علي
الربيعي
الربيعي
بعد لقائي بصديقي لمرتين بدأت أفكر
كثيراً أن أتجنبه كما أتجنب متابعة بعض القنوات الفضائية بعد لقائي بصديقي لمرتين بدأت
أفكر كثيراً أن أتجنبه كما أتجنب متابعة بعض القنوات الفضائية الإخبارية، والصحف
الصفراء خصوصاً قبل النوم لأني احتاج إلى نوع من الهدوء النفسي، والعاطفي حتى
استطيع أن أنام بسلام على فراشي، وأراود النوم، واستجلبه عن طريق الهدوء، وتناسي
الهموم، وإلا فإن فراشي سيتحول إلى قطعة من العذاب وكأنه جمرة أسفنجية حارة
لا أقر عليه، ولا استقر، وسيذهب النوم بعيداً فاراً من التشويش الفكري، والتفكير
المقلق، والأخبار المزعجة، هذا ما فكرت به، وعزمت أن أفعله ولكن وجدت الحال غير
الحال فعندما تكون في بيتك تتحكم بوقتك، وعلاقتك، وما يمكن أن تفعله، وما لا يمكن
أن تفعله، ولكن صعب أن تبدأ يومك بالانطواء، وإلا ستصبح، وحيداً وعندها لن تحل
مشكلة بالابتعاد عنها، ولا تغير واقع الفرار منه فاستسلمت لواقعي وانطلقت كما هو
الحال كل يوم والتقيت بصاحبي في نفس المكان والزمان والجلوس الذي أصبح شبيه الروتين
والسؤال عن الحال والأخبار ودائماً صاحبي هو المتحدث والمتابع للأخبار والجديد
والقديم والحديث وما زال حديثه يدور حول هذه الظواهر الدخيلة على البلاد والعباد
والمفاهيم الخطيرة في الدين والأذية والتسبب في الأذية للنفس والناس وتقديم الدين
على أنه دين إرهاب وتفخيخ وتفجير وقتل واعتداء واستباحة دماء وكأن هؤلاء يثبتون
لأعداء الدين صدق ما يدعون وما تبثه وسائل إعلامهم على مدار الساعة من تشويه صورة
الإسلام والمسلمين وتصويرهم على أنهم مجموعة قتلة تستهويهم الدماء والقتل سفاحون لا
يعرفون الرحمة ولا يفهمون الإنسانية بينما ديينا هو أعظم الأديان على الإطلاق اهتم
بالإنسان وكرمه وأعلى من قدره وشأنه وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطوف حول
الكعبة ويقول "لأن يهدم هذا البيت حجراً حجراً أهون عند الله من أن يهتك عرض إمراء
مسلم"، هذا هو المنهج الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه هي مكانة
الإنسان في هذا المنهج وعلو شأنه وتكريمه وهو ما سار عليه الصحابة وفهموه وطبقوه
والتزموا به فمثلا خلال الفتنة الكبرى في تاريخ الأمة بين علي رضي الله عنه ومعاوية
بن أبي سفيان أحجم الكثير من الصحابة عن تأييد فريق ضد آخر على الرغم من أن
الكثيرين كانوا يرون أن الحق مع علي إلا أن خوفهم من الخوض في الدماء المحرمة جعلهم
يتجنبون الوقوف مع طرف ضد آخر وعلى رأس هؤلاء عبدالله بن عمر وغيره عندما سأله
الناس لماذا لم تنصر أو تقف مع أي من الطرفين؟ أجاب من قال: حي على الصلاة أجبته
ومن قال حي على الفلاح أجبته، ومن قال حي على قتل أخيك المسلم تركته، وما يدعو إليه
ثم يستطرد صاحبي أين وجد هذا الفكر وعشش، وأفرخ هذه العقول وهذا التهور، والفتك،
وإهلاك النفس قبل الآخرين كما حدث في سيئون مع ذلك الشاب الذي فجر نفسه وهو في
مقتبل العمر في السنة الثالثة أو الرابعة في كلية الطب، ما هي الخدمة التي قدمها
للإسلام، وكم قتل من الكفار، والظلمة والمتجبرين؟! غير أنه قتل نفسه وجنديين معه
مسلمين وباء بإثمهما المردود الذي جناه أهله الذين ربوه وصبروا، وسهروا عليه حتى
يكون عنصراً فاعلاً خيراً دالاً على الخير أما كان أنفع لو أكمل دراسته وخدم
الفقراء والمعوزين والمرضى وقدم لهم الدواء بدلاً أن يقدم لهم الموت والهلاك؟ أيهما
الطريقان الأسلم والأنفع والأعم، المسؤولية يا صاحبي مسؤولية الجميع وإن كان يتحمل
الجزء الأكبر منها العلماء والإعلام والتربية وواجب العلماء الذي يفترض أن يبينوا
للناس في كل وقت وعلى كل منبر وفي كل مناسبة الدين بمفاهيمه العظيمة والصحيحة لا
بمفاهيم الكهوف والتنظير والفلسفة فالعملية ليست سهلة ولا دماء البشر متروكة
للمزايدة والمراهنة الاستغلال، المسؤولية جسيمة وأمانة في أعناق العلماء والخطباء
قبل غيرهم في تبيين الحق من الباطل حتى لا يستدرج الكثير من الشباب تحت وهم اختصار
الطريق إلى الجنة بمجرد أن يفجروا أنفسهم، عليهم أن يبينوا لهم أن الدماء وقتل
الناس ليست إلا طريقاً مختصراً إلى جهنم وأن من يفتي بغير ذلك فليس إلا منحرفاً عن
الدين وعن المنهج وعن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، على العلماء أن يتحركوا
فالمسؤولية مسؤوليتهم في الدرجة الأولى كونهم حاملين أمانة تبليغ الدين والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فالأمر تجاوز حده والدين فهم بغير مفاهيمه وطبق بغير
تطبيقاته واستخدم لأهداف لا يمكن أن يعود نفعها على المسلمين وكان الله في عون
الجميع وللكلام بقية فإلى الملتقى..
كثيراً أن أتجنبه كما أتجنب متابعة بعض القنوات الفضائية بعد لقائي بصديقي لمرتين بدأت
أفكر كثيراً أن أتجنبه كما أتجنب متابعة بعض القنوات الفضائية الإخبارية، والصحف
الصفراء خصوصاً قبل النوم لأني احتاج إلى نوع من الهدوء النفسي، والعاطفي حتى
استطيع أن أنام بسلام على فراشي، وأراود النوم، واستجلبه عن طريق الهدوء، وتناسي
الهموم، وإلا فإن فراشي سيتحول إلى قطعة من العذاب وكأنه جمرة أسفنجية حارة
لا أقر عليه، ولا استقر، وسيذهب النوم بعيداً فاراً من التشويش الفكري، والتفكير
المقلق، والأخبار المزعجة، هذا ما فكرت به، وعزمت أن أفعله ولكن وجدت الحال غير
الحال فعندما تكون في بيتك تتحكم بوقتك، وعلاقتك، وما يمكن أن تفعله، وما لا يمكن
أن تفعله، ولكن صعب أن تبدأ يومك بالانطواء، وإلا ستصبح، وحيداً وعندها لن تحل
مشكلة بالابتعاد عنها، ولا تغير واقع الفرار منه فاستسلمت لواقعي وانطلقت كما هو
الحال كل يوم والتقيت بصاحبي في نفس المكان والزمان والجلوس الذي أصبح شبيه الروتين
والسؤال عن الحال والأخبار ودائماً صاحبي هو المتحدث والمتابع للأخبار والجديد
والقديم والحديث وما زال حديثه يدور حول هذه الظواهر الدخيلة على البلاد والعباد
والمفاهيم الخطيرة في الدين والأذية والتسبب في الأذية للنفس والناس وتقديم الدين
على أنه دين إرهاب وتفخيخ وتفجير وقتل واعتداء واستباحة دماء وكأن هؤلاء يثبتون
لأعداء الدين صدق ما يدعون وما تبثه وسائل إعلامهم على مدار الساعة من تشويه صورة
الإسلام والمسلمين وتصويرهم على أنهم مجموعة قتلة تستهويهم الدماء والقتل سفاحون لا
يعرفون الرحمة ولا يفهمون الإنسانية بينما ديينا هو أعظم الأديان على الإطلاق اهتم
بالإنسان وكرمه وأعلى من قدره وشأنه وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطوف حول
الكعبة ويقول "لأن يهدم هذا البيت حجراً حجراً أهون عند الله من أن يهتك عرض إمراء
مسلم"، هذا هو المنهج الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه هي مكانة
الإنسان في هذا المنهج وعلو شأنه وتكريمه وهو ما سار عليه الصحابة وفهموه وطبقوه
والتزموا به فمثلا خلال الفتنة الكبرى في تاريخ الأمة بين علي رضي الله عنه ومعاوية
بن أبي سفيان أحجم الكثير من الصحابة عن تأييد فريق ضد آخر على الرغم من أن
الكثيرين كانوا يرون أن الحق مع علي إلا أن خوفهم من الخوض في الدماء المحرمة جعلهم
يتجنبون الوقوف مع طرف ضد آخر وعلى رأس هؤلاء عبدالله بن عمر وغيره عندما سأله
الناس لماذا لم تنصر أو تقف مع أي من الطرفين؟ أجاب من قال: حي على الصلاة أجبته
ومن قال حي على الفلاح أجبته، ومن قال حي على قتل أخيك المسلم تركته، وما يدعو إليه
ثم يستطرد صاحبي أين وجد هذا الفكر وعشش، وأفرخ هذه العقول وهذا التهور، والفتك،
وإهلاك النفس قبل الآخرين كما حدث في سيئون مع ذلك الشاب الذي فجر نفسه وهو في
مقتبل العمر في السنة الثالثة أو الرابعة في كلية الطب، ما هي الخدمة التي قدمها
للإسلام، وكم قتل من الكفار، والظلمة والمتجبرين؟! غير أنه قتل نفسه وجنديين معه
مسلمين وباء بإثمهما المردود الذي جناه أهله الذين ربوه وصبروا، وسهروا عليه حتى
يكون عنصراً فاعلاً خيراً دالاً على الخير أما كان أنفع لو أكمل دراسته وخدم
الفقراء والمعوزين والمرضى وقدم لهم الدواء بدلاً أن يقدم لهم الموت والهلاك؟ أيهما
الطريقان الأسلم والأنفع والأعم، المسؤولية يا صاحبي مسؤولية الجميع وإن كان يتحمل
الجزء الأكبر منها العلماء والإعلام والتربية وواجب العلماء الذي يفترض أن يبينوا
للناس في كل وقت وعلى كل منبر وفي كل مناسبة الدين بمفاهيمه العظيمة والصحيحة لا
بمفاهيم الكهوف والتنظير والفلسفة فالعملية ليست سهلة ولا دماء البشر متروكة
للمزايدة والمراهنة الاستغلال، المسؤولية جسيمة وأمانة في أعناق العلماء والخطباء
قبل غيرهم في تبيين الحق من الباطل حتى لا يستدرج الكثير من الشباب تحت وهم اختصار
الطريق إلى الجنة بمجرد أن يفجروا أنفسهم، عليهم أن يبينوا لهم أن الدماء وقتل
الناس ليست إلا طريقاً مختصراً إلى جهنم وأن من يفتي بغير ذلك فليس إلا منحرفاً عن
الدين وعن المنهج وعن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، على العلماء أن يتحركوا
فالمسؤولية مسؤوليتهم في الدرجة الأولى كونهم حاملين أمانة تبليغ الدين والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فالأمر تجاوز حده والدين فهم بغير مفاهيمه وطبق بغير
تطبيقاته واستخدم لأهداف لا يمكن أن يعود نفعها على المسلمين وكان الله في عون
الجميع وللكلام بقية فإلى الملتقى..