عمار بن
ناشر العريقي
ناشر العريقي
التبرم والتألم من آفة الفساد وتغول
سدنته المفسدون صار اليوم مدار حديث الناس في مجالسهم وله حق الصدارة في همومهم
وتتربع أخباره على الصفحات الأولى من وسائل الإعلام المختلفة وقد أطبق الجميع من
عامة الناس وخاصتهم من الساسة والمثقفين على وقوف الفساد وراء كل مشكلات البلاد
السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث تظهر آثاره الخطيرة في مظاهر الفقر والغلاء
والبطالة والجهل وسوء توزيع الثروة
وفرص الدراسة والوظيفة وفي تهديد البلاد في وحدتها وقوتها وأمنها وسيادتها،
والحيلولة دون تقدمها وإزدهارها وتعظم خطورة الفساد في قوة وعموم فاعلتيه حتى إن
العشرات بل إن العديد منهم يمكنهم تهديد مصالح دولة وشعوبهم تعدادها الملايين! "ولو
ألف بانٍٍ خلفهم هادم كفى..
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم؟" لاسيما إذا تربع
المفسدون مصادر القرار والتأثير ولم يجدوا من يردعهم فيها ومن خلالها في مؤسسات
الدولة والمجتمع المدني، وكما قيل في المثل "إن شعب مصر صانع الفراعنة" كما جاء في
القرآن الكريم ((فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين)).
وفي الصحيح
"أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم إذ كثر الخبث" والخبث هو الزنا
وعموم الفواحش والمعاصي وهو فساد أخلاقي، لكن أعظم أنواع الفساد هو الفساد الإداري
ومنه تعدد سائر أنواعه: المالي والقضائي والأخلاقي وغيرها.
وتكمن طبيعة الفساد
الإداري وحقيقته في سوء استغلال النفوذ والسلطة وتولية غير أهل الكفاءة والقوة
والعلم والأمانة لاعتبارات شخصية أو حزبية أو قبلية كون حقوق الناس ومصالحهم لا
تتوفر إلا بقيادة أمنية رشيدة ((إن خير من استأجرت القوي الأمين)).
وفي الصحيح
"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وما إضاعتها؟ قال: إذ وسد الأمر إلى غير
أهله" "لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولا صلاح إذا جهالهم سادوا تهدى الأمور بأهل
العلم ما بقيت فإن تولوا فبالأشرار تنقاد لقد أوضح القرآن طبيعة الفساد وأهله
المتسمين بالخداع والنفاق والدعاوى الكاذبة قال تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ((ومن الناس
من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا
تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له
اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)) وواضح من تأمل الآيات
الكريمة أن الفساد يتسع مجاله حتى يشمل كل الأرض وأن أطماعه ليس لها حد ولا نهاية،
كما يتضح شدة ما يتصف به المفسدون من مراوغة ومناورة ووقاحة ومكابرة "ألد الخصام"
"أخذته العزة بالإثم" "إنما نحن مصلحون" وما كان لهم أن يبلغوا هذا الحد من الوقاحة
والخصومة والعناد إذا وجدوا من يردعهم وهو ما تكفلت به لجان الرقابة والتفتيش وهيئة
مكافحة الفساد، والتي إن ثبت في أعضائها صلاح لكن بلا صلاحية على طريقة " العين
بصيرة واليد قصيرة".
وكأن المفسدين يمارسون هوايتهم المفضلة وهم يلبسون طاقية
الاخفاء أو كأنهم نوع من الجان قال تعالى:"إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"
أو "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" إن المسؤولية تقع
على عاتق الجميع بداية من إصلاح المحضن الأول البيت والأسرة حتى يرتضع الطفل
الأمانة والنزاهة من ثدي أمه ومن خلال معاملة وتربية والديه ثم المدرسة والمسجد،
ينمو على الوعي ويقظة الضمير والإيمان والمراقبة ثم على عاتق خواص المصحلين من
العلماء والمثقفين الذين ينبغي أن يتصفوا بالايجابية والفاعلية في فضح الفساد وأهله
ومزاحمتهم في مواقعهم كما فعل يوسف عليه السلام حيث طلب السلطة وانبرى لها في دولة
عزيز مصر الفرعوني فقال ((اتجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم))، كما أن أعظم
مفاتيح الحل والمعالجة تقع على عاتق الحكومة وخاصة الأخ الرئيس وفقه الله ورزقه
البطانة الصالحة "فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" ومازالت الآمال معقودة
بعد الله تعالى عليه فإن التضحية بالآحاد منهم أقل مفسدة من التضحية بوحدة الشعب
وأمنه ورخائه وفي ذلك، ما يقطع دعوات أهل الفتن المبتغية الشر بأهل اليمن، والله
الموفق..
سدنته المفسدون صار اليوم مدار حديث الناس في مجالسهم وله حق الصدارة في همومهم
وتتربع أخباره على الصفحات الأولى من وسائل الإعلام المختلفة وقد أطبق الجميع من
عامة الناس وخاصتهم من الساسة والمثقفين على وقوف الفساد وراء كل مشكلات البلاد
السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث تظهر آثاره الخطيرة في مظاهر الفقر والغلاء
والبطالة والجهل وسوء توزيع الثروة
وفرص الدراسة والوظيفة وفي تهديد البلاد في وحدتها وقوتها وأمنها وسيادتها،
والحيلولة دون تقدمها وإزدهارها وتعظم خطورة الفساد في قوة وعموم فاعلتيه حتى إن
العشرات بل إن العديد منهم يمكنهم تهديد مصالح دولة وشعوبهم تعدادها الملايين! "ولو
ألف بانٍٍ خلفهم هادم كفى..
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم؟" لاسيما إذا تربع
المفسدون مصادر القرار والتأثير ولم يجدوا من يردعهم فيها ومن خلالها في مؤسسات
الدولة والمجتمع المدني، وكما قيل في المثل "إن شعب مصر صانع الفراعنة" كما جاء في
القرآن الكريم ((فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين)).
وفي الصحيح
"أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم إذ كثر الخبث" والخبث هو الزنا
وعموم الفواحش والمعاصي وهو فساد أخلاقي، لكن أعظم أنواع الفساد هو الفساد الإداري
ومنه تعدد سائر أنواعه: المالي والقضائي والأخلاقي وغيرها.
وتكمن طبيعة الفساد
الإداري وحقيقته في سوء استغلال النفوذ والسلطة وتولية غير أهل الكفاءة والقوة
والعلم والأمانة لاعتبارات شخصية أو حزبية أو قبلية كون حقوق الناس ومصالحهم لا
تتوفر إلا بقيادة أمنية رشيدة ((إن خير من استأجرت القوي الأمين)).
وفي الصحيح
"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وما إضاعتها؟ قال: إذ وسد الأمر إلى غير
أهله" "لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولا صلاح إذا جهالهم سادوا تهدى الأمور بأهل
العلم ما بقيت فإن تولوا فبالأشرار تنقاد لقد أوضح القرآن طبيعة الفساد وأهله
المتسمين بالخداع والنفاق والدعاوى الكاذبة قال تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في
الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ((ومن الناس
من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا
تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له
اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)) وواضح من تأمل الآيات
الكريمة أن الفساد يتسع مجاله حتى يشمل كل الأرض وأن أطماعه ليس لها حد ولا نهاية،
كما يتضح شدة ما يتصف به المفسدون من مراوغة ومناورة ووقاحة ومكابرة "ألد الخصام"
"أخذته العزة بالإثم" "إنما نحن مصلحون" وما كان لهم أن يبلغوا هذا الحد من الوقاحة
والخصومة والعناد إذا وجدوا من يردعهم وهو ما تكفلت به لجان الرقابة والتفتيش وهيئة
مكافحة الفساد، والتي إن ثبت في أعضائها صلاح لكن بلا صلاحية على طريقة " العين
بصيرة واليد قصيرة".
وكأن المفسدين يمارسون هوايتهم المفضلة وهم يلبسون طاقية
الاخفاء أو كأنهم نوع من الجان قال تعالى:"إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"
أو "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" إن المسؤولية تقع
على عاتق الجميع بداية من إصلاح المحضن الأول البيت والأسرة حتى يرتضع الطفل
الأمانة والنزاهة من ثدي أمه ومن خلال معاملة وتربية والديه ثم المدرسة والمسجد،
ينمو على الوعي ويقظة الضمير والإيمان والمراقبة ثم على عاتق خواص المصحلين من
العلماء والمثقفين الذين ينبغي أن يتصفوا بالايجابية والفاعلية في فضح الفساد وأهله
ومزاحمتهم في مواقعهم كما فعل يوسف عليه السلام حيث طلب السلطة وانبرى لها في دولة
عزيز مصر الفرعوني فقال ((اتجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم))، كما أن أعظم
مفاتيح الحل والمعالجة تقع على عاتق الحكومة وخاصة الأخ الرئيس وفقه الله ورزقه
البطانة الصالحة "فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" ومازالت الآمال معقودة
بعد الله تعالى عليه فإن التضحية بالآحاد منهم أقل مفسدة من التضحية بوحدة الشعب
وأمنه ورخائه وفي ذلك، ما يقطع دعوات أهل الفتن المبتغية الشر بأهل اليمن، والله
الموفق..