أكثر من
سبع سنوات مرت على احتلال العراق، ولم ينجح الغزاة الأمريكيون والبريطانيون
والإيرانيون في مسعاهم لفرض الأمر الواقع وتحقيق استقرار يوفّر لهم الفرصة ليهيمنوا
على آبار النفط ويتلاعبوا بالمال العراقي في مسرحية إعادة الإعمار التي تساوي النهب
والسرقة والرشاوى..لا شيء يسير باتجاه الأفضل، والمفارقة أن لعنة الفشل تطارد الغزاة من
داخل المنظومة التي خلقوها والآليات التي وظفوها لتأبيد الغزو وإدامة النهب وتكريس
الاقتتال المذهبي والطائفي.
فالعملية السياسية التي أريد لها أن تضفي
شرعية على الاحتلال، وألبست لبوس الديمقراطية والتعددية أصبحت الآن عنوانا للفشل
التام، فهي تصيب الحياة السياسية والقانونية والمدنية والأمنية بالشلل التام في ظل
غياب حكومة تمتلك الصلاحيات القانونية والدستورية لممارسة دورها.
إن الصراع على
رئاسة الوزراء، الذي فرض فراغا دستوريا منذ قرابة أربعة أشهر، يُخفي صراعا أكبر
ومعارك أشرس لليّ الذراع بين مختلف القوى المرتبط بالاحتلالين الأمريكي والإيراني،
فرغم التحالف الانتهازي الذي تم لفرض الاحتلال والإطاحة بالنظام الشرعي سنة 2003،
إلا أن طهران وواشنطن يحاول كل منها ربح مواقع على حساب الآخر.
فإيران التي تقول
إن تحالفها مع "الشيطان الأكبر" كان الهدف منه استدراجه إلى مستنقع العراق حتى
يتسنى لها إلهاؤه، تحاول الإمساك بالمفاصل الكبرى للعملية السياسية وقد فرضت لأجل
ذلك على مختلف الأطياف الشيعية أن تصطف في تحالف واحد رغم ما بينها من صراع وتناحر
حول الزعامة والمال العام والنفط، كما دفعت المحكمة إلى إصدار تفسير غريب لقانون
الكتلة الفائزة لتختطف مهمة تشكيل الحكومة من علاوي وتضعها بين يدي المالكي.
أما
الاحتلال الأمريكي الباحث عن قشة نجاة توصله إلى استقرار يمكنه من انسحاب باتجاه
القواعد العسكرية التي بناها في أرض العراق وفي دول الخليج، فإنه يريد أن يفرض
علاوي في رئاسة الوزراء وأن يحوز التحالف "العلماني" الذي شكله مع الهاشمي الحقائب
المهمة "الداخلية والدفاع والمالية والنفط" بما يسهل عليه تمرير مختلف اتفاقيات بيع
العراق الظاهرة منها والخفية.
وبمقابل سعي الاحتلال الأمريكي للدفع باتجاه
"الاستقرار" الأمني والسياسي، تعمد المليشيات المرتبطة بإيران إلى توتير الوضع
الأمني وذلك من خلال تفجيرات عبثية عادة ما تُسند إلى تنظيم "القاعدة" أو من خلال
التصفيات المنظمة لفرق ومجموعات الصحوات.
إن استهداف الصحوات بشكل متواصل ومنظم
فيه أكثر من رسالة أولها إلى الإدارة الأمريكية التي نجحت في استقطاب هذه المجموعات
وحولتها إلى ورقة قوية بيدها ليس فقط في مواجهة القاعدة، بل في أي مواجهة محتملة مع
إيران وأدواتها العسكرية والسياسية.
ومضمون هذه الرسالة المشفرة يقول إن إيران
قادرة على أن تصفي خصومها بيسر وأن تحرج الاحتلال الأمريكي العاجز عن حماية نفسه
فما بالك بحماية أدواته وعملائه، وأن لا حل بالعراق يستثني طهران والمليشيات
المرتبطة بها.
ونعتقد أن الفراغ الدستوري سيستمر طويلا وأن المستقبل القريب
سيشهد عودة قوية للحرب الطائفية المحركة بإتقان أمريكيا وإيرانيا، وستستفيد هذه
الحرب من الواقع الاجتماعي المتردي في بلد ينهض على الكثير من الخيرات
والإمكانيات.
ولعل "معركة الكهرباء" هي أولى شرارات الحرب في ظل تقارير دولية
تضع العراق في مراتب متأخرة جدا من حيث الفساد المالي والإداري، والوضع المعيشي
المتردي، وغياب أدنى شروط الحياة الكريمة ومختلف حقوق المواطن العراقي.
وفي ظل
هذه الصورة المتردية ينتظر العراقيون الفرج من مقاومة وطنية تُحسن توظيف الصراعات
القائمة لفائدتها وتستثمر كراهية العراقيين للاحتلال وما ارتبط به من مشاريع وأحزاب
ومؤسسات، والحقيقة أن "ثورة الكهرباء" التي تعم مختلف المناطق يمكن أن تكون شرارة
التحرير، فالعراقيون، بمن في ذلك الذين أداروا ظهرهم للسياسة وملوا من صراعات
الكراسي، تأذوا من الاحتلال والحرب العبثية التي تخوضها الفصائل والمليشيات
المرتبطة به.
فلدى كل عراقي قصة ألم ومعاناة في ظل أرقام مذهلة عن أعداد القتلى،
والجثث المجهولة، والأرامل، واليتامى، والمشردين، ولا أحد بالعراق يريد أن تستمر
المعاناة إلى ما لا نهاية، فهل تستطيع المقاومة الوطنية أن تلعب على تناقضات
المحتلين وعلى الغضب الشعبي العارم ضدهم لتكثّف جهدها المقاوم عسكريا وسياسيا
وإعلاميا وتكون في مستوى المهمة التي ينتظرها الشارع العراقي؟
سبع سنوات مرت على احتلال العراق، ولم ينجح الغزاة الأمريكيون والبريطانيون
والإيرانيون في مسعاهم لفرض الأمر الواقع وتحقيق استقرار يوفّر لهم الفرصة ليهيمنوا
على آبار النفط ويتلاعبوا بالمال العراقي في مسرحية إعادة الإعمار التي تساوي النهب
والسرقة والرشاوى..لا شيء يسير باتجاه الأفضل، والمفارقة أن لعنة الفشل تطارد الغزاة من
داخل المنظومة التي خلقوها والآليات التي وظفوها لتأبيد الغزو وإدامة النهب وتكريس
الاقتتال المذهبي والطائفي.
فالعملية السياسية التي أريد لها أن تضفي
شرعية على الاحتلال، وألبست لبوس الديمقراطية والتعددية أصبحت الآن عنوانا للفشل
التام، فهي تصيب الحياة السياسية والقانونية والمدنية والأمنية بالشلل التام في ظل
غياب حكومة تمتلك الصلاحيات القانونية والدستورية لممارسة دورها.
إن الصراع على
رئاسة الوزراء، الذي فرض فراغا دستوريا منذ قرابة أربعة أشهر، يُخفي صراعا أكبر
ومعارك أشرس لليّ الذراع بين مختلف القوى المرتبط بالاحتلالين الأمريكي والإيراني،
فرغم التحالف الانتهازي الذي تم لفرض الاحتلال والإطاحة بالنظام الشرعي سنة 2003،
إلا أن طهران وواشنطن يحاول كل منها ربح مواقع على حساب الآخر.
فإيران التي تقول
إن تحالفها مع "الشيطان الأكبر" كان الهدف منه استدراجه إلى مستنقع العراق حتى
يتسنى لها إلهاؤه، تحاول الإمساك بالمفاصل الكبرى للعملية السياسية وقد فرضت لأجل
ذلك على مختلف الأطياف الشيعية أن تصطف في تحالف واحد رغم ما بينها من صراع وتناحر
حول الزعامة والمال العام والنفط، كما دفعت المحكمة إلى إصدار تفسير غريب لقانون
الكتلة الفائزة لتختطف مهمة تشكيل الحكومة من علاوي وتضعها بين يدي المالكي.
أما
الاحتلال الأمريكي الباحث عن قشة نجاة توصله إلى استقرار يمكنه من انسحاب باتجاه
القواعد العسكرية التي بناها في أرض العراق وفي دول الخليج، فإنه يريد أن يفرض
علاوي في رئاسة الوزراء وأن يحوز التحالف "العلماني" الذي شكله مع الهاشمي الحقائب
المهمة "الداخلية والدفاع والمالية والنفط" بما يسهل عليه تمرير مختلف اتفاقيات بيع
العراق الظاهرة منها والخفية.
وبمقابل سعي الاحتلال الأمريكي للدفع باتجاه
"الاستقرار" الأمني والسياسي، تعمد المليشيات المرتبطة بإيران إلى توتير الوضع
الأمني وذلك من خلال تفجيرات عبثية عادة ما تُسند إلى تنظيم "القاعدة" أو من خلال
التصفيات المنظمة لفرق ومجموعات الصحوات.
إن استهداف الصحوات بشكل متواصل ومنظم
فيه أكثر من رسالة أولها إلى الإدارة الأمريكية التي نجحت في استقطاب هذه المجموعات
وحولتها إلى ورقة قوية بيدها ليس فقط في مواجهة القاعدة، بل في أي مواجهة محتملة مع
إيران وأدواتها العسكرية والسياسية.
ومضمون هذه الرسالة المشفرة يقول إن إيران
قادرة على أن تصفي خصومها بيسر وأن تحرج الاحتلال الأمريكي العاجز عن حماية نفسه
فما بالك بحماية أدواته وعملائه، وأن لا حل بالعراق يستثني طهران والمليشيات
المرتبطة بها.
ونعتقد أن الفراغ الدستوري سيستمر طويلا وأن المستقبل القريب
سيشهد عودة قوية للحرب الطائفية المحركة بإتقان أمريكيا وإيرانيا، وستستفيد هذه
الحرب من الواقع الاجتماعي المتردي في بلد ينهض على الكثير من الخيرات
والإمكانيات.
ولعل "معركة الكهرباء" هي أولى شرارات الحرب في ظل تقارير دولية
تضع العراق في مراتب متأخرة جدا من حيث الفساد المالي والإداري، والوضع المعيشي
المتردي، وغياب أدنى شروط الحياة الكريمة ومختلف حقوق المواطن العراقي.
وفي ظل
هذه الصورة المتردية ينتظر العراقيون الفرج من مقاومة وطنية تُحسن توظيف الصراعات
القائمة لفائدتها وتستثمر كراهية العراقيين للاحتلال وما ارتبط به من مشاريع وأحزاب
ومؤسسات، والحقيقة أن "ثورة الكهرباء" التي تعم مختلف المناطق يمكن أن تكون شرارة
التحرير، فالعراقيون، بمن في ذلك الذين أداروا ظهرهم للسياسة وملوا من صراعات
الكراسي، تأذوا من الاحتلال والحرب العبثية التي تخوضها الفصائل والمليشيات
المرتبطة به.
فلدى كل عراقي قصة ألم ومعاناة في ظل أرقام مذهلة عن أعداد القتلى،
والجثث المجهولة، والأرامل، واليتامى، والمشردين، ولا أحد بالعراق يريد أن تستمر
المعاناة إلى ما لا نهاية، فهل تستطيع المقاومة الوطنية أن تلعب على تناقضات
المحتلين وعلى الغضب الشعبي العارم ضدهم لتكثّف جهدها المقاوم عسكريا وسياسيا
وإعلاميا وتكون في مستوى المهمة التي ينتظرها الشارع العراقي؟