الشرجبي
المرض أن يفتك بهما حسب قولهما وفي الحقيقة استغربت في البداية ولكن عندما قرأت
هاتين الرسالتين تألمت كثيراً، فهما بالفعل يعانيان بسبب عدم الاهتمام بهما
ومعاملتهما أسوأ معاملة، فهما قدما من الريف لسوء حالتهما الصحية.
فالأول كما تقول رسالته كان يعاني من الملاريا،
فعندما وصل إلى المستشفى لم يجد سريراً فارغاً، فقد كان المستشفى الحكومي يشكو من
الازدحام حد قوله وبقي في طارود المستشفى لمدة يومين كاملين ورفض أي طبيب
متابعة حالته والاهتمام به لأنه في ممر المستشفى وليس لديه غرفة وخوفاً من سوء
حالته أخرجه أهله من المستشفى الحكومي وذهبوا به إلى مستشفى خاص، وما إن وصل إلى
ذلك المستشفى حتى طلب منهم مبلغاً مقدماً للرقود وكان رقم خيالياً بالنسبة لهم
وعادوا إلى المستشفى الحكومي وهناك نصحهم فاعل خير بأن يدفعوا مبلغاً معيناً لأحد
الممرضين وسيتم على الفور توفير سرير وكان ذلك في ثوانٍ معدودة تم توفير السرير على
الرغم من أن المستشفى كان يشكو من الازدحام وعدم وجود أسرة فاضية والشيء الغريب
جداً أن هناك مرضى يعانون أمراضاً معينة والطبيب يوصف علاجاً آخر، ومع ذلك يا ليت
أن المريض يجد الدواء في المستشفى وتلك الأدوية باهظة الثمن، فيضطر لشرائها وهذا
الأمر يثقل كاهل المريض وأهله.
أما الرسالة الثانية فهي من أب يشكو طفله من
التهابات حادة في الصدر، فقد تم تحويل طفله من العيادة الخارجية إلى قسم الرقود
والمفروض أن يلقى الأطفال الرعاية والعناية الخاصة ولكن الرعاية والمتابعة
والاهتمام التي كان يتوقعها لم يجد لها أثراً في المستشفى!!.
فكل شيء غير موجود
وكل ما يخص الأطفال يقوم المرافقون بشرائه من خارج المستشفى حتى الفحوصات التي يقوم
بها المستشفى يدفع مقابلها مبالغ مالية على الرغم من أن المستشفى حكومي ويفترض أن
تكون الفحوصات مجانية أو بمبالغ رمزية ولكن ماذا نعمل فنحن لا نقول إلا حسبنا الله
ونعم الوكيل وهو المعين.
إن الأمر محزن جداً ولا يجب السكوت عليه أطلاقاً ،
علماً أني قبل أن أقوم بكتابة هاتين الرسالتين قمت بالتأكد من صحة مضمون الرسالتين
ووجدت أن الكلام صحيح 100%، بل إني عرفت أشياء أخرى كثيرة، منها أن الغرف المخصصة
للمرضى ومرافقيهم تفتقر لأدنى مستوى الرعاية الصحية وتكاد تكون مميتة حيث تنقصها
التهوية والعناية والنظافة، وأن أغلبية المرضى يشتكون من الممرضات الهنديات الجنسية
اللواتي يأتين لتفقد المرضى ولك أن تتخيل عزيزي القارئ طريقة التفاهم السيئة بين
الممرضات والمرضى؟!! والمحزن أن الأطباء لا يمرون يومياً على المرضى ويتغير الأطباء
دائماً أثناء المرور على المرضى وكل طبيب يوصف دواء وهكذا الحال.
أما الغذاء
فحدث ولا حرج، فالمعروف أن المفترض أن الوجبات تخصص على حسب حالة المريض وحسب تشخيص
الطبيب المسؤول ولكن الحاصل أن الوجبة الغذائية المقدمة في جميع أقسام الرقود تكون
موحدة الأصناف والمحتوى الغذائي رغم اختلاف أمراضهم.
نظافة معدومة، سوء معاملة
من الممرضين خاصة الهنود إهمال وعدم اكتراث من قبل الأطباء للمرضى، عدم وجود
رعاية صحية ،عدم توفر الدواء في المستشفيات و. . . . و. . . . . إلخ.
هذا دليل واضح على
ماذا ؟! هل نستطيع أن نقول بأن هناك فساداً إدارياً؟!