على استخدام أساليب متعددة وأفكار لم تخطر على عقل أحد من أجل أن يقوم بتسريب
امتحان أو محاولة إيصال الحل للطلاب عبر مكبرات الصوت أو عن طريق التهجم على لجان
الامتحانات فإن هذا يستحق من الجميع الوقوف بكل الأشكال ضد مثل هذه التصرفات ، وكل
هذا بالتأكيد يصب في مصلحة الوطن أولاً ، فصلاح المجتمع يبدأ من صلاح الفرد ، وإذا
كان ولي أمر الطالب جاء إلى المركز الامتحاني من أجل أن يقوم بعمل فوضى تمكنه من
إيجاد طريقة أو أخرى لكي يشجع أبناؤه على الغش فلا عزاء على الوطن ولا عزاء على
المستقبل ولا عزاء على التعليم في وطننا ، وإذا كان البعض يعلل أن الحياة أصبحت
تتطلب أن يقوم الإنسان بتصرفات مماثلة من أجل أن يحظى ابنه بفرصة لم يستطع هو
الحصول عليها فهذا دليل كبير على الفشل الأسري والفشل التربوي والذي بالطبع سيخلف
آثاراً تطال المجتمع ككل .
فالطلاب أنفسهم يعملون جاهدين من أجل أن يستطعوا
إكمال مسيرتهم العلمية والحصول على معدلات مرتفعة تخول لهم رسم ملامح المستقبل ،
فإنهم يتحملون الكثير من المشاق المتمثلة في وجود وسائل العلم الحديث والتي أصبحت
بالطبع وسائل لهو قبل أن تكون وسائل معرفة وتحصيل وفائدة ، فمحلات العاب البلاستيشن
منتشرة في كل مكان ومقاهي الانترنت في كل حارة والملاعب تشد الجميع للمتابعة سواء
من خلال مباريات كاس العالم أو من خلال ممارسة اللعب مع الطلاب الذين أكملوا
امتحانات النقل قبل أيام ، وهذا بحد ذاته يشكل عبئاً كبيراً على الأسرة والتي تتحمل
كل المشاق من اجل توفير جو مناسب للطالب من اجل الاستذكار والاستعداد للامتحان بشكل
جيد ، فتجد بعض الأسر لا تنتبه إلى مصلحة الطالب إلا حين يقترب موعد الامتحان
وحينها يقوم رب الأسرة باستقدام معلمين وعلى حسابه الخاص ولا يلتفت إلى الأسباب
التي جعلت ابنه غير ملم بدروسه ومنها الهروب من المدرسة والتحجج بغياب المدرسين
وانشغالهم وكذا تأخر صرف المنهج وندرة الكتاب المدرسي ، وحين يأتي موعد الامتحانات
تجد الكثير وقتها يقوم بطرق المشاكل وكأنه لم يكن متواجد طوال أيام العام الدراسي ،
ولم يتنبه إلى وجود مشاكل في المدرسة أو أشياء تستحق منه الذهاب إلى المدرسة
ومناقشتها مع الإدارة إلا وقت الامتحانات ، بل وبعض المدارس تجد مدرسيها لا يعملون
إلا وقت نزول اللجان الميدانية أو قبل صرف الراتب بيوم أو يومين وتجد بعضهم يقوم
بإيجاد بديل يغطي وظيفته وهو يقوم بعمل آخر أو حتى بالاغتراب خارج الوطن ، وهنا
تجتمع المعوقات التي تجعل من الطالب الضحية أولا وأخيرا.
وإذا كان بعض أولياء
الأمور يقوم باختراع طرق عديدة من أجل أن يتيح المجال لابنه بالغش فهذه والله ظاهرة
خطيرة تحتاج من الجميع إلى العمل بوعي اجتماعي وطني في المقام الأول من أجل الحفاظ
على جيل يعرف مراقبة الضمير قبل أن يفكر بمراقبة الغير ويتقي الله ويجعل من حياته
انموذجاً لصلاح المجتمع وليس من اجل الغش وهو لا يزال في مراحل الدراسة الأولى ،
وإذا كان كأس العالم يعتبر الهم الشاغل لأغلب الطلاب فنصيحتي لكل الطلاب بالاهتمام
بالدراسة وترك كل ما يلهيهم وهي مجرد أسابيع وستنتهي قبل انتهاء التصفيات الحاسمة
في كاس العالم وحينها لا مانع من متابعة هذه الفعالية التي تجذب المشاهدين من كل
بقاع الأرض ، ونصيحة لكل أولياء الأمور بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتركوا
الأعمال التي تعود بالضرر على الوطن ككل وليس على فلان أو فلان ، وليعلموا أنهم حين
يجعلون أبناءهم يتحصلون على درجات لا يستحقونها فإنهم بالتأكيد سينصدمون بمعوقات
اكبر في المستقبل القريب وهنا سيكون الضرر اكبر ونحن بالتأكيد لا نبحث سوى عن جيل
جديد يرسم المستقبل الجديد والغد الأفضل.
a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد