راجح
الخوري
الخوري
احفظوا هذا الاسم: الجنرال ستانلي
ماكريستال.
يمكن المراقب لمجموعة من الامور المتصلة بشؤون السياسة، وبالأقنية
المتصلة للعلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في الولايات المتحدة، وكذلك
للأمور المتصلة بالاوضاع الميدانية في أفغانستان والاحتمالات المفعمة بالريبة في باكستان
والعراق، يمكن من خلال كل هذا، أن يغامر المرء في التحليل ليقول إن ماكريستال قد
يكون الرئيس المقبل في البيت الابيض.
هذا الكلام يبدو مستغربا، فالجنرال
المذكور الذي سبق أن صنع سمعة طيبة جدا في ميادين الحرب ضد "طالبان" والقاعدة في
افغانستان، غادر جبهة القتال على مشارف قندهار وعاد ليستقيل او سيقال من منصبه
القيادي، وسط موجة من الدوي تجاوزت أصداؤها جبهات الحرب الى كواليس السياسة ومجالس
الحرب في الدول المشاركة في الحملة الدولية ضد الارهاب.
ليس لأن ماكريستال كان
القائد العام للقوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان، بل لانه "صنع فرقا
في المعركة، وأن غيابه سيحدث فراغا"، كما قال حميد كرزاي، رغم أن الذي عين مكانه،
هو جنرال محنك وصاحب سجل حافل بالكفاءة، وهو ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية
التي تشرف على الحرب في أفغانستان.
صحيح ان قرار الرئيس باراك أوباما تعيين
بترايوس كان اختيارا ممتازا لأنه يحفظ توازن الجبهة وزخم اندفاعة المواجهة ضد
"الارهابيين"، ويريح حلفاء اميركا في الحرب، ولكن الصحيح ايضا يبقى دائما ان من
الخطأ تغيير الخيول وسط السباق، وإقالة القيادات وسط المعركة.
ورغم أن تصريحات
ماكريستال لمجلة "رولينغ ستون" تضمنت انتقادات للمستوى السياسي الذي يملك قرار
الحرب في واشنطن، وهو "أمر يقوض السيطرة المدنية على القوات العسكرية ويمس جوهر
الديموقراطية" كما قال أوباما في اعلان اقالة ماكريستال، لن يخلو الوسط العسكري في
قيادة الجيوش الاميركية من شعور بالمرارة والامتعاض ولو في صمت، لأن ضابطا من نوعية
ماكريستال، لم يكن ليدلي بتصريحات تنتقد المستوى السياسي، لو لم يكن هناك شعور
بالاستياء في أوساط العسكريين والعاملين في ميادين القتال.
فبين سياسة جورج بوش
وانعطافة التغيير الذي حمله أوباما الى البيت الابيض، كان لا بد من تولّد احساس من
هذا النوع، وخصوصا عندما يرى ماكريستال ان نجاح مكافحة الارهاب يتطلب سنوات وجهودا
سياسية واقتصادية متناسقة، تتناقض بداهة مع الجدول الذي وضعه أوباما، لبدء سحب
القوات من افغانستان بعد سنة، أي في تموز 2011.
وما يجري في ساحات القتال من
العراق الى افغانستان وباكستان، لا يوحي أن النتائج ستكون باهرة لتساعد أوباما في
تجديد ولايته، وهو الذي لم يفلح في سلام الشرق الاوسط مثلا.
واذا كان تعيين
بترايوس المصاب بسرطان البروستات في مكان ماكريستال، يعني إبعاد فرص ترشحه للرئاسة
سنة 2012 ومنافسة أوباما كما يريد الجمهوريون، فان النتائج السلبية للحرب، لن تلبث
ان تعيد ابراز شخصية ماكريستال، الذي سيجد من يدفعه للترشح للرئاسة وخصوصا انه
سيلقى دائما دعم الجنرالات والمستوى العسكري في أميركا! النهار
اللبنانية
ماكريستال.
يمكن المراقب لمجموعة من الامور المتصلة بشؤون السياسة، وبالأقنية
المتصلة للعلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في الولايات المتحدة، وكذلك
للأمور المتصلة بالاوضاع الميدانية في أفغانستان والاحتمالات المفعمة بالريبة في باكستان
والعراق، يمكن من خلال كل هذا، أن يغامر المرء في التحليل ليقول إن ماكريستال قد
يكون الرئيس المقبل في البيت الابيض.
هذا الكلام يبدو مستغربا، فالجنرال
المذكور الذي سبق أن صنع سمعة طيبة جدا في ميادين الحرب ضد "طالبان" والقاعدة في
افغانستان، غادر جبهة القتال على مشارف قندهار وعاد ليستقيل او سيقال من منصبه
القيادي، وسط موجة من الدوي تجاوزت أصداؤها جبهات الحرب الى كواليس السياسة ومجالس
الحرب في الدول المشاركة في الحملة الدولية ضد الارهاب.
ليس لأن ماكريستال كان
القائد العام للقوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان، بل لانه "صنع فرقا
في المعركة، وأن غيابه سيحدث فراغا"، كما قال حميد كرزاي، رغم أن الذي عين مكانه،
هو جنرال محنك وصاحب سجل حافل بالكفاءة، وهو ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية
التي تشرف على الحرب في أفغانستان.
صحيح ان قرار الرئيس باراك أوباما تعيين
بترايوس كان اختيارا ممتازا لأنه يحفظ توازن الجبهة وزخم اندفاعة المواجهة ضد
"الارهابيين"، ويريح حلفاء اميركا في الحرب، ولكن الصحيح ايضا يبقى دائما ان من
الخطأ تغيير الخيول وسط السباق، وإقالة القيادات وسط المعركة.
ورغم أن تصريحات
ماكريستال لمجلة "رولينغ ستون" تضمنت انتقادات للمستوى السياسي الذي يملك قرار
الحرب في واشنطن، وهو "أمر يقوض السيطرة المدنية على القوات العسكرية ويمس جوهر
الديموقراطية" كما قال أوباما في اعلان اقالة ماكريستال، لن يخلو الوسط العسكري في
قيادة الجيوش الاميركية من شعور بالمرارة والامتعاض ولو في صمت، لأن ضابطا من نوعية
ماكريستال، لم يكن ليدلي بتصريحات تنتقد المستوى السياسي، لو لم يكن هناك شعور
بالاستياء في أوساط العسكريين والعاملين في ميادين القتال.
فبين سياسة جورج بوش
وانعطافة التغيير الذي حمله أوباما الى البيت الابيض، كان لا بد من تولّد احساس من
هذا النوع، وخصوصا عندما يرى ماكريستال ان نجاح مكافحة الارهاب يتطلب سنوات وجهودا
سياسية واقتصادية متناسقة، تتناقض بداهة مع الجدول الذي وضعه أوباما، لبدء سحب
القوات من افغانستان بعد سنة، أي في تموز 2011.
وما يجري في ساحات القتال من
العراق الى افغانستان وباكستان، لا يوحي أن النتائج ستكون باهرة لتساعد أوباما في
تجديد ولايته، وهو الذي لم يفلح في سلام الشرق الاوسط مثلا.
واذا كان تعيين
بترايوس المصاب بسرطان البروستات في مكان ماكريستال، يعني إبعاد فرص ترشحه للرئاسة
سنة 2012 ومنافسة أوباما كما يريد الجمهوريون، فان النتائج السلبية للحرب، لن تلبث
ان تعيد ابراز شخصية ماكريستال، الذي سيجد من يدفعه للترشح للرئاسة وخصوصا انه
سيلقى دائما دعم الجنرالات والمستوى العسكري في أميركا! النهار
اللبنانية