;

كلنا متسولون 1164

2010-06-26 05:51:31

عبدالوارث النجري


سألني أحد الأصدقاء في جلسة مقيل
قائلاً: لماذا لا تكتبوا عن هؤلاء المتسولين في الشوارع والذين
سألني أحد الأصدقاء في جلسة
مقيل قائلاً: لماذا لا تكتبوا عن هؤلاء المتسولين في الشوارع والذين يزداد انتشارهم
في العطل الرسمية، في الشوارع وأمام المرافق العامة والأسواق التجارية ،أمام بوابات
المستشفيات وبوابات الفنادق وحول سيارات الأجانب والأشقاء العرب
وغيرهم.

لماذا لا تكتبوا عن أولئك الذين يفرشون "الشيلان" داخل المسجد كل
جمعة تارة باسم فلسطين وأخرى باسم الصومال والعراق والبسنة والهرسك والشيشان
وغيرها، حينها وعدت صديقي أن أكتب عن ظاهرة التسول بكل صدق وحيادية، وأنا هنا أقول
له من حقك أن تعاتبنا على ذلك ولكن من حقنا أن نطرح القضية بكل صدق وأمانة، فلا تظن
يا عزيزي أن المتسولين فقط هم أولئك الذين ينتشرون في الشوارع والأسواق ويمدون
أيديهم للعشرة والخمسة الريالات وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها بلادنا وصار
يعلم بها القاصي والداني، حتى الغرب صار يصنفها من الفاشلين، ولا تظن يا صديقي أن
كل من يتحدث باسم جمعية خيرية لنصرة إخواننا في فلسطين وغيرها صاروا متسولون كلنا
يا عزيزي متسولون، سواء أولئك الذين في شوارع المدن أو أصحاب الشيلان في المساجد،
وكذا أصحاب السيارات الفارهة المتواجدين في بوابات رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء،
كلنا متسولين سواء أولئك الذين يتواجدون على أبواب مقرات السفارات والأمم المتحدة
أو أولئك الذين يفترشون الأرض وينتظرون في بوابات المراكز التجارية والمستشفيات،
كلنا يا صديقي متسولون سواء أولئك الذين صاروا يقتاتون من صناديق القمامة ويلبسون
الملابس المهترئة أو أولئك الذين يشحتون من المنظمات المدنية الخارجية، بمسميات
مختلفة ابتداءً من الديمقراطية والتعددية السياسية وانتهاء بحقوق المرأة وحريتها
والاغتصاب وزواج الصغيرات والكبيرات وغيرها. .
كلنا يا عزيزي متسولون سواء الدولة
المثقلة بديون البنك الدولي ومساعدات الأشقاء والأصدقاء أو معارضيها الذين يشحتون
من أعداء الوطن مقابل نشر الفوضى وقتل الأبرياء واستهداف الأمن والاستقرار الذي بقي
لنا في هذا الوطن، الجميع متسولون يا عزيزي ولا يوجد هناك فرق سوى أن هناك من يشحت
العشرة الريالات والخمسة وهناك من يشحت بالدولار واليورو، هناك من يشحت في ملابس
ممزقة وعلى الأرصفة، وهناك من يشحت بالبدلة الأنيقة والكرفتة، هناك من يشحت في
أسواق القات والخضار والملابس، وهناك من يشحت بالمراسلات عبر الإيميل والانترنت،
هناك من يشحت باسم الجوع والمرض أعاننا الله وشافى جميع المرضى وهناك أيضاً من
يشحت لتنفيذ عملية انتحارية أو إعلان الانفصال أو بمسمى حماية الحقوق
والحريات.
لذا أقول لعزيزي وصديقي إنه عندما يموت الضمير وتموت معه كافة القيم
والمبادئ وكل شيئ جميل خلقه الله في الإنسان يتحول المجتمع بكامله إلى غابة البقاء
فيها للأقوى سواءً غابة حيوانات أو غابة شحاتين عندما ابتعد الجميع عن قيم
ومبادئ الدين الإسلامي السمحاء، دين السلام والإخاء والمحبة، لا دين التمرد الحوثي
أو تنظيم القاعدة، عندما ابتعد الجميع عن هذا الدين وصارت أهدافه وتعاليمه ومبادئه
مجرد شكليات والبعض يطلق عليها أصوليات، وصلنا إلى هكذا حال نشحت من الأجنبي
عدواً وصديقاً المأكل والملبس، نظهرً قوتنا على بعضنا وخيراتنا يأخذها غيرنا،
وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا يطبقها عدونا ونصبح مجرد "ملطشة" وشحاتين في زمن الذل
والانكسار.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد